منتديات احفاد الرسول
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات احفاد الرسول

بسم الله الرحمن الرحيم قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتفسير القران الكريم قراءة القران الكريماذاعات القران الكريمكتبقنواتقصص رائعة منتديات الياس عيساوي بث قناة الجزيرةاوقات الصلاةاستماع للقراءن الكريم
دليل سلطان للمواقع الإسلامية

 

 ١- الشهوة توافق الفطرة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
eliasissaoui
Admin
eliasissaoui


ذكر عدد المساهمات : 16999
تاريخ التسجيل : 04/07/2013
الموقع : https://www.youtube.com/watch?v=QriWAmC6_40

١- الشهوة توافق الفطرة Empty
مُساهمةموضوع: ١- الشهوة توافق الفطرة   ١- الشهوة توافق الفطرة I_icon_minitimeالخميس أغسطس 28, 2014 2:35 am

بسم الله الرحمن الرحيم
تقديم وترحيب :
 أيها السادة المشاهدون ، سلام الله عليكم ورحمته وبركاته ، وأهلاً ومرحباً بكم في هذه الحلقة من برنامجكم الإيمان هو الخلق .
 ويسعدنا أن نكمل مشوارنا وطريقنا معًا ، وأن نتفيّأ وإياكم في ظل العلم والإيمان بمعية الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي ، أستاذ الإعجاز العلمي في القرآن والسنة في كليات الشريعة وأصول الدين في دمشق .
أهلاً وسهلاً بكم أستاذ . 
 بكم أستاذ علاء ، جزاكم الله خيراً .
الأستاذ علاء :
تذكير :
 سيدي الكريم ، تحدثنا في حلقات سابقة ، وأنا في كل بداية حلقة أحاول أن أجمل بعض العناوين التي تحدثنا فيها منذ بداية هذا البرنامج ، تحدثنا عن مقومات التكليف ، وكانت على التوالي : الكون ـ العقل ـ الفطر ـ الشهوة ـ ثم الاختيار ـ فالشرع ـ فالوقت ـ .
1 – الشهوة :
 وتوقفنا ملياً عند كل محطة حتى وصلنا عند الشهوة ، وأفردنا للشهوة أربع حلقات ، وذكرنا أن الشهوة كما تفضلتم هي قوة كامنة ، هذه القوة الكامنة إما أن ترفع بالمرء إلى المراتب العلية إذا استخدمت الاستخدام الصحيح والسليم .
 إن قوة انفجار البنزين في المحرك إذا كان البنزينُ ضمن الأنابيب المخصصة ينتج عنها حركة السيارة ، وبالتالي ينتح عنها النقل والانتقال بشكل آنٍ ومريح ، ولو كان هذا الانفجار خارج أنابيب ، وخارج السرنديرات ، وخارج البسطونات إن صح التعبير ، وخارج المفحم السيارة لانقلب إلى حريق أحرق ، وكارثة ألمت وأخذت مَن حولها .
 كذلك الشهوة عندما تنفجر دونما قيود ، ودونما ضوابط تجرف صاحبها ، وتنهي حياته ، وتنهي مكانته .
2 – العدالة:
 وتحدثنا عن العدالة ، العدالة التي فيها الميزان والدقة والنظر للإنسان ، كيف أنها تذهب هذه العدالة ، وتسقط بتصرفات معينة ، فإما أن تخرم ، أو أن تخدش ، أو أن تجرح هذه العدالة بتصرفات ، فإذا ما انخلع عنها الإنسان ، أو تجنبها عادت العدالة إلى وضعها السوي .
 لكن سيدي الكريم الآن ، إنسان آثر أن يتبع شهوته ، وآثر أن ينجرف وراءها ، وآثر أن يركض ، ويحلق وراء خيالاتها ، الله ماذا يفعل بالعبد إذا اختار هذا الطريق ؟
الدكتور راتب :
ما مصيرُ العبدِ إذا اختار طريق الانجراف مع الشهوة ؟!
 بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .
1 – لم يُخلَق الإنسان من أجل العذاب :
 أستاذ علاء ، بادئ ذي بدء : هناك وهم عند بعض الناس أن الله خلق الإنسان ليعذبه ، والحقيقة عكس ذلك الله عز وجل يقول :

