منتديات احفاد الرسول
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات احفاد الرسول

بسم الله الرحمن الرحيم قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتفسير القران الكريم قراءة القران الكريماذاعات القران الكريمكتبقنواتقصص رائعة منتديات الياس عيساوي بث قناة الجزيرةاوقات الصلاةاستماع للقراءن الكريم
دليل سلطان للمواقع الإسلامية

 

  مقومات التكليف : الشهوة ـ تتمة بنود جرح العدالة ـ خلق الإنسان النطفة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
eliasissaoui
Admin
eliasissaoui


ذكر عدد المساهمات : 16999
تاريخ التسجيل : 04/07/2013
الموقع : https://www.youtube.com/watch?v=QriWAmC6_40

 مقومات التكليف : الشهوة ـ تتمة بنود جرح العدالة ـ خلق الإنسان النطفة Empty
مُساهمةموضوع: مقومات التكليف : الشهوة ـ تتمة بنود جرح العدالة ـ خلق الإنسان النطفة    مقومات التكليف : الشهوة ـ تتمة بنود جرح العدالة ـ خلق الإنسان النطفة I_icon_minitimeالخميس أغسطس 28, 2014 2:36 am

بسم الله الرحمن الرحيم
تقديم وترحيب :
 أيها السادة المشاهدون ، سلام الله عليكم ورحمته وبركاته ، وأهلاً ومرحباً بكم ، في هذه الحلقة من برنامجكم الإيمان هو الخلق .
 أعزائي ، في الحلقة السابقة تحدثنا عن مقوم من مقومات التكليف ـ الشهوة ـ وقد أفردنا لها ثلاث حلقات ، ولم نكمل الحديث في تفاصيلها ، واليوم في محطتنا مع الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي أستاذ الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ، نكمل هذا المبحث إن شاء الله .
 سيدي ، عندما أتيت ، وتحدثت عن الشهوة اتفقنا على اصطلاح ، بأنها هي حيادية ، وهي قوة كامنة ، إذا ما استخدمناها في قنواتها ، وفي مجالاتها الصحيحة فهي قوة ارتقاء إلى الله عز وجل ، وإذا ما استخدمنا هذه القوة خارج النطاق الصحيح ، وخارج الحيز والحاضنة الصحيحة نزلت بنا إلى الدركات السفلى ، وإلى الأماكن التي لا تتناسب وكينونة الإنسان ومقامه ، وتكريم الإنسان عند ربه عز وجل .
 وتحدثنا في هذا المنحى الشيء الكثير ، ثم وصلنا إلى مسألة بأن الشريعة جاءت بالعدالة والضبط ، وقالت للمرء الذي يريد أن يستقيم في حياته : هنالك العدالة ، العدالة تعني الاستقامة ، والضبط يعني الدقة في الوصف ، وفي الفهم ، وفي القول ، ومن لا عدالة له ولا ضبط له يسقط ، حقوقه المدنية تسقط ، لكن هذه العدالة يعتورها أشياء كما مر معنا في الحلقة الماضية ، إما أن تكسر كما تكسر كأس الزجاج ، وبالتالي تنتهي وتسقط ، أو أن تجرح ، ومثلتها سيدي الكريم بأنه كما يأتي إبريق الزجاج ، ويُشعر بصدمة بسيطة فتُجرَح .
 لهذه القضايا علاجات ، ولهذه القضايا أمثلة ، وجئت بأنه من تحقق فيه العدالة والضبط فقد حرمت غيبته ، وظهرت مروءته وعدالته ، نكمل في هذا البحث إن تكرمت .
مقدمة تذكيرية :
الدكتور راتب :
 لكن كتعليق على ما تفضلت به لو لم يكن هناك شهوات كيف نتقرب إلى الله ما في طريق ، لو لم يكن هناك شهوات كيف تظهر بطولات البشر ، الحياة محببة ، فالذي يضحي بحياته في سبيل مبدأ يعتقده صار بطلا ، الطعام والشراب حاجة أساسية ، فالذي يؤثر أخاه على طعامه وشرابه صار بطلا ، لولا الشهوات لم تكن هناك بطولات ، بل لولا أن النبي بشر تجري عليه كل خصائص البشر لما كان سيد البشر ، هو بشر ، تجري عليه كل خصائص البشر ، وانتصر على بشريته فكان سيد البشر .
 تحدثنا عن العدالة ، والدقة ، والضبط ، وبينا أن هناك سقوطاً لهذه العدالة ، وأن هناك جرحاً لها ، نتابع البنود التي تجرح بها العدالة .
 إما أكل لقمة من حرام ، تطفيف بتمرة ، صحبة الأراذل ، الحديث عن مفاتن النساء ، من علا صوته في البيت .
تتمة بنود إسقاط العدالة :
1 – الحديث عن مفاتن النساء لإثارةِ الشهوات والغرائز :
 الآن الحديث عن مفاتن النساء ليثير الشهوات والغرائز ، هذا أيضاً يجرح عدالة الإنسان .
أدبُ القرآن في الكنايات عن العلاقة بالنساء :
 في الإسلام حياء وأدب .

﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ ﴾
( سورة المؤمنون )
 دخل في كلمة :
﴿ وَرَاءَ ذَلِكَ ﴾
 كل أنواع الانحراف ، وهذه إشارة لطيفة مؤدبَّة مهذَّبة في كتاب الله :

﴿ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً ﴾
( سورة النساء الآية : 43 )
﴿ فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً ﴾
( سورة الأعراف الآية : 189 )
 كل عبارات القرآن في العلاقات مع النساء جاءت عبارات لطيفة لا تجرح حياء الصغار ، فهذا الذي يقول : لا حياء في الدين ، نقول له : الدين كله حياء .
 فلذلك الحديث عن مفاتن النساء ، وعن ألوانهم ، وعن أشكالهم بغية إثارة الغرائز ، والحديث عن مغامرات لا تليق بالإنسان هذا يجرح عدالة الإنسان .
 ورد في النصوص : سار بأهله ، كلمة أهل كلمة رائعة لطيفة :

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً ﴾
( سورة التحريم )
 وبأقل كلام ممكن :

﴿ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ ﴾
( سورة القصص الآية : 25 )
 ووقفت هنا ، يقول لها ما المناسبة ؟
﴿ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ﴾
( سورة القصص الآية : 25 )
 وقفت هنا ، يقول لها ما المناسبة ؟
﴿ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ﴾
 وجاءت على استحياء .
 لذلك من علامات قيام الساعة أن ترفع النخوة من رؤوس الرجال ، ويذهب الحياء من وجوه النساء ، وتنزع الرحمة من قلوب الأمراء ، لا رحمة في قلوب الأمراء ، ولا حياء في وجوه النساء ، ولا نخوة في رؤوس الرجال .
2 – رفع الصوت والصياح في البيوت :
 ثم الحديث عن الضبط الداخلي ، من علا صياحه في البيت ، فسمعه من خارج البيت هذا جرحت عدالته .
 والحقيقة أستاذ علاء ، كل أنماط السلوك خارج البيت ، من هندام ، من أناقة ، من ابتسامة ، من انحناء ظهر ، بمنتهى الأدب أنا أسميه بالتعبير المعاصر الإنكليزي ( بزنز المصلحة )الإنسان لا يظهر على حقيقته إلا في البيت ، لا سلطان لأحدٍ عليه في البيت ، فأخلاقه في البيت ، أخلاقه مع أهله ، مع أولاده .
 لذلك النبي الكريم عدّ الخيرية المطلقة في البيت .
(( خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي ))
[ أخرجه الترمذي عن عائشة ابن ماجة عن ابن عباس الطبراني ، عن معاوية]
 وكان عليه الصلاة والسلام إذا دخل بيته بساماً ضحاكاً ، وكان يقول :
(( أكرموا النساء ، والله ما أكرمهن إلا كريم ، ولا أهانهن إلا لئيم ، يغلبن كل كريم ، ويغلبهن لئيم ))
[ ورد في الأثر]
 لذلك :
(( استوصوا بالنساء خيرا ))
[ متفق عليه ]
