منتديات احفاد الرسول
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات احفاد الرسول

بسم الله الرحمن الرحيم قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتفسير القران الكريم قراءة القران الكريماذاعات القران الكريمكتبقنواتقصص رائعة منتديات الياس عيساوي بث قناة الجزيرةاوقات الصلاةاستماع للقراءن الكريم
دليل سلطان للمواقع الإسلامية

 

 الاحتفالات الدينية : الغاية من العيد لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
eliasissaoui
Admin
eliasissaoui


ذكر عدد المساهمات : 16999
تاريخ التسجيل : 04/07/2013
الموقع : https://www.youtube.com/watch?v=QriWAmC6_40

الاحتفالات الدينية : الغاية من العيد لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي Empty
مُساهمةموضوع: الاحتفالات الدينية : الغاية من العيد لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي   الاحتفالات الدينية : الغاية من العيد لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي I_icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 16, 2013 12:18 pm



بسم الله الرحمن الرحيم
تقديم وترحيب :
 أيها السادة المشاهدون ، سلام الله عليكم ورحمته وبركاته ، وكل عام وأنتم جميعاً بألف خير ، ونحييكم بتحية العيد في هذه الحلقة الخاصة من برنامجكم الإيمان هو الخلق .
 ويسعدنا أن نكون مع فضيلة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي ، أستاذ الإعجاز العلمي في القرآن والسنة في كليات الشريعة وأصول الدين .
 أهلاً وسهلاً ، وكل عالم وأنتم يخير .
 أهلاً بكم أستاذ علاء وأنتم بخير .
المذيع :
 الأستاذ الدكتور محمد راتب ، نحن في اليوم الثالث من أيام عيد الأضحى المبارك ، أعاد الله هذا العيد علينا جميعاً ، وعلى أمتنا ، وشعبنا ، وقائدنا بألف خير ، وباليمن ، واليسر والبركة .
 هذا هو اليوم الثالث من أيام عيد الأضحى ، وهو بالنسبة لترتيب أيام التشريق فيختلف بالنسبة للحجيج ، الذين يؤدون مناسكهم في الديار المقدسة .
 العيد أطل علينا ، عندما ننطق بكلمة عيد مباشرة يخطر للذهن معنى الفرح ، معنى البهجة ، معنى السرور ، معنى كما يقولون : من يستريح أو يكافئ بعد عمل دؤوب طويل ، العيد هو مجال للتزاور ، للنبذ الخلافات ، والشحناء ، والبغضاء ، وأحياناً الحكك الاجتماعي بين الناس يأتي العيد ليصفي هذه الأجواء ، كيف نتلمس معاني العيد ، ولماذا يأتي العيد ؟ بعد ماذا يأتي العيد ؟ ثم لماذا قال عليه الصلاة والسلام :
(( وزينوا أعيادكم بالتكبير ))
[ أخرجه الطبراني عن أنس ]
الدكتور :
 بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعيد الأمين .
ماهية العيد :
 أستاذ علاء ، العيد بتعريف جامع مانع عودة إلى الله .
(( إذا رجع العبد إلى الله نادى منادٍ في السماوات والأرض أن هنئوا فلان فقد اصطلح مع الله ))
[ ورد في الأثر ]
 والذي أراه أن أعظم إنجاز يكتسبه الإنسان في حياته الدنيا أن يتعرف إلى الله .
(( ابن آدم اطلبني تجدني ، فإذا وجدتني وجدت كل شيء ، وإن فتك فاتك كل شيء ، وأنا أحب إليك من كل شيء ))
[ ورد في الأثر ]
