منتديات احفاد الرسول
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات احفاد الرسول

بسم الله الرحمن الرحيم قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتفسير القران الكريم قراءة القران الكريماذاعات القران الكريمكتبقنواتقصص رائعة منتديات الياس عيساوي بث قناة الجزيرةاوقات الصلاةاستماع للقراءن الكريم
دليل سلطان للمواقع الإسلامية

 

 مقال الغيرة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
eliasissaoui
Admin
eliasissaoui


ذكر عدد المساهمات : 16999
تاريخ التسجيل : 04/07/2013
الموقع : https://www.youtube.com/watch?v=QriWAmC6_40

مقال الغيرة Empty
مُساهمةموضوع: مقال الغيرة   مقال الغيرة I_icon_minitimeالسبت نوفمبر 30, 2013 12:55 am


الغيرة هي انفعال نفسي ينشأ عن مس حق ديني أو قومي أو وطني أو شرفي لقصد حمايته، وهي وسط بين الحمية الجاهلية و ضدها، فإذا كانت لباطل كانت عصبية جاهلية، و إذا لم تكن و لو لحق كانت بالعكس.
و إنما تتقد في النفس جذوتها و تلتهب شرارتها بقدر ما تتشبع بذلك الحق المهضوم وتقتنع به.
فإذا لم تر لذلك الحق قيمة ولم تفقه له معنى فإنها لا تبالي أمسه زيد أم أماته عمرو.
ومن هنا يتجلى لنا سبب زهد الكثير من الناس في حقوقهم المهضومة، و برودتهم عندما يهانون في دينهم أو ملتهم أو وطنهم أو عرضهم و شرفهم، و تحمسهم الشديد من مس مالهم أو غرض من أغراضهم الشخصية، لأن تعلق نفوسهم و تمسكها بهذه أشد بكثير من تعلقها بتلك، و اعتبارهم لهذه ليس كاعتبارهم لتلك، فإن حمايتهم لأموالهم و شهواتهم في الدرجة الأولى، وأما الباقي فإلى الوراء. فتراهم يبذلون من المساعي و الجهود إذ مس لهم حق مالي أضعاف ما يبذلونه منها إذا مس لهم حق من تلك الحقوق الدينية أو الوطنية،الخ|، ولو أنهم تشبعوا بروح الدين و أشربوا في قلوبهم حب الملة و الوطن و عرفوا لعرضهم قيمته، و لشرفهم منزلته، لثارت ثائرتهم والتهبت غيرتهم عندما يشعرون بأن أحدا أصاب حقا من تلك الحقوق بسوء، ولبذلوا في الذود عنه أعز عزيز لديهم  ولاختلاف الناس في المنازع و الأغراض و الغايات، يختلفون في مقياس حرارة الغيرة، و على حسب رغبة كل في شيء أو زهده عنه تكون درجة حرارتها عنده ارتفاعا وانخفاضا وهم إزاءها على أصناف: فمنهم من ترتفع درجة غيرته على الحق إلى حد الغليان فليلتهب نارا عندما يمس جانب الدين، أو الملة، أو الوطن، أو العرض، أو الشرف بسوء، ويبذل نفسه و نفيسه في سبيل حمايته، ولا يعرف كيف يتسامح في شيء من هذا، لأن هذه هي الحياة و لا حياة بدونها، وإذا كان يعرف شيئا من التسامح ففي غيرها من الحقوق الذاتية فعند هذه قد تنخفض درجة غيرته عليها إلى ما تحت الصفر، وهذا الصنف أعز من الكبريت الأحمر في هذا العصر الحاضر، عصر المادة و الماديين، و إنما توجده التربية الإسلامية الصحيحة، و أين توجد هذه؟  و المسلمون منهم من كان تحت النفوذ الأجنبي، وهذا لا يروقه وجود هذا النوع من التربية، بين من كان تحت دائرة نفوذه، لأنه يراها منافية لخطته على طرفي نقيض، ولهذا يسمى ذلك الصنف من الغيرة تعصبا ذميما ليزهد أصحابه فيه فيتخلصوا منه فيتسنى له الدخول فيما بينهم و الاستحواذ عليهم. ومن بله المسلمين أنهم يعتقدون ذلك منه صحيحا فيسمونه بما يسميه و يجتهدون في إبراء أنفسهم مما عسى أن بعلق بهم منه فيبقون أجسادا بلا أرواح و هذه نهاية الخذلان.