 كان عليه الصلاة والسلام في بيته كواحد من أهله ، كان يكنس بيته ، ويحلب شاته ، ويخصف نعله ، وكان في مهنة أهله ، وكان يركب حفيداه على ظهره في البيت ، وكأنه واحد من الناس ، هذه بطولة في العظماء ، أن يكون في بيته كواحد من أهل البيت .
 لذلك من علا صياحه في البيت ، من كان شرساً ، من كان قاسياً ، من صخاباً ، من كان عنيفاً في البيت هذا جرحت عدالته ، ولو إذا علا صياحه فقط ، لأن ارتفاع صوته في البيت يدل على عدم انضباطه ، أنا أقول البطولة في البيت ، وما سوى البيت مصلحة .
الأستاذ علاء :
 سيدي ، سؤال يعترض المرء ، والآن يشاهدنا عدد كبير من الناس ، يتعرض المرء في حياته انفعالاتٌ في المنزل ، زوجته قامت بقضية هو لا يريدها ، فعكستْ إرادتَه ، ولده قام بمسألة عكس إرادته ، هو يتمنى أن لا يكون هذا الشيء ، في لحظة من اللحظات ينفعل ، فيعلو صوته ، ويزبد ويرعد ، فهذه القضية عندما يصل إلى مرحلة الانفعال بسبب الآخرين ، وليس بسببه ، بسبب أخطاء الآخرين ، هل يعتبر مخروم المروءة أيضاً ؟
هل الانفعال في البيت لسبب مشروع يخرم المروءة ؟
الدكتور راتب :
 الحقيقة أن هناك غضبًا حقيقيًا ، وهناك تغاضب ، فالمربي يتغاضب ، ولا يغضب ، الغضب فيه تفلت من زمام السيطرة ، والنبي قال :
(( لَا تَغْضَبْ ، فَرَدَّدَ مِرَارًا ، قَالَ : لَا تَغْضَبْ ))
[ البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ]
 أما التغاضب فمطلوب .
 قد يعلو صوتُ الإنسان لحكمة تربوية ، قد يكون قاسياً قسوة يحتاجها الموقف .
 سيدنا عمر شكا إليه بعض أصحابه شدته ، فبكى وقال : << والله يا أبا ذر ، لو يعلم الناس ما في قلبي من الرحمة لأخذوا عباءتي هذه ، ولكن هذا الأمر لا يناسبه إلا كما ترى >> .
 والحقيقة أستاذ علاء ، أنه سهلٌ جداً أن تكون ليّناً ، وأسهل أن تكون قاسياً ، لكن البطولة أن الذين حولك من الأهل والأولاد بقدر محبتهم لك يهابونك ، لا أن تكون مهاباً فقط ، المجرم مهاب ، القوي مهاب ، الطاغية مهاب ، أن تكون سبهللا ، كما يقولون ، هذه سهلة أيضاً ، إذا سيبت الأمور يتجاوز الناس الحدود ، ويتطاولون عليك ، أما أن تكون محبوباً بقدر ما أنت مرغوب فهذه بطولة .
 دائماً أستاذ علاء ، القضايا الحادة سهلة ، العنف أو التساهل كلاهما سهل ، و الفضيلة وسط بين طريفين ، البطولة أن يحبك الناس ، وأن يهابوك ، أو أن يحبوك بقدر ما يهابونك ، أو أن يهابوك بقدر ما يحبونك ، والأنبياء يعبدون الله :

﴿ رَغَباً وَرَهَباً ﴾
( سورة الأنبياء الآية : 90 )
 بل إن علاقتنا بالله ينبغي أن تبنى على هذا ، إذا زاد التخويف أوصلنا إلى اليأس ، وإذا زاد الحديث عن رحمة الله أوصلنا إلى التسيب ، فالله عز وجل إذا رأى عبده المؤمن تبحبح في السلوك يريه بعض الشدة ، وإن أدت الشدة إلى خوفه الشديد بحيث أن هذا الخوف أقعده عن العمل يريه بعض الرحمة .