 أنا حينما أتعرف إلى الله أملك الحكمة ، أملك الغنى ، أملك الحرية ، والذي أراه أن أعظم إنجاز ، أنا حينما أتعرف إلى الله أملك الحكمة ، أملك الغنى ، أملك الحرية ، أملك السعادة ، أملك أسباب سعادتي في الدنيا والآخرة .
إذاً : يا رب ، ماذا فَقَد من وجدك ، وماذا وجد من فقدك ؟
 العيد أستاذ علاء ، عيد الفطر السعيد عقب شهر الصوم ، عيد الأضحى المبارك عقب الحج .
 ولكن لي كلمة صغيرة :
 لو أن طالباً على مشارف امتحان مصيري ، يتوقف هذا الامتحان في إنجازه ، وتتوقف سبل رزق هذا الشاب ، تعيينه في وظيفته ، وزواجه ، وشراء بيت ، كل آماله العريضة متوقفة على نجاحه في هذا الامتحان ، فإذا بفريق من أصدقائه يأخذونه إلى مكان جميل من أجمل الأمكنة ، وتمتع بأجمل المناظر ، وأطعموه أطيب الطعام ، قبيل الامتحان بأيام ، لماذا يشعر بانقباض ما بعده انقباض ؟ لأن هذه الحركة لا تتناسب مع هدفه ، أنا أتيت بمثل صارخ ، فلو قبع في غرفة قميئة ، وقرأ الكتاب المقرر ، واستوعبه شعر براحة ما بعدها راحة .
 إذاً : أنا حينما أقترب من هدفي ، أو حينما أحقق سر وجودي في الأرض ، وغاية وجودي أشعر بفرح .
 أنا أقول دائماً : قل لي ما الذي يفرحك أقلْ لك من أنت ، هناك أناس وهم قلة عرفوا سر وجودهم ، وغاية وجودهم ، فإذا ساروا في طريق أهدافهم كانوا من أسعد الناس .
 مرة قرأت كلمة في مجلة ، أحياناً تنتهي المقالة في أول الصفحة ، يضعون حكمة ، هذه الكلمة قرأتها من ثلاثين عام تقريباً : " إذا أردت أن تسعد فأسعد الآخرين " .
 أنا حينما تسمو أهدافي لخدمة الخَلق ، لإدخال الفرح في نفوس الخلق ، للتخفيف من أعباء الناس ، أنا حينما أعيش للناس ، ولا أعيش لذاتي ، أشعر بسعادة ما بعدها سعادة .
 بادئ ذي بدء :
(( إذا رجع العبد إلى الله نادى منادٍ في السماوات والأرض أن هنئوا فلان فقد اصطلح مع الله ))
 وبشكل واقعي ، أنا حينما أهنئ إنسانا بشراء بيت ، هذا البيت مؤقت ، لا بد من أن يغادره ، كل مكتسبات الدنيا تنتهي بالموت ، وكأن الموت ينهي كل شيء ، ينهي قوة القوي ، وضعف الضعيف ، وغنى الغني ، وفقر الفقير ، ووسامة الوسيم ، ودمامة الدميم ، وذكاء الذكي ، ومحدودية المحدود ، ينهي كل شيء ، أما إذا عرفت الله فهذه المعرفة تسعد بها إلى الأبد ، وأنا دائماً أوازن بين الحياة الدنيا والأبد .
 ضع واحداً في الأرض وأصفارًا إلى الشمس ، وكل ميليمتر صفر ، ما هذا الرقم ؟ 156 مليون كيلومتر ، لو كان هذا الرقم صورة ، والمخرج لا نهاية الأبد قيمته صفر ، فالدنيا صفر .
 لذلك الإنجاز الحقيقي ، المكسب الحقيقي ، الفرح الحقيقي ، البِشر الحقيقي ، حينما تصل إلى هدفك ، وهو معرفة الله عز وجل ، وأصل الدين معرفة الله ، فأنا يتراءى لي أن سر فرح الناس بالعيد أنه جاء عقب الصيام .
(( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ))
[ متفق عليه ]
 ويأتي عقب الحج رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه ، إذاً : 
 العيد يأتي في إسلامنا العظيم عقب عبادات كبرى ، والإنجاز الذي تحقق عقب هذه العبادة ، هو مضمون فرح العيد ، هذا لا يمنع أن ألتقي بأصدقائي ، وإخواني ، وأقربائي ، جيراني ، وأحبابي ، وأن ألبس الجديد وأن آكل ، أنا أعبر عن فرحي بهذا الإنجاز بهذه المظاهر التي تدخل الفرحة إلى قلوب من حولي .