﴿ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ ﴾
( سورة البقرة الآية : 221 )
 خُلقنا للجنة ، خُلقنا ليرحمنا ، خُلقنا ليسعدنا ، لكن الذي يشقينا هو الجهل ، والجهل أعدا أعداء الإنسان ، والجاهل يفعل في نفسه ما لا يستطيع عدوه أن يفعله به .
 الحقيقة أن الله عز وجل في بعض الآيات الكريمة قال :

﴿ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ﴾
( سورة هود الآية : 119 )
 خلقهم ليرحمهم ، والآية التي أمامنا :

﴿ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾
( سورة البقرة )
 وفي آية أخرى :

﴿ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ ﴾
( سورة يونس الآية : 25 )
 يدعوك الله إلى سلام مع نفسك ، وإلى سلام مع من حولك ، وإلى سلام مع ربك ،
﴿ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ ﴾
﴿ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾
( سورة يونس )
 والإنسان مخير ، إذاً : الأصل أن الإنسان مخلوق للسعادة في الدنيا والآخرة .

﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴾
( سورة الرحمن )
﴿ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ ﴾
( سورة النساء الآية : 147 )
 العذاب غير مقصود ، تماماً لو أسسنا مدرسة رائعة جداً ، فيها كل الوسائل الفعالة ، أما حينما يقصر الطالب ، وحينما لا يؤدي واجباته يعاقب ، فإذا قال هذا الطالب الغبي : إن هذا البناء أنشئ كي يعذلنا ، هو أُنشئ كي يخرج قادة للأمة ، كي يتعلم الطالب ، كي يتربى كي يتهذب . 
 إذاً : القصد من خلق الإنسان إسعاده ، الأصل السعادة ، والعذاب طارئ ، طارئ وعلاج مؤقت .
2 – خيار الإنسان مع الإيمان خيارُ وقتٍ :
 كما تفضلتم قبل قليل ، لو أن الإنسان آثر شهوته ، لكن قبل أن نتابع هذا الموضوع هناك موضوع دقيق جداً ، نحن بعد حين سوف نصل إلى أن الإنسان مخير ، لكن أؤكد لك أستاذ علاء وللإخوة المشاهدين أن الإنسان مخير في ملايين الموضوعات خيار قبول أو رفض ، قد تعرض عليه تجارة فلا يرى منها جدوى كبير ، فيخطب فتاةً فلا تعجبه أخلاقها قد يرى بيتاً يراه ضيقاً ، وبمنطقة ليست جيدة ، وسعره غالي ، أنت مع مليون موضوع في الحياة معك خيار قبول أو رفض ، إلا مع الإيمان الخيار خيار وقت ، خيار الإنسان كما هو على الشاشة مع الإيمان خيار وقت ليس غير ، فإما أن تؤمن في الوقت المناسب ، وتنتفع بإيمانك ، فتسلم وتسعد في الدنيا والآخرة ، وإما أن تؤمن بعد فوات الأوان ، عندئذٍ :

﴿ لَا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آَمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ ﴾
( سورة الأنعام )
 أنا مؤمن أشد الإيمان أن كل إنسان حينما يأتيه ملك الموت يكشف الحقائق التي جاء بها الأنبياء عبر التاريخ .

﴿ فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ﴾
( سورة ق )
فرعونُ صورةٌ من واقع الإيمان بعد فوات الأوان :
 الحقيقة تكشف للجميع ، ولكن بعد فوات الأوان ، وأكبر دليل على ذلك فرعون ، وهذه صورته على الشاشة ، هذا أكفر كفار الأرض ، الذي قال :

﴿ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ﴾
( سورة النازعات )
 والذي قال :

﴿ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي ﴾
( سورة القصص الآية : 38 )
 والذي قتل أبناء بني إسرائيل ، واستحي نساءهم ، وفعل ما فعل ، وظلم ، وتجبر .
 وبالمناسبة : ولكل عصر فرعون ، هذا فرعون حينما أدركه الغرق ماذا قال ؟ الآية :

﴿ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾
( سورة يونس )
 فرعون أسلم ، لكن بعد فوات الأوان ، الله عز وجل قال :