﴿ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ ﴾
( سورة الكهف الآية : 19 )
الأستاذ علاء :
 سنعود إلى هذه المسألة في طريقة الله عز وجل في الدعوة لإنسان ، كيف يأتي به إلى الجادة ؟ سنأتي إليها عندما ننتهي .
الدكتور راتب :
توازنُ الدعوةٍ إلى لله بين الترغيب والترهيب :
 لكن الآن هناك درس لإخواننا الدعاة ، هذا الذي يخوّف الناسَ من النار في كل خطبة ليس داعية ناجحا ، وهذا الذي يتحدث عن رحمة الله بلا قيد ولا شرط ، أيضاً ليس داعية ناجحاً ، لذلك الحديث بالأثر :
(( يا رب ! أي عبادك أحب إليك أحبه بحبك ؟ قال : يا داود ، أحب عبادي إلى نقي القلب ، ونقي الكفين ، لا يأتي إلى أحد سوءا ، ولا يمشي بالنميمة ، تزول الجبال ، ولا يزول ، أحبني ، وأحب من يحبني ، وحببني إلى عبادي ، قال : يا رب ، إنك لتعلم أني أحبك ، وأحب من يحبك ، فكيف أحببك إلى عبادك ؟ قال ؛ ذكرهم بآلائي وبلائي ونعمائي ))
[ رواه ابن عساكر عن ابن عباس]
 أي ذكرهم بآلائي كي يعظموني ، وذكرهم : بنعمائي كي يحبوني ، وذكرهم ببلائي كي يخافوني .
 إذاً : لا بد من أن يكون في قلب المؤمن تعظيم لله يحملهم على طاعته ، ومحبة له تحمله على الإقبال عليه ، وخوف منه يحمله على أن يقف عند حدوده .
 فالدعوة إلى الله ينبغي أن تكون متوازنة ، في التعظيم ، والحب ، والخوف .
الأستاذ علاء :
 تعظيم ، وحب ، وخوف ، التعظيم بالآلاء ، وبالعطايا ، وبالمنن ، وأيضاً النعماء للمحبة ، والبلاء للخوف ، حتى تستقيم حياة المرء .
 نأتي إلى ما يجرح .
الدكتور راتب :
ممّا يجرح العدالة :
1 – المشيُ حافيا في الطريق وسوءُ الهندام :
 من مشى حافياً في الطريق ، المؤمن له مكانة ، المؤمن يمثل هذا الدين ، المؤمن سفير الإسلام ، فمن مشى حافياً بثياب رثة جلب لنفسه الازدراء .
(( أنت على ثغرة من ثغر الإسلام فلا يؤتين من قبلك ))
 عنَ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَنَا :
(( إِنَّكُمْ قَادِمُونَ عَلَى إِخْوَانِكُمْ فَأَصْلِحُوا رِحَالَكُمْ وَلِبَاسَكُمْ حَتَّى تَكُونُوا فِي النَّاسِ كَأَنَّكُمْ شَامَةٌ ... ))
[ أبو داو وأحمد ]
 الناس أحياناً ترون الناس من هيئته ، من أناقته ، من نظافته ، من تناسب ثيابه ، فهذا مدخل إلى قلوب الناس ، أن تكون شخصية لطيفة ، محببة ، أنيقة ، نظيفة ، وهناك شيء من الذوق في الثياب ، أما إهمال الذوق في الثياب ، إهمال النظافة فهذا يجرح عدالة المؤمن ، فالهندام مطلوب ، كان عليه الصلاة والسلام يعرف بريح المسك .
(( إِنَّكُمْ قَادِمُونَ عَلَى إِخْوَانِكُمْ فَأَصْلِحُوا رِحَالَكُمْ وَلِبَاسَكُمْ حَتَّى تَكُونُوا فِي النَّاسِ كَأَنَّكُمْ شَامَةٌ ... ))
 فمن مشى حافياً جرحت عدالته .
2 – البولُ في الطريق :
 ومن بال في الطريق جرحت عدالته ، شيء غير حضاري ، غير مقبول ، الإنسان هو الإنسان ، لك أن تقول : شرع ، أو تقول : نظام عام ، فهما ينبعان من فطرة الإنسان ، كيف لا وقد سمّى الله الشيء القبيح منكراً ، أي أن النفوس السليمة تنكرها بفطرته ، وسمَى الأعمال الصالحة معروفاً ، أي النفوس السليمة تعرفها بطبيعتها .
3 – الأكلُ في الطريق :
 ومن أكل في الطريق جرحت عدالته ، من أكل في الطريق ، الطريق فيه غبار ، أو أن هناك إنسانا جائعا ، وأنت تأكل طعاما نفيسا ، شطيرة غالية جداً ، ومعها عصير ، يجب أن تأكل في البيت ، أو في مكان مغلق ، أما في الطريق من دون قيد أو شرط فهو مما يجرح العدالة .