 إذاً : 
 العيد فرح ، والكلمة الدقيقة قل لي ما يفرحك أقل لك من أنت ، هناك إنسان يفرح بخدمة الخلق ، هناك إنسان يعيش للناس ، هناك إنسان إذا رسم بسمة على وجه طفل صغير يفرح أشد الفرح ، إذا وفق بين زوجين يفرح أشد الفرح ، إذا زوج شاباً طهراً نقياً بشابة طاهرة نقية ، يفرح أشد الفرح .
 حينما أخرج من ذاتي ، وأحقق وجودي لخدمة الخلق ، أنا عندئذٍ أشعر أنني وجدت نفسي ، ذلك لأن فطرة الإنسان متوافقة توافقاً مذهلاً مع منهج الله عز وجل ، فكل شيء أمرك الله به ينعكس عندك راحة نفسية ، والدليل :
﴿ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ ﴾
[ سورة الحجرات الآية : 7 ]
 الإنسان الشارد التائه الضال يمتع حواسه بمتع حسية زائلة , لكن تعقبها كآبة لا يحملها ، يكاد يكون المرض الأول في العالم الكآبة ، النفس تعاقب نفسها ، هي عقاب ذاتي الجلب الذاتي ، الشعور بالنقص ، تأنيب الذات ، الشعور بالصغار .
 أستاذ علاء ، تقدير الذات أحد أسباب السعادة ، أنت حينما تكون صادقاً ، ومستقيماً وذا خير عميم ، وكل من حولك يحبك ، ويثني عليك ، أنت حينما تشعر أنك مصدر سعادة للناس ، مصدر إيناس ، مصدر أمن لهم .
 أنا أذكر أن المؤمن حينما يموت يستريح من عناء الدنيا ، ولكن الطغاة حينما يموتون تستريح منهم البلاد والعباد والشجر والدواب ، كما قال عليه الصلاة والسلام ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ فَقَالَ :
(( مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا الْمُسْتَرِيحُ وَالْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ ؟ قَالَ : الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَأَذَاهَا إِلَى رَحْمَةِ اللَّهِ ، وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ وَالْبِلَادُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ ))
[ متفق عليه ]
المذيع :
 من هنا يأتي قول النبي عليه الصلاة والسلام :
(( إِذَا سَرَّتْكَ حَسَنَتُكَ ، وَسَاءَتْكَ سَيِّئَتُكَ فَأَنْتَ مُؤْمِنٌ ... ))
[ أخرجه أحمد عن أبي أمامة ]
الدكتور :

الانتفاع بالشيء ليس أحد فروع العلم به :
 ما من شيء أمر الله به ونفذته إلا وتشعر براحة ما بعدها راحة ، أريد أن أعقب على هذه الملاحظة بمثل :
 عندنا قاعدة في علم الأصول : [ الانتفاع بالشيء ليس أحد فروع العلم به ] كيف ؟ 
 إنسان جاهل لا يقرأ ولا يكتب ، عنده مكيف ، فتح المكيف فجاءه هواء بارد ، فاستمتع به ، يأتي إنسان يحمل دكتوراه في التكييف ، ضغط الزر فجاءه هواء بارد ، فالأول لا يفقه شيئا من آلية التكييف أبداً .
 فعظمة هذا الدين أنك إذا طبقت أحكامه تقطف ثمارها ، سواء أعرفتَ حكمتها أم لم تعرفها .
 الشيء الدقيق في الدين يفهمه كبار العلماء ، وكبار المفكرين والعباقرة ، وإذا طبقه إنسان بسيط جداً يقطف كل ثماره ، فإذا كان صادقاً يحبه الناس ، وإذا كان نظيفاً يألفه الناس ، وإذا كان رحيماً تكون محبته في قلوب الناس .
 إذاً : نحن في العبد نفرح أننا عرفنا الله عز وجل ، وحققنا إنجازين كبيرين ، ونعقد علاقات طيبة مع من معنا ، لأن النبي عليه الصلاة والسلام يقول :
(( إياكم وفساد ذات البين ، إنها الحالقة ، لا أقول حالقة الشعر ، ولكن أقول حالقة الدين ))
[ الترمذي ]
 ودائماً وأبداً للإنسان عقل يدرك ، وقلب يحب ، وجسم يتحرك ، فالعقل محل القناعة والإدراك ، والقلب محل الحب ، والجسم محل الطعام والشراب ، يأكل ليتحرك ، فما لم تلبَّ هذه الحاجات الثلاثة معاً فلن تكون السعادة .
 حينما يأتي العيد ، دعك من خبراتك ، من اختصاصك ، من شهاداتك ، من قناعاتك ، من تحليلاتك الدقيقة ، أنت في العيد إنسان حولك زوجة وأولاد ، وأقارب فالابتسامة ، والكلمة الطيبة صدقة ، والزيارة جبر لكسر هؤلاء الأقارب الضعاف الفقراء أحياناً ، فالعيد أعمال صالحة .
المذيع :