﴿ آَلْآَنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً ﴾
( سورة يونس )
 أستاذ علاء ، رجل من كبار علماء الرياضيات في أمريكا ، اسمه جفري لانك ، أستاذ رياضيات في جامعة سان فرانسيسكو ، والقصة ذكرتها مختصرة سابقاً ، جاءته فتاة شرق أوسطية محجبة حجابا كاملا ، وتحضّر دكتوراه في الرياضيات ، أرسلها إليه أستاذه في قضية عويصة في الرياضيات ، يقول جفري لانك : لما نظرت إلى هذه الفتاة شعرت أنها قديسة ، لأنها محجبة ، ونساء أمريكا في الصيف شبه عرايا ، قدرت علمها ، وقدرت عقيدتها ، ودون أن أشعر وجدت نفسي أني بحاجة أن أقدم إليها أي خدمة ، وله كلمة رائعة : ولم أجرؤ أن أحدق في وجهها ، وعكفت من توي على قراءة القرآن ، قرأ القرآن ، وصل إلى آية ، وكأنه عثر على خطيئة في هذا الكتاب السماوي هي الآية التالية :
﴿ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ﴾
 له صديق حميم اسمه موريس بوكاي ، وله مشرحة في باريس اتصل به ، وقد ألف كتاب حول تطابق العلم مع الكتب المقدسة ، على كلٍ قال له : كيف يقول القرآن :
﴿ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ ﴾
 وقد غرق ؟ فقال له ، وكأنها صاعقة نزلت على رأسه ، قال له : فرعون الذي جاء ذكره في القرآن رممت جثته بيدي ، في مشرحة باريس ، وسوف نري الإخوة الكرام مرة ثانية صورة فرعون ، هذا فرعون هو الذي غرق ، وآثار الملح في فمه ، ورممه موريس بوكاي مدير مشرحة باريس ، الله عز وجل قال :
﴿ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ﴾
 وعندما أدركه الغرق قال :
﴿ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنْ الْمُسْلِمِينَ ﴾
 الله أجابه فقال :
﴿ أَالْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ ﴾
 أي الإيمان الآن لا ينفعك .
 إذاً : أنا أريد أن أقول خيار الإنسان مع الإيمان ليس خيار قبول أن رفض ، كأي شيء آخر ، خيار الإنسان مع الإيمان خيار وقت فقط .
الأستاذ علاء :
 من هنا نتبين حديث النبي عليه الصلاة والسلام :
(( ما لم يغرغر ))
[ أخرجه أحمد ، والترمذي ، وابن ماجة وابن حبان ، عن ابن عمر ]
 فإما أن يؤمن في الوقت المناسب ، وينتفع بإيمانه ، وإما أن يؤمن بعد فوات الأوان ، الإيمان حاصل ،
﴿ فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ﴾
 الآن نعود إلى موضوع هذا اللقاء الطيب .
 مثلما قالت العرب : لات ساعة مندم ، يعني الندم لم يعد ينفع ، والإيمان في هذا الوضع في هذا الوقت لم يعد ينفع .
الدكتور راتب :
ولات ساعة مندَم :
 لي تعليق بهذه المناسبة :
 الإنسان أحياناً يرتكب جريمة قتل ، ويحال إلى المحكمة ، محكمة الجزاء تصدر قرارا بإعدامه ، القرار يرفع إلى محكمة النقض ، يصدق ، يرفع إلى رئاسة الجمهورية ، يصدق ، يحدد يوم لإعدامه ، يساق إلى المشنقة ، هذا الإنسان وصل إلى طريق مسدود ، له أن يبكي ، وله أن يضحك ، وله أن يتماسك ، وله أن يترجى ، وله ألا يرجو أحداً ، مهما فعل فلا بد من أن يعدم ، فقد وصل إلى طريق مسدود ، لذلك لا يفيد لا الألم ، ولا الحزن ، ولا التجلي ، ولا الأكل ، ولا الضحك الهستيري ، أي شيء يفعله لا بد من أن يُعدم ، يعني وصل إلى طريق مسدود .
التوبةَ التوْبةَ قبل فوات الأوان :
 أنا الذي أتمناه على كل أخ كريم ألا يصل مع الله إلى طريق مسدود ، ما دام القلب ينبض فالأمل كبير .
 عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى :
(( يَا ابْنَ آدَمَ ، إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي ، وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلَا أُبَالِي ، يَا ابْنَ آدَمَ ، لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ، ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلَا أُبَالِي ، يَا ابْنَ آدَمَ ، إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطَايَا ، ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً ))
[ الترمذي ]
﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً ﴾
( سورة الزمر الآية : 53 )
(( لله أفرح بتوبة عبده من العقيم الوالد ، ومن الضال الواجد ، ومن الظمآن الوارد ))
[ أخرجه ابن عساكر في أماليه عن أبي هريرة ]
﴿ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ ﴾
( سورة النساء الآية : 27 )
﴿ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ ﴾
( سورة البقرة الآية : 222 )
 بل إنّ أبلغ صورة للتائب هذا الأعرابي الذي ركب ناقته يقطع بها الصحراء ، وعلى ناقته طعامه وشرابه ، جلس ليستريح ، فأخذته سنة من النوم ، استيقظ فلم يرَ الناقة ، فأيقن بالموت المحقق ، وبكى ، وبكى ، وبكى ، حتى نام ثانية ، فأفاق فرأى الناقة أمامه فاختل توازنه ، قال : يا رب أنا ربك ، وأنت عبدي ، علق النبي على هذه الكلمة قال : لله أفرح بتوبة عبده من ذلك البدوي بناقته .
 إذا رجع العبد العاصي إلى الله نادى منادٍ في السماوات والأرض ، أن هنئوا فلاناً فقد اصطلح مع الله .
 إذا رجع العبد إلى الله قبل الله توبة ، وأنسى حافظيه ، وبقاع الأرض كلها خطاياه وذنوبه ، التائب حبيب الله ، ما دام القلب ينبض ، فإذا توقف القلب أغلق باب التوبة ، عندئذٍ كفرعون ،
﴿ أَالْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ ﴾
﴿ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ﴾
 والله مرة قرأت أدعية أربعة في كتاب تركت في نفسي أثراً كبيراً :
 اللهم إني أعوذ بك أن أكون عبرة لأحد من خلقك .
 اللهم إني أعوذ بك أن أتزين بشيء يشينني عندك .
 اللهم إني أعوذ أن أقول قولاً فيه رضاك ألتمس به أحد سواك .
 اللهم أعوذ بك أن يكون أحد أسعد مما علمتني مني . 
 أي أنا أعلم الناس ، أوضح ، أبين ، أحلل ، أعمق ، ولا أطبق ، ويأتي من طبق ، وسمع يسبقني يوم القيامة ، أن يكون أحد أسعد بما علمتني مني . 
 لذلك الدعاء المناسب : اللهم إني أعوذ بك أن أكون عبرة لأحد من خلقك .
 الإنسان إما أن يستجيب ، وكأنه جالس في مقعد في مسرحية ، يرى على خشبة المسرح ما يرى ، أما إن لم يستجب فلا بد من أن يجر إلى خشبة المسرح ، وتكون له مشكلة كبيرة ، ويكون عبرة للمشاهدين ، نسأل الله أن يكون لنا مقعد مع المشاهدين فقط ، لا أن نجر إلى خشبة المسرح .
الأستاذ علاء :
 الآن سيدي الكريم ، كما تفضلت الإنسان آثر الشهوة ، والله عز وجل له طريقة في التعامل مع هذا الإنسان ، كما قلت بأن مسألة ملايين القضايا للإنسان له أن يقبل ، أو أن يرفض ، إلا مسألة الإيمان فهي مسألة وقتية ، إما أن يقبلها في الوقت المناسب ، وإما أن يجيء بها بعد فوات الأوان .
الدكتور راتب : 
الرافضُ للإيمان يحتقر نفسَه ، وينزل بها عن مستوى البهيمة :
 هنا تعليق آخر ، التعليق الآخر : أنت حينما ترفض شيئاً ترفضه احتقاراً ، قد ترفض عملا ، تجارة ، سفرا ، زواجا ، تحتقر هذا الذي عُرض عليك ، إلا مع الإيمان حينما ترفض الإيمان ، أو حينما يرفض الإنسان الإيمان ، إنما يحتقر نفسه .