الأستاذ علاء :
 الحقيقة أننا نشاهد عددا كبيرا من الناس الآن ممن يشتري ، ويأكل في الطريق مع العصائر ... وهذه الطريقة أولاً تشغله عن المسير بشكل سليم على الرصيف ، تشغل انتباهه على حركة الطريق ، وكما تفضلت في الطريق غبار ، وأذية للناس ، ممّن لا يستطيع أن يشتري هذه ، فقد أذيته ، كما قال في السنة النبوية ؛ إذا أردت أن تأتي بفاكهة أو طعام إلى البيت .
الدكتور راتب :
نصيحة للوالدين :
(( وإذا اشتريت فاكهة فاهد له ، فإن لم تفعل فأدخلها سرا ، ولا يخرج بها ولدك ليغيظ بها ولده ، ولا تؤذه بقتار قدرك ، إلا أن تغرف له منها ))
[ أخرجه الخرائطي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ]
 أستاذ علاء ، الآن الأب وضعه المادي ميسور ، يعطي ابنه 500 ليرة ، وهو في الحضانة ، أو المدرسة الابتدائية ، 500 ليرة تعطى لطفل صغير ؟! وحوله صغار أولياءهم دخلهم محدود ، هذا خطأ كبير ، أو أكلات غالية جداً يأتي بها الطفل .
 أنا أتمنى على الإخوة المشاهدين أن يعطوا أولادهم الفاكهة المألوفة التي يستطيعها كل الناس ، هذه تعطى إلى الطفل في المدرسة ، شطيرة عادية ، أما الطعام النفيس جداً ، أو الأكلات الغالية جداً المستوردة ، أو المبلغ الكبير جداً ، والله هذا فيه إفساد للطفل أولاً ، فيعلو على مَن حوله ، وثانياً : الطفل الذي له أخلاق عالية ، وأبوه محترم جداً يرى أن أباه فقير لا يعطيه شيئاً ، فينشأ شرخ عائلي ..
الأستاذ علاء :
 وبالتالي يورث حقداً ، ويورث خللاً في النظر إلى الحالة الاجتماعية السليمة بكل معنى الكلمة .
الدكتور راتب :
4 – التنزُّهُ في الطرقات :
 التنزه في الطرقات ليمتع الإنسانُ نظره في الغاديات والرائحات ، هذا يجرح عدالة الإنسان ، الطرقاتُ فيها معاصٍ كثيرة ، فالإنسان عليه أن يلزم الجانب الصحيح والعفيف .
(( حتى بعث الله إلينا رسولا منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه ))
[ رواه أحمد عن أم سلمة ]
 هذه أركان الأخلاق ، إذا حدثك فهو صادق ، وإذا عاملك فهو أمين ، وإذا استثيرت شهوته فهو عفيف ، فالعفة تقتضي ألا أتنزه في الطرقات ، لأمتع بصري بالغاديات والرائحات .
الأستاذ علاء :
 هنالك أماكن للتنزه ، وهنالك أماكن أن يأخذ الإنسان عائلته إلى النزهة ، ويفرج عنهم ، وعن نفسه بكل معنى الكلمة ، وليس في الطرقات كما تفضلت .
الدكتور راتب :
الإيمان مرتبة إيمانية وأخلاقية وجمالية :
 سيدي ، الإيمان مرتبة إيمانية وأخلاقية وجمالية ، والله إنّ المؤمن الصادق القريب من الله يتمتع بأذواق في الحياة الدنيا لا يعرفها أهل الفساد والفجور ، له ذوق عالٍ جداً ، لذلك العبادة طاعة طوعية ، ممزوجة بمحبة قلبية ، أساسها معرفة يقينية ، تفضي إلى سعادة أبدية ، فيها جانب معرفي ، وجانب سلوكي ، وجانب جمالي ، والجمال مطلوب ، هناك جمال الكلمة ، جمال التصرف ، جمال الأخلاق ، مكارم الأخلاق بطولات .
 لكن الإنسان كما قال تشرشل مرة : " ملَكنا العالم ، ولم نملك أنفسنا " ، لكن المؤمن ملَك نفسه ، بل إن حضارة الإسلام أساسها السيطرة على الذات ، بينما حضارة الغرب أساسها السيطرة على الطبيعية .
 لذلك أن تملك نفسك شيء عظيم ، سيدنا يوسف :