 الآن سيدي سوف نفسح المجال لهذا الموضوع ، نأتي إلى مسألة ما معنى التكبير في العيد .
(( وزينوا أعيادكم بالتكبير ))
الدكتور :
مصداقية الكلمة :
 لا بد من مقدمة ، الكلمة في اللغة إذا كثر استعمالها مع مضي الزمن تفقد مدلولها ، قد لا يؤمن الإنسان بالله ، نسأله : كيف حالك ؟ يقول لك : الحمد لله ، هذه استخدمت بشكل كثير ففقدت معناها ، أنا أقول : الله أكبر ، هذه أخطر كلمة في الدين ، وحينما أطيع مخلوقاً ، وأعصي خالقاً ، وأقول : الله أكبر ، ألف مرة ما قلتها ولا مرة ، لأنني توهمت أن طاعة هذا المخلوق أكبر من طاعة الله .
 حينما يغش الإنسان المسلمين ، أو يغش الناس في البيع والشراء ، ويقول يوم العيد : الله أكبر ، فما قالها ولا مرة ، ولو رددها بلسانه ألف مرة ، لأنه رأى أن هذا الربح الزائد من غش الناس هو الأكبر من الله عز وجل ، هذه حقيقة مُرّة أنا أرى أنها أفضل ألف مَرة من الوهم المريح .
 اعلم ما تقول ، قال : والله أني لأحبك ، إنسان قال هذا للنبي الكريم ، قال له : انظر ما تقول ، قال : والله إني لأحبك ، قال له : انظر ما تقول ، قال : والله إني لأحبك ، قال له : إذا كنت صادقاً فيما تقول للفقر أقرب إليك من شرك نعليك .
 أنت معك مال ، وحولك فقراء ؟ إذا كنت تحب الله فعلاً يجب أن تنفق من هذا المال ، أما أن تبقى بالمشاعر المجردة من دون عمل ، من دون حركة الله عز وجل فقد قال تعالى :
﴿ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا ﴾
[ سورة الأنفال الآية : 72 ]
 فما لم تتحرك ، ما لم تصل لله ، ما لم تقطع لله ، ما لم تعطِ لله ، ما لم تمنع لله ، ما لم يكن ولاءك للمؤمنين ، ما لم تكن براءتك لغيرهم ، ما لم تأخذ موقف ، ما لم تلتزم فكيف يكون الإيمان مجسداً .
 نحن في الإسلام ليس عندنا إعجاب سلبي ، وهناك حالة عند الناس أنه معجب بالإسلام ، معجب بهذا الدين ، معجب بالقرآن ، لكن إذا دخلت بيته أو إلى عمله لا تجد أحكام الإسلام مطبقة ، هذا اسمه إعجاب سلبي ، لا يقدم ولا يؤخر .
 حينما أدرك أن هذا المرض الجلدي شفاءه الوحيد التعرض لأشعة الشمس ، فمهما تحدثت عن الشمس ، وعن عظمتها ، وعن شفائها لهذا المرض ، وأنا قامع في غرفة قميئة ومظلمة ، هذا الكلام ما له معنى إطلاقاً .
 لئلا يصبح الإنسان ظاهرة صوتية لا معنى لها ، أنا أريد يكون في مقابل هذا قناعات ، وسلوك حركي ، فكلمة الله أكبر حينما يؤذن المؤذن ، وتقوم إلى الصلاة يعني أن تلبية نداء المؤذن أكبر عندك من كل شيء ، وحينما أتعرض لصراع بين أن أعصي الله وأربح مبلغاً كبيراً ، وبين أن أستقيم على أمره ، ويكون الدخل معقولاً ، وأوثر الدخل القليل مع طاعة الله على الربح الكثير ، وأقول : الله أكبر ، أنا فعلاً تمثلت هذه الكلمة ، أنا رأيت أن طاعة الله أكبر عندي من كل دخل كبير .
 فالقضية خطيرة ، لئلا تفقد كلمات المسلمين الكبرى مضمونها ، وتصبح جوفاء ، وتكون في الدرجة الدنيا ، ولئلا نفقد أسباب تولي الله لنا ، كنت أقول دائماً : حينما تطبق أمر الله يحق لك أن تطالب الله بحقك ، كيف هذا الكلام ؟
النبي الكريم كان أحد أصحابه وراءه فقال :
(( يا معاذ ، أتدري ما حق الله على عباده ؟ قلت الله ورسوله أعلم قال حقه عليهم أن يعبدوه ))
 وأنا أعني القسم الثاني ، فلما سأله :
(( ما حقهم عليه إذا فعلوا ذلك ؟ قلت : الله ورسوله أعلم ـ سأله ثانية ، وثالثة فالرابعة قال له ـ قال : حقهم عليه أن لا يعذبهم ))
[ البخاري عن معاذ ]
 يجب أن تستفيد من حق أنشأه الله على ذاته العلية ، الذين قالوا :