هب أنه تعصب و تعصب عميق فهل هو بريء منه و نزيه من وصمته؟ فإذا كان هجوم الغرب نحو الشرق و المسيحية ضد الإسلام، ألم يكن لأجل التعصب الذميم؟ فكيف يحلونه عاما و يحرمونه عاما، يضيق صدري و لا ينطلق لساني، و منهم من كان تحت دول إسلامية و أساليب التربية في هذه أما أنها مبنية على نبذ الإسلام، و تعاليمه مؤسسة على قاعدة الزندقة و الإلحاد. و أما أنها عقيمة مقيدة بأسلاك من الجمود لا روح فيها و لا تهذيب، و كيف يغار الإنسان على شيء  و هو لم يشرب حبه و لم يتغلغل الإيمان به في شرايينه و لم يعرف لقيمته معنى؟ فإن هذا من باب التكليف بما لا يطاق.
و منهم من ترتفع درجة غيرته على ملته ووطنه إلى ما فوق المائة فتراه يشتعل حماسا إذا ما مس أحدهما بسوء و يضحي لأجلهما كل شيء. ولكنه لا ينبض له عرق إذا مس دينه بشيء لأنه يرى قوميته و وطنه فوق كل شيء، ولا يرى لدينه من القيمة ـ مع أنه أساس سعادته ـ إلا ما يرى للثوب البالي. وذلك منه جريا مع تيار التفرنج و التمدن العصري الذي روحه الإلحاد ونبذ الأديان المعبر عنه بالمدنية و الرقي و الحضارة إلخ. الألقاب الجوفى و هل هذا إلا سراب بقيعة يحسبه الظمئان ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا وهو الذي استهوى غالب المسلمين و أغواهم وصيرهم و هم شرقيون ينظرون إلى الدين بعيون غريبة و يفقهونه بقلوب غربية فأصبحوا لا غربيين و لا شرقيين مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء و لا إلى هؤلاء.
إن غيرة هذا الصنف على الوطن و الملة في حد ذاتها محمودة مادامت على حق ولم تتجاوز إلى الإضرار بالغير لولا ما يشوبها من نبذ الدين و الاندفاع وراء الزندقة و الإلحاد. فليس الدين روحيا فقط كما كان الدين المسيحي بالشكل الحالي فينبذ كما نبذ هذا،ولكنه دين علم وسعي و عمل، دين رقي و نظام جرى في أحوال البشر العامة و الخاصة الداخلية و الخارجية مجرى الدم من اللحم، فنبذه و طرحه و هو منبع الحياة نبذ للحياة الحقيقية بأسرها، و الغيرة عليه ليست من التعصب الذميم في شيء، وإنما هي غيرة على الحياة الحقة، و الدعوة إلى تركها و التخلي منها دعوة إلى نبذ الحياة و إلى الخضوع و الاستسلام و إنكار حظ الوجود، ولو تجرد الغربيون عن التعصب الذميم ووجهوا عقولهم إلى استكناه حقيقة الإسلام، و ما عليه من العدل و النظام و الرقي الحقيقي و الحضارة الحقة  لسعدوا و سعد بهم العالم بأسره.
و منهم من تفور عصبيته وتتأجج نارها إذا مس في عشيرة أو قبيلة فيدوس كل ما يعرض له في سبيل الذود عنه ويضحي لأجل حمايته كل حق يعوقه في طريقه سواء أكان حقا للدين أو للوطن أو للغير و لكنه من جهة يتناوم إذا مس دينه أو وطنه أو غيره بشيء و لا سيما إذا كان يقتضي الانتصار لذلك انتصافا من قبيلة فإنه يتجاهل ذلك أصلا أو يتوارى عن العيون بل كثيرا ما يكابر ويجتهد في إخفاء الحق لا لشيء إلا لأنه في غير مصلحة قبيلة، أما إذا كان لفائدته فإنه يبذل ما في طاقته لإظهاره و إكباره و تهويل ما هو ضده من الباطل و تشنيعه و تقبيحه ذلك للقاعدة التي قدمنا من أن شعلة الغيرة إنما تتقد في النفس بقدر ما تقتنع بذلك الحق المهضوم و هذا لا يرى لدينه أو وطنه أو ملته حقا مقدسا فيغير عليه. ولئن رأى له شيئا من ذلك، فحق القبيل أو العشير أرفع منه وأعظم في نظره فيضحي كل حق لأجله و لا يضحي جزءا منه لأجل غيره لأنه يراه فوق كل شيء ودونه كل شيء، وقد كتبنا في هذا الصنف فيما سلف فصلا تحت عنوان نحن و أنتم فليراجع[2].