﴿ رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ ﴾
( سورة يوسف الآية : 101 )
 بعض العلماء له رأي خاص في هذه الآية ، هناك ملوك في الأرض ، فرعون كان ملِكا ، المُلك أن تملك نفسك عند الشهوة ، حينما دعته امرأة العزيز ذات المنصب والجمال ، وهناك عشرة أسباب تدعوه إلى أن يستجيب لها : هو شاب ، غير متزوج ، غريب ، عبد لسيدته ، ليس لها مصلحة أن يفشو هذا الأمر ، جميلة ، فتانة ، قال :

﴿ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ﴾
( سورة يوسف الآية : 23 )
 لأنه ملَك نفسه قال :
﴿ رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنْ الْمُلْكِ ﴾
 هذا بعض آراء المفسرين .
5 – إخافة الناس بالحيوانات :
 الآن : من قاد برذوناً ، وأن يكون كلب عقور ، يخيف الأطفال ، فالذي يقود برذوناً تجرح عدالته ، والآن يقاس عليه الكلب الكبير ، يملأ قلوب الصغار رعباً ، وقف على مدخل البناية ليعيق دخول أصحاب البيوت إلى بيوتهم ، هو حضاري ، وأتى من الغرب ، ومعه كلب .
6 – قيادة السيارات بالسرعة الزائدة المتهوِّرة :
 شيء أخير : من أطلق لفرسه العنان ، السرعة الزائدة تجرح العدالة .
الأستاذ علاء :
 إذاً : مَن أطلق لفرسه العنان جرحت عدالته ، السرعة الزائدة ، كان في ذلك الوقت الرحل هو الفرس ، الآن السيارة ، الذين يطلقون لأنفسهم العنان في السرعة .
الدكتور راتب :
 الآن أكثر الحوادث أساسها السرعة ، أنا كنت في أمريكا ، عند تقاطع الطرق الذي لا يقف على الصفر يخالف ، عند التقاطع الذي لا يقف على الصفر يخالف ، لا بد من أن تقف ، السرعة الزائدة تسبب كل الحوادث .
 بالمناسبة ، أكبر الوفيات بالحوادث في العالم كله ، كل أسبوع عندنا حوادث .
الأستاذ علاء :
 دعنا نكون واضحين ، سنة 2005 تجاوز العشرين ألفا ، عدَا الجرحى ، وعدا العاهات الدائمة ، وفيها نسب من الأطفال ، وفيها نسب من الكبار ، كل هذا من السرعة الزائدة ، وعدم التقيد بالنظام العام .
الدكتور راتب :
 هناك شيء يذكرني بقانون بريطاني لا يسمح لإنسان أن يقود مركبة عامة إلا بعد الأربعين ، أما الخاصة فمسموح .
الأستاذ علاء :
 سيدي الكريم ، يبدو أن الوقت أدركنا ، وبقيت المحطة الأخيرة التي اخترتها ، وهي المحطة العلمية التي نرى فيها آلاء الله ، وعظمة الله ، إن شاء الله ، ماذا اخترت لنا ؟
مِن إعجازَ خَلْقِ الله تعالى : تصميم النطفة :
الدكتور راتب :
 نتابع خلق الله في الإنسان ، لكن هذا اللقاء الثاني حول تصميم النطفة ، شيء لا يصدق أستاذ علاء .