﴿ وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ ﴾
( سورة البقرة الآية : 130 )
 لكن الإنسان حينما يرفض أن يؤمن بخالقه ، وأن ينصاع لمنهجه ، وأن يسلم بطاعته ، وأن يسعد بقربه ، حينما يرفض هذا هبط مستواه عن مستوى يليق به ، أصبح كالدابة ، إنهم :

﴿ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴾
( سورة الأعراف )
﴿ مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً ﴾
( سورة الجمعة الآية : 5 )
﴿ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ﴾
( سورة الأعراف الآية : 176 )
﴿ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴾
( سورة الأعراف )
﴿ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ ﴾
( سورة المنافقون الآية : 4 )
 الإنسان إذا لم يبحث عن ربه ، وعن منهج ربه ، ولن يتقرب إلى ربه ، هبط عن مستوى إنسانيته ، لذلك ركب الإنسان من عقل وشهوة ، ركب الملَك من عقل بلا شهوة ، وركب الحيوان من شهوة بلا عقل ، والإنسان ركب من كليهما ، فإن سما عقله على شهوته أصبح فوق الملائكة ، وإن سمت شهوته على عقله أصبح دون الحيوان .
كيف يعالج الله من آثر الشهوة الحرام ؟!
 الآن أستاذ علاء ، الإنسان آثر الشهوة ، ولم يعبأ بمنهج الله ، بل آثر الجانب المحرم منها ، لأنه ليس في الإسلام حرمان إطلاقاً ، في الإسلام تنظيم ، وما من شهوة أودعها الله في الإنسان إلا وجعل لها قناة نظيفة تسري خلالها ، لكنه آثر الشهوة ، فكيف يعالجه الله عز وجل ، الله عز وجل لطيف ، ورحيم .
المرحلة الأولى : الهداية البيانية :
 أول مرحلة يخضع لها الهداية البيانية ، أنت صحيح ، معافى ، قوي ، شاب ، لك زوجة ، أولاد ، تستمع إلى خطبة في مسجد ، إلى ندوة في التلفزيون ، تقرأ كتابًا ، تسمع شريطًا ، تتابع مناظرة ، الدعوة البيانية تكفل الله بها .

﴿ إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى ﴾
( سورة الليل )
 وحيثما جاءت كلمة ( على )مع لفظ الجلالة تعني الإلزام الذاتي ،
﴿ إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى ﴾
 بل لئلا نقلق على أحد يقول الله عز وجل مطمئناً لنا :

﴿ وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ ﴾
( سورة الأنفال الآية : 23 )
 لو في الإنسان واحد بالمليار من الخير لأسمعه الحق ، هذا تكفل الله به ، هذا هو الإلزام الذاتي ،
﴿ إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى ﴾
﴿ وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ ﴾
( سورة النحل الآية : 9 )
 الله عز وجل تولى هداية الخلق ، المنهج أمامنا الكون يدله على الله ، والقرآن يدله على الله ، والأحداث تدله على الله ، والتربية النفسية كذلك ، الله أرسل أنبياء ، وبعث مرسلين ، وأنزل كتبًا ، وهناك دعاة ، الهدى مبذول ، هناك من يقول : حتى يهديني الله ، الله عز وجل هداك ، وانتهى الأمر ، عليك أن تستقبل هذا البث من جهاز الاستقبال ، البث قائم ، الهداية قائمة ، فلو أن إنسانا آثر شهوته ، ولم يعبأ بمنهج ربه عالجه الله بالهداية البيانية .
 الآن مع مثل دقيق جداً :
 أنت مدير شركة ، وعندك رغبة أن تعين موظفًا ، تعلن في الصحف عن حاجتك إلى موظف ، تختار واحدًا من هؤلاء ، تخضعه للتجريب ستة أشهر ، دور مدير المؤسسة أن يحصي على هذا الموظف الجديد أخطاءه فقط ، تأخر ، فعل ، لكن لو أن ابنك أمامه فهذا موضوع آخر ، قلب ، رحمه ، تتابعه على كل خطأ ، أول خطأ يرتكبه ، تعال يا بني ، هذا خطأ صوابه كذا ، الرحمة تقتضي التربية ، كنظام مؤسسة ، فيها تجريب ستة أشهر ، إنْ كانت أخطاءه كثيرة صرفناه ، أما إن كان هذا الموظف ابنك فأنت حريص على نجاحه في العمل .
 هذا موضوع متابعة ، الله عز وجل رحيم بنا ، إن اتخذنا قراراً سليماً لمصلحتنا ، ولمصلحة مستقبلنا الأخروي ، الله عز وجل ملء قلبنا انشراحاً .