﴿ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ﴾
 فأجابهم الله عز وجل :

﴿ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ ﴾
[ سورة المائدة الآية : 18 ]
 والإمام الشافعي استنبط أن الله لا يعذب أحبابه ، فكيف تشعر إذا كان خالق الكون معك ، يدافع عنك ، ويحبك .

﴿ إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً ﴾
[ سورة مريم ]
 إذا كانت لك علاقة بإنسان قوي تزهو بهذه العلاقة ، وتبرز الصورة معه ، وعندك هاتفه ، وتقول : إنْ أردتُ حاجة أتصل به ، مع إنسان من بني جلدتك ، وهو يموت ، فكيف إذا كانت لك علاقة مع الواحد الديان ؟.
 إذاً : الله أكبر ، كلمة أستاذ علاء كبيرة جداً ، إذا فهمنا معناها ، إذا سمعنا الأذان : الله أكبر ، الآن إذا صلينا الله أكبر ، يجب أن تكون الهموم كلها وراء ظهر الإنسان المصلي ، الآن نحن أمام صراع ،شيء مغرٍ يحقق لي نجاحا كبيرا جداً ،لكن بمعصية ، فإذا قلت : الله أكبر ، أنا أؤثر طاعة الله على هذا الشيء ، لذلك :
(( ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهم ))
[ متفق عليه ]
 لو سألت أستاذ علاء مليارا و300 مليون مسلم : ألا تحبون الله أكثر من أي شيء ؟ لم يتردد أحد في ذلك ، ليس هذا هو المعنى ، المعنى أن يكون الله في قرآنه ، والنبي في سنته عندما يتعارض أمامك شيئان ، أحدهما يرضي الله ، والثاني يضر بمصلحتك ، وتؤثر طاعة الله ، الآن يمنحك الله حلاوة الإيمان ، حلاوة الإيمان شيء نفيس جداً ، أن يكون الله في قرآنه والنبي في سنته أحب إليك من أي مكسب مادي إذا بني على معصية الله .
مفهوم التقوى :
 وهذا يؤدي بنا إلى مفهوم التقوى ؟ نعم هذه التقوى ، أنا أؤمن بصحةِ قول :
(( المُؤْمِنُ القَوِيُّ خَيْرٌ وَأحَبُّ إلى اللَّهِ تَعالى مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيف ))
[ رواه مسلم عن أبي هريرة ]
 ذلك أن القوي متاح له من الأعمال الصالحة التي هي علة وجوده ، ما لم يتح للضعيف ، إذاً ـ الآن دقق ـ ينبغي أن أكون قوياً إذا كان طريق القوة سالكاً وفق منهج الله ، وينبغي أن أكون غنياً إذا كان طريق الغنى سالكاً وفق منهج الله ، لأن القوة والغنى تتيحان أن أعمل أعمالاً لا يستطيع الضعيف ولا الفقير .
 ولكن إذا كان طريق القوة على حساب طاعة الله فالضعف وسامة شرف ، وإذا كمان طريق الغنى على حساب طاعة الله فالفقر وسام شرف لي .
 أنا أقول إذاً : هناك فقر الكسل ، هذا الفقر المذموم ، وهناك فقر القدر ، لكن فقر الطاعة ، أنا أحياناً لتشبثي بقيمة أخلاقية ، لتشبثي بمبدأ عظيم قد أخسر بعض المكاسب التي يحصلها المنافقون ، أنا ضعفي وقلة ذات يدي هي وسام شرف بالنسبة لي .
المذيع : 
 وهذا ما يرفع الإنسان المؤمن في هذا الموضع ، سيدي الكريم نعود إلى مفهوم العيد ، والمظاهر نعاينها في العيد ، وهي مظاهر حسنة ، وحالة صحية في الحقيقة ، تزاور ، تبادل الزيارات ، صلة الأرحام ، أحياناً هنالك أناس يستغلون مواسم العيد لإصلاح ذات البين بين الناس ، فتكون مناسبة لكسر الجمود ، أو لقضية حدثتْ بين أشخاص ، فيأتي العيد مناسبة لاختراق هذا الجدار من سوء ذات البين ، ماذا عن هذه المعلومة ؟
الدكتور :
أولاً : العيد مناسبة لإصلاح ذات البين :
 يقول عليه الصلاة والسلام في حديث أن أصفه أنه يقسم الظهر يقول :
(( إياكم وفساد ذات البين ، إنها الحالقة ، لا أقول حالقة الشعر ، ولكن أقول حالقة الدين ))
[ الترمذي ]
 أكبر مرض يصيب المجتمع فساد ذات البين ، الخصومات .
 أستاذ علاء ، هناك آية اسمح لي أن أقول لك : إنها تنطبق على الزوجين ، وعلى الأخوين ، وعلى الجارين ، وعلى الشريكين ، وعلى الأسرتين ، وعلى الحيين ، وعلى القبيلتين ، وعلى الشعبين ، وعلى الأمتين ، وعلى الحضارتين ، من فردين إلى حضارتين :