 النطفة خلية موظفة لإيصال معلومة الذكر الوارثية إلى خلية البويضة في الأنثى ، إذا دققنا عن كثب نرى جهازاً مصمماً بشكل خاص لحمل هذه النطفة ، القسم الأمامي للنطفة مغطى بدرع واقٍ ، وتحته درع ثانٍ ، وتحت هذا الدرع الثاني أيضاً هناك ما يشبه الشاحنة التي تحمل النطفة ، وداخل هذه الشاحنة 23 صبغياً للمعلومات العائدة لجسم الرجل ، وأدق تفاصيله جميعها ، بألوف الملايين ، هذه المعلومات مخفية في هذه الصبغيات ولظهور إنسان جديد يجب أن تتحد الصبغيات الـ23 الموجودة في نطفة الرجل مع الصبغيات الـ23 الموجودة في بويضة المرأة ، وهكذا سيظهر أول تكوّن لجسم الإنسان من 46 صبغياً ، هذا تصميم النطفة .
 مقدمة النطفة فيها درع ودرع ومنصة ، ثم محرك ، هذا الذي يدور ، ثم ذيل لتنفيذ الحركة .
 تصميم الدرع الموجود في الجهة الأمامية للنطفة سيحمل هذا الحمل الثمين طوال هذه المسافة الطويلة من جميع أنواع الأخطار ، وتصميم النطفة غير محصور بهذا فحسب ، فهناك في القسم الأوسط للنطفة محرك قوي جداً ، ويرتبط بطرف هذا المحرك ذيل النطفة القوة التي ينتجها المحرك تدور الذيل كالمروحة ، وتؤمّن للنطفة قطع الطريق بسرعة ، ولوجود هذا المحرك لا بد من وقود لتشغيله ، وقد حسبت هذه الحاجة أيضاً فركّب له وقود أكثر اقتصاداً ، وأكثر فعالية ، وهو سكر الفلكتوز على السائل ، وهذه النطف مأخوذة بمنظار حقيقي تمشي باتجاه البويضة .
 في اللقاء الزوجي أستاذ علاء 300 مليون حوين ، إلى 500 مليون ، ويسير بسرعة فائقة كهذا الزورق تماماً ، هناك في خصية الرجل أقنية مجهرية يصل طولها إلى 500 م ، هذه الأقنية تنتج هذه النطف .
 أقسام النطفة من درع ومحرك وذيل تركب مع بعضها على الترتيب ، وفي النهاية تظهر روعة الهندسة الكاملة .
 علينا التفكير ولو قليلاً في هذه الحقيقة ، تركيب النطفة كهذا المعمل تماماً على أساس خط سير .
أسئلة كثيرة لها جوابٌ واحدٌ :
 كيف عرفت الخلايا التي لا وعي لها طريقة تجهيز النطفة بشكل يتناسب مع جسم الأم رغم جهلها بها تماماً ؟ 
 كيف تعلمت النطف صنع الدرع المحرك ، والذيل بحسب حاجة جسم المرأة ؟
 هذه صورة موضحة لطريقة صنع النطفة في الخصية ، وهذه النطف تبقى في الخصية من دون فعالية ، فإذا خرجت أصبحت فعالة .
 بأي عقل تترتب هذه القطع بالترتيب الصحيح ؟ 
 من أين تتعلم النطف أنها ستحتاج إلى سكر الفلكتوز ؟ 
 كيف تعلمت صنع محرك يعمل بسكر الفلكتوز ؟ 
 هناك جواب واحد فقط لكل هذه الأسئلة : النطف والسائل المركب داخلها خلقه الله عز وجل بشكل خاص لاستمرار نسل الإنسان .
 هناك حقيقة دقيقة جداً قالها بعض العلماء الكبار في علم الأجنة : " النطفة منتجة بجسم الأب ، أما مهماتها فلا تتحقق إلا في جسم الأم ، ولا تملك أي نطفة في تاريخ البشرية العودة إلى جسم الأب مرة أخرى كي تعلم معامل النطاف ماذا رأت في جسم المرأة " ، كل خصائصها متعلقة بجسم المرأة ، ماذا يستنبط من ذلك ؟ أن هناك جهة ثالثة هي الخالق ، لأن هذه النطفة خرجت ولم تعد ، هي مصممة بجسم المرأة ، إذاً ما الذي أعلم معامل النطاف في جسم الرجل باحتياجات الرجل في جسم المرأة ؟ الله جل جلاله .
 مرة ثانية :