﴿ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَان وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ ﴾
( سورة الحجرات الآية : 7 )
 وإذا اتخذ الإنسان قراراً خاطئاً تأتي معالجة الله عز وجل ، المعالجة تأتي بهذه الآية :

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ ﴾
 في قرآنه .

﴿ وَلِلرَّسُولِ ﴾
 في سنته .
﴿ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ﴾
( سورة الأنفال الآية : 24 )
 يعني إذا دعاكم إلى الحياة التي تليق بكم ، إلى الحياة التي خلقتم من أجلها ، إلى حياة القيم ، إلى حياة القلب ، إلى حياة الاتصال بالله ، إلى حياة البطولة ، إلى حياة التضحية ، إلى حياة أن تكون علماً من أعلام الدين ،
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ﴾
 الآن :

﴿ فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ ﴾
( سورة القصص الآية : 50 )
 أنت على خطيين لا ثالث لهما ، إما أن تستجيب لله عز وجل ، وإما أن يستجيب الإنسان لهواه ، عقل وشهوة ، مبدأ وشهوة ، هدف بعيد ، ومغنم قريب ، هذه هو الخيار الصعب للإنسان ، فحينما يختار هدفاً بعيدا ، ويختار السعادة الأبدية يفلح .
 تماماً كالطالب بين أن يلعب مع أصدقائه وبين أن يدرس ، الدراسة متعبة جداً ، لكن أمامه مستقبل ، قد يكون طبيباً ، مهندساً بعمل متألق ، يشتري بيتًا ، يتزوج ، يقتني مركبة ، فهو حينما يقبل على الدراسة بذهنه تكون هذه النتائج الطيبة .
 مرة سألوا طالبًا حقق الدرجة الأولى في الثانوية في الفرع العلمي ، سأله المحاور بالصحيفة : ما سر نجاحك ؟ قال : لأن ساعة الامتحان لم تغادر مخيلتي ولا ثانية ، إذاً :
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ﴾
 هذه المرحلة مرحلة الهدى البياني ، وأنت صحيح معافى ، تحتاج إلى أن تستجيب لله عز وجل ، وسوف نكمل هذه في الحلقة القادمة إن شاء الله .
الأستاذ علاء :
 بقي في محطتنا المحطة العلمية ، ماذا اخترت لنا سيدي اليوم ؟
الدكتور راتب :
خَلْقُ الإنسان : مع البويضة والنطفة :
 نحن اخترنا ( فيلماً )تصويرا لخلق الإنسان ، هذا يحتاج إلى خمس حلقات ، عرضنا حلقتين في اللقاء السابق ، في النهاية تستطيع مئات النطف الوصول إلى البويضة ، غير أنه لم ينتهِ السباق حتى الآن ، فلا تقبل البويضة إلا نطفة واحدة فقط ، ولهذا يبدأ السباق الجديد .
عائقان أمام النطفة وطريقُ اجتيازهما بسلام :
 هناك عائقان مهمان جداً أمام النطف : 
 العائق الأول : الطبقة الحامية التي أشير لها .
 والعائق الثاني : القشرة المتينة للبويضة .
 خُلق في النطفة أنظمة خاصة لاجتياز هذين العائقين ، فهناك الأسلحة المخفية التي خبأتها النطف تحت طرف الدرع الصلب وقد ظهرت إلى هذه اللحظة ، إنها أكياس الأنزيم المذوبة ، هذه الأكياس ستثقب العائق الأول التي على أطراف الأول ، أي الطبقة الحامية لإذابتها ، فعندما تجتاز النطفة هذه الطبقة ، وتتقدم فيها يتآكل درعها شيئاً فشيئاً كما يرى ، ثم يتفتت ويتبعثر ، إما تفتت الدرع ، هذا هو جزء من الخطة الكاملة الواجبة التنفيذ ، لأنه بفضل هذا التفتت ستبدأ أكياس الأنزيم الثانية الموجودة داخل النطفة للظهور ، وهذا يؤمّن اجتياز آخر عائق يواجه النطفة ، ألا وهو ثقب قشرة البويضة ، هذه الصورة أخذت من مجهر إلكتروني .
