السؤال:
وأنا في الصين قال لي أحد المغتربين في أمريكا إنه توجد عنده بنت ولا ترغب في العودة إلى الأردن، وقال لي إن كنت تعرف أحدا يعمل لها شيئا كي ترجع إلى الأردن كي يزوجها لمسلم، فقمت بالاتصال مع أحد وقام بكتابة بعض الأوراق لها، وكان أول ما سأل عن اسم والدتها واسمها، وبعد عودتي كان الشباب يحكون عن الموبقات السبع، ولم أكن أعلم بذلك، فالرجاء كل الرجاء كيف التوبة؟ وهل ارتكبت الموبقات مع أنني لم أكن أعلم بذلك؟ وما هو الاستغفار؟ وجزاكم الله خيرا.
الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان هذا الرجل يعمل السحر، فإن السحر محرم، وهو من أكبر الكبائر، ومن السبع الموبقات، ففي الصحيحين عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اجتنبوا السبع الموبقات، قيل وما هن يا رسول الله؟ فقال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات.
وقال الإمام النووي رحمه الله: عمل السحر حرام، وهو من الكبائر بالإجماع، وقد عده الرسول صلى الله عليه وسلم من الموبقات السبع، ومن السحر ما يكون كفراً، ومنه ما لا يكون كفراً، بل معصية كبيرة، فإن كان فيه قول أو فعل يقتضي الكفر فهو كفر، وإلا فلا. اهـ.
ويحرم الذهاب إلى السحرة وطلب السحر منهم، وتجب التوبة إلى الله والاستغفار والعزم على عدم العود له، فقد روى عمران بن حصينأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ليس منا من تطير، أو تُطير به، أو تكهن أو تُكهن به، أو سحر، أو سُحر له، ومن أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنُزل على محمد. رواه البزار بسند جيد.
وعن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: من أتى عرافا، أو ساحرا، أو كاهنا فسأله فصدق بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم. رواه أبو يعلى والبزار، ورجاله ثقات، كما قال الهيثمي.
ومن توبتك إن كان حصل السحر للفتاة أن تجتهد في العثور على السحر لحرق، أو إتلافه، وإن لم يمكن ذلك فحاول تنبيه الفتاة، أو تنبيه أهلها على عمل الرقية الشرعية، مع عدم إعلامهم بما فعلت، فإذا عملت الرقية الشرعية سيزول أثر السحر ـ إن شاء الله ـ واحرص على أن تستحلها مما فعلت من دون أن تخبرها بصنيعك، ومن وسائل ذلك أن تحسن إليها بقدر استطاعتك ثم تستسمحها استسماحا عاما مع مراعاة الضوابط الشرعية إن كانت تلك المرأة أجنبية عنك.
والله أعلم.