و منهم من يغلي مرجل حماسه عندما يمس في شيء من حقه المادي الشخصي و يملأ الدنيا صياحا و عويلا إذا أكل له فلس، فيستنجد بسكان الأرض و السماء ويستثير زلازل الأولى، ويستنزل صواعق الثانية، لاستخلاص فلسه  و الانتقام من مختلسه، ولكنه لا يحرك ساكنا إذا أصيب في دينه أو عرضه و شرفه أو قوميته أو وطنه ولا ينبس هنا ببنت شفة لأن هذه كلها يراها  أقل من أن يشتغل بها و أصغر من فلسه الذي هو الحياة و الحياة هو، وأي شيء يفعل بتلك المآثر المعنوية و ماذا تنفع إذا عدم فلسه؟ ومادام الفلس في الجيب فعلى الدنيا العفا، اصطكت العوالم أم دكت الجبال؟ و لا يتساءل عن المسلك الذي سلكه فلسه إلى جيبه  و غايته و جوده فيه و كفى، و إن كان عصارة دينه أو عرضه إلخ..
تنهك حرمة دينه فيقول : (سلامة الراس ) يلهب حريق الفحش شرف عائلته فيقول: أنا لم يتحقق لدي شيء، و ماذا أفعل؟ يمس في عرضه، فيقول : المؤمن مصاب.
تضام قوميته، فيقول : ( الموشم براسو) يهان وطنه، فيقول: "واش عندي مالي و له ". وإذا مس في ماله شخر و نخر و سب الشمس و القمر و صاح بالويل و الثبور الغياث، الغياث، الحريق، الحريق، يا للهول يا للخطر، يا للمصيبة ذلك كله في ماذا؟ ولأجل ماذا؟ في شأن فلسه و لأجل فلسه فقط.
و هل لامتهان الدين، وهتك حرمة العائلات، وابتذال أعراضها، و تمزيق ثوب عفافها الطاهر من سبب، غير تلك الأخلاق السافلة و الطبائع الممسوخة؟ فلو طهرت الأرض من هذه العفونات و الأقذار النجسة بالتربية الإسلامية الصحيحة،فهل يصبر أحد و ـ هو يعتقد أنه مسلم ـ أن يرى دينه مهانا، وحرمة عائلته منتهكة، و ثوب عفافها ممزقا، وكثيرا منها مبتذلا في الطرقات العامة فضلا في ديار الفحش و الفجور؟ أهذه هي أخلاق الإسلام و تعاليم الإسلام و مبادئ الإسلام؟؟؟
فلو طهرت النفوس من هاته الدماء الفاسدة بدماء نقية صافية طاهرة فهل تبقى بها هذه الأمراض و الأوبئة الفتاكة؟ أم هل تصبر أن ترى جانب القومية مهضوما و الوطن مضاما بدون أن تحرك منها ساكنا أو ينبض منها عرق؟؟
لا طبيب لهاتيك الأمراض و لا علاج لها و لا دواء غير التربية الإسلامية الصحيحة و التعليم الصحيح.إذ بهما يعرف الإنسان حق المعرفة ما هي السعادة وما هي الحياة الحقة وما هي أسسها و أركانها فيحصل عليها و يحتفظ بها و يذود عن حياضها.وبهما يدرك حق الإدراك ما هو الشقاء، و ما هو الموت وما هي أسبابها فيتجنبها و يحتمي منها، و مادام لم تطرق الحياة من هذا الباب فسائر المساعي و الجهود هباء في هباء و عناء في عناء كما ذكرناه مرارا.
فيا أيها الذين آمنوا طهروا أنفسكم من أوضار الأخلاق الفاسدة و داووا أمراضكم بأدوية الإسلام و تخلقوا بخلق القرآن العظيم الذي هو خلق نبيكم الكريم.
فلا إفراط في الإسلام و لا تفريط ولا عصبية و لا عكسها في الدين.
صونوا كرامة الإسلام و عزة الإسلام و نخوة الإسلام فيكم } ولا تهنوا ولا تحزنوا و أنتم الأعلون إن كنتم مؤمنيـــــــن{. آل عمران / 139    
[1]  وادي ميزاب، ع : 40 (15/07/1927)
[2]  وادي ميزاب، ع، 26 (1/4/1927)


المصدر : منتديات ستار الجيريا: http://www.staralgeria.net/t6945-topic#ixzz2m760GdjB


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://info-noor-islam.ahlamontada.com
 
مقال الغيرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مقال اجمل مافيه ان كاتبه رجل
» مقال الفرضية مرحلة ضرورية في المنهج التجريبي
»  عطر الكلام 23 أنواع الغيرة
» شدة الغيرة بين قادة المسلمين - د.عمرو خالد - قصة الأندلس
» الغيرة - القلب السليم (1) - الشيخ عمر عبد الكافي 2013

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات احفاد الرسول :: منتدى التعليم لكافة المراحل الدراسية :: التعليم الثانوي-
انتقل الى:  
تعليقات فيسبوك

تابعنا على فيسبوك
مقال الغيرة Flags_1
online
تويتر طائر


هذه الرسالة تفيد أنك غير مسجل .

و يسعدنا كثيرا انضمامك لنا ...

للتسجيل اضغط هـنـا