﴿ فَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ﴾
[ سورة المائدة الآية : 14 ]
 حينما يعصي الإنسان الله ، حينما يتجاوز حدوده ، حينما يأخذ ما ليس له ، حينما يعتدي على أعراض الآخرين تنشأ العداوات والبغضاء بشكل لا يوصف .
 لذلك فساد ذات البين سببه المعصية ، وصلاح ذات البين سببها الطاعة ، أنا حينما أستقيم على أمر الله ، وتستقيم أنت يكون اللقاء والود والمحبة حتميًا :
﴿ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ﴾
إذاً : 
 العيد مناسبة لإصلاح ذات البين ، المناسبة الأولى في العام كله لإصلاح ذات البين ، تبدأ بزيارة ، تبدأ ببطاقة ، تبدأ بهدية ، تبدأ باتصال هاتفي ، تبدأ بدعوة إلى طعام ، فتزول الأحقاد ، النبي الكريم علمنا أن الهدية تذهب بوحر الصدر ، ففي الخصومة مع شخص من أقربائي أقدم له هدية ، أبادله الزيارة ، أو أبدأه بالزيارة ، فهذا الألم قد يختفي ، وقد يحل محله السرور .
إذاً : 
 العيد مناسبة لإلغاء فساد ذات البين ، ولكن عند بعض العلماء فساد ذات البين ثلاث مستويات ، أما مهمتي .
الأولى : 
 أن أصلح علاقتي مع ربي ، صلاح ذات البين مع الذي خلقك وأوجدك إذا العلاقة صلحت مع الله تصلح مع الخلق .
ثانياً : 
 صلاح العلاقة مع الخلق .
ثالثاً : 
 أنا مهمتي أن أصلح أي علاقة فاسدة بين اثنين .
 أنا في المستوى الأول طرف ، في المستوى الثاني طرف ، أما في الثالث وسيط فحينما قال الله عز وجل :
﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ﴾
[ سورة الأنفال الآية : 1 ]
 أي أصلح علاقتك مع الله ، ثم علاقتك مع الخلق ، ثم أصلح أية علاقة فاسدة بين اثنين ، هذا يكون في العيد ، والعيد مناسبة كبيرة جداً .
المذيع :
 الحديث الذي يجب أن يدور في مجتمعات العيد ، أن يركز في شكل أساسي على هذه المسائل ؟
الدكتور :
ثانياً : العيد مناسبة لوصل الأرحام :
 لقد ألِف الناس أن يفهموا صلة الرحم موضوع زيارة فقط ، زيارة لدقائق ، والغني مستكبر ، مستعلٍ ، والفقير متطامن ، لا ، الزيارة يجب أن تكون مستمرة ، العيد مناسبة للزيارة ، وتفقُّد ذوي الأرحام من أعظم العبادات ، لأنه هو التضامن الاجتماعي ، و أساسه عندنا في الإسلام جغرافي ونسبي ، الله عز وجل أوصى بالجار من خلال سنة النبي الكريم ، وأوصى بصلة الرحام ، حتى إذا أعطيت قريباً لك محتاجا صدقة فلك أجران ، أجر الصدقة ، وأجر الصلة ، لذلك حينما أزور أقربائي بالعيد ، هناك اتصال هاتفي ، وزيارة ، وتفقد أحوال ، لهم أحوال معيشية متدنية مثلاً ، عندهم مشكلة بين الأولاد ، بين الأولاد والأب ، مشكلة بين الزوج والزوجة ، يتفقد الأحوال المعاشية ، الأحوال الاقتصادية ، الأحوال العلمية ، يحتاج إلى دورة ، لا يملك أقساط هذه الدورة ، والزائر ميسور الحال ، يقول : لا أنت ابني ، ابن أخي ابني ، هذه هدية مني لك ، فهناك تفقُّد أحوال معيشية تفقد أحوال اجتماعية ، أحوال علمية .