﴿ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ﴾
( سورة الطور )
النطفةُ بين الأحداث والاحتياطات :
 الحقيقة هناك أحداث تواجه النطفة في جسم المرأة ، وهناك احتياطيات ، يعني هذه النطفة ينبغي أن تثقب البويضة معها أجهزة ميكانيكية للثقب ، ومعها أجهزة كيميائية ، هي مصممة كي تدخل إلى النطفة ، مَن علّم هذه النطفة أنه ستواجه بويضة لها جدا لا بد من ثقبها ، ولا بد من مادة مذيبة بثقبها ؟ وهذا له معنى كبير ، أن العبرة بالواحد لا بالكثرة .
 أحياناً الأمة تنهض بالعباقرة ، بالمخلصين ، بالمتفوقين ، لذلك نحن نحرص على المتفوقين ، ونمنع أن يأخذهم أعداءنا ، رعاية المتفوقين شيء مهم جداً .
 عندنا عالم اجتماعي اسمه ( كوس منعكس )كل حظوظ الإنسان 90 % وسط ، عبروا عنها بمئة درجة ، و5 % ، 140 ، و5% ، 80 ، ففي كل حظوظ الإنسان الذكاء ، والوسامة ، وسرعة التفكير ، والإدراك ، هناك تفوق 5% الذين يغيرون مجرى الحياة الـ5% هؤلاء فالعناية بالمتفوقين مطلب أساسي في حياتنا .
الأستاذ علاء :
 لا يسعني إلا أن نشكر أستاذنا الدكتور محمد راتب النابلسي ، أستاذ الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ، على كل ما تفضلت به ، وكل هذا الشرح البيّن والواضح ، ويبدو لي أننا في مسألة الشهوة مقوم من مقومات التكليف ، لا بد لنا من محطتين ، أو من حلقتين ثانيتين إن شاء الله ، وشكراً لكل السادة المشاهدين الذين يتابعون هذه الحلقات ، ويفيدون منها إن شاء الله .
 سلام الله عليكم ورحمته وبركاته

والحمد لله رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://info-noor-islam.ahlamontada.com
 
مقومات التكليف : الشهوة ـ تتمة بنود جرح العدالة ـ خلق الإنسان النطفة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  مقومات التكليف : الشهوة ـ تتمة بنود جرح العدالة ـ خلق الإنسان النطفة
»  مقومات التكليف : الشهوة ـ العدالة والضبط : جرح العدالة ـ خلق الإنسان الجنين
»  مقومات التكليف : الشهوة ـ تتمة شهوة المال ـ التمويه في عالم الحيوان 2 لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي
» - مقومات التكليف : الشهوة ـ الشهوة توافق الفطرة ـ من المجرة إلى الذرة
» تتمة تصحيح السؤال الرابع ب)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات احفاد الرسول :: المنتديات: ثقف نفسك :: المقالات لنقاش-
انتقل الى:  
تعليقات فيسبوك

تابعنا على فيسبوك
 مقومات التكليف : الشهوة ـ تتمة بنود جرح العدالة ـ خلق الإنسان النطفة Flags_1
online
تويتر طائر


هذه الرسالة تفيد أنك غير مسجل .

و يسعدنا كثيرا انضمامك لنا ...

للتسجيل اضغط هـنـا