 والآن تشاهدون هذه الأحداث من خلال صور الملتقطة على المجهر الإلكتروني ، فللنطفة درع أحمر يذوب تدريجياً ، وتجتاز النطفة قشرة البويضة إلى الداخل ، اتحاد النطفة والبويضة غير محصور بهذا فقط ، ففي لحظة وصول النطفة إلى قشرة البويضة تتحقق معجزة أخرى ، فجأة تدخل النطفة بنفسها تاركة وراءها ذيلها الذي أوصلها إلى هنا ، وهذا مهم جداً ، لأنها إن لم تقم النطفة بهذا العمل فيدخل الذيل المتحرك إلى خلية البويضة كما نرى ويخربها .
 إن تخلي النطفة عن ذيلها يشبه عمليات مكوك الفضاء ، والصاروخ الدافع له ، حيث يتخلى المكوك عن المحركات ، وخزانات الوقود والطاقة ، عندها لم يكن لها حاجة في أثناء انفصاله عن الغلاف الجوي ، الذي يجري في الفضاء تماماً يجري في هذه النطفة حينما تدع ذيلها وتدخل .
 كيف تكون نطفة صغيرة بهذا الحساب الدقيق كله ، بقيام النطفة بهذا الحساب عليها أن تعرف أنها وصلت إلى آخر الطريق ، وأنها لم تعد بحاجة إلى الذيل بعد الآن ، غير أن النطفة جهاز بيولوجي لا تشعر بما حولها ، ولا تملك أي عقل أو أي علم ، الخالق سبحانه وتعالى نسق فيها أيضاً نظاماً دقيقاً يحقق انعزال الذيل عنها في الوقت الصحيح والمناسب ، تقوم النطفة التي تركت ذيلها خارجاً بثقب البويضة ، وتصنع فيها الصبغيات من خلال ذلك الثقب .
 هكذا يتم المعلومات الوراثية ، ونتيجة عمل مئات الأنظمة المختلفة المستقلة بعضها عن بعض بنظام متناسق ، تم إيصال المعلومة الوراثية العائدة لجسم الرجل إلى البويضة في جسم المرأة ، وكما نرى لا مكان لأية مصادفة في اتحاد النطفة مع البويضة ، بل تحقق ذلك بفضل تصميم وخطة كافيتين ، هذه الحوادث التي تحققت دون أن يدركها الإنسان ، وهذا الدقيق لكل مرحلة من هذه المراحل ، إنما هي دلائل واضحة على عظمة الله جل جلاله .
وفي كل شيء له آية  تدل على أنه واحد
***
 ولهذا الموضوع متابعات إن شاء الله في حلقات قادمة .
الأستاذ علاء :
خاتمة وتوديع :
 لا يسعنا أعزائي المشاهدين إلا أن نشكر الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي ، أستاذ الإعجاز العلمي في القرآن والسنة في كليات الشريعة وأصول الدين في دمشق .
 شكراً لكل ما شرحت ، ولكل هذه الإيضاحات ، نعد السادة المشاهدين بأننا سنكمل إن شاء الله في الحلقات القادمة ، إلى اللقاء دكتور .

والحمد لله رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://info-noor-islam.ahlamontada.com
 
١- الشهوة توافق الفطرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» - مقومات التكليف : الشهوة ـ الشهوة توافق الفطرة ـ من المجرة إلى الذرة
» مقومات التكليف : الشهوة . الشهوة الجنسية - صور المشيمة لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي
»  مقومات التكليف : الشهوة ـ تتمة بنود جرح العدالة ـ خلق الإنسان النطفة
»  مقومات التكليف : الشهوة ـ تتمة بنود جرح العدالة ـ خلق الإنسان النطفة
»  الفطرة ، خ2 - محنة المذنب مع نفسه. لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات احفاد الرسول :: المنتديات: ثقف نفسك :: المقالات لنقاش-
انتقل الى:  
تعليقات فيسبوك

تابعنا على فيسبوك
١- الشهوة توافق الفطرة Flags_1
online
تويتر طائر


هذه الرسالة تفيد أنك غير مسجل .

و يسعدنا كثيرا انضمامك لنا ...

للتسجيل اضغط هـنـا