الآن يأتي الدور الأساسي ، خذ بيدهم إلى الله ، أعطهم كتاباً ، دلهم على الله ، دلهم على مبحث ، على برنامج ، أو على شريط ، قربهم من الله عز وجل ، أنا أقول : صلة الرحم تبدأ باتصال هاتفي ، ثم بزيارة ، ثم بتفقد ، ثم بمساعدة ، ثم أن تهديهم إلى الله عز وجل ، هذه الصلة التي أرادها الله ، وهي نوع من التضامن الاجتماعي .
 الشيء المضحك أن الإنسان عنده قائمة طويلة ، ومعه بطاقات ، مهمته أن يضع البطاقات في البيوت ، ويسأل الله ألا يجده ، فإذا وجده وقع في مشكلة ، هو يريد أن يقدم البطاقات لرفع العتب فقط .
 أنا أتمنى على الإخوة المشاهدين بدل تراشق الزيارات غير المجدية أن يجلسوا في إحدى الليالي مع بعضهم ساعتين أو ثلاثًا ، أفضل بكثير ، أن نلتقي ونتحدث ونتشاور في أمورنا ، نتحدث عن بعض مكتسباتنا . 
المذيع : 
 لا يسعني إلا أن أشكر أستاذنا الدكتور محمد راتب النابلسي ، أستاذ الإعجاز العلمي في القرآن والسنة في كليات الشريعة وأصول الدين على ما بسط من معانٍ عن العيد وفي العيد ، وفي طيف العيد ، ولماذا كان العيد .
 نتمنى فعلاً أن نتمثل هذه المعاني ليكون عيدنا عيداً حقيقياً ، كل عام وأنتم بخير ، وشكراً أستاذنا الدكتور ، وشكراً للسادة المشاهدين إلى اللقاء إن شاء الله في الحلقات القادمة من هذا البرنامج ، كل عام وأنتم بخير .
والحمد لله رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://info-noor-islam.ahlamontada.com
 
الاحتفالات الدينية : الغاية من العيد لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  الاحتفالات الدينية : أصل الفرح في العيد لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي
»  العيد ومعانيه ، خ2 - المشاركة الوجدانية في العيد. لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي
» الجهاد . لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي
»  الإيثار لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي
»  صلة الرحم لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات احفاد الرسول :: المنتدى: القسم الإسلامي العام :: القسم الإسلامي العام-
انتقل الى:  
تعليقات فيسبوك

تابعنا على فيسبوك
الاحتفالات الدينية : الغاية من العيد لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي Flags_1
online
تويتر طائر


هذه الرسالة تفيد أنك غير مسجل .

و يسعدنا كثيرا انضمامك لنا ...

للتسجيل اضغط هـنـا