منتديات احفاد الرسول
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات احفاد الرسول

بسم الله الرحمن الرحيم قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتفسير القران الكريم قراءة القران الكريماذاعات القران الكريمكتبقنواتقصص رائعة منتديات الياس عيساوي بث قناة الجزيرةاوقات الصلاةاستماع للقراءن الكريم
دليل سلطان للمواقع الإسلامية

 

 الأسباب المانعة من الشفاعة /اللفظ المشترك في القرآن /وخيرهما الذي يبدأ بالسلام /أحاديث منسوخة في الصيام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
eliasissaoui
Admin
eliasissaoui


ذكر عدد المساهمات : 16999
تاريخ التسجيل : 04/07/2013
الموقع : https://www.youtube.com/watch?v=QriWAmC6_40

الأسباب المانعة من الشفاعة    /اللفظ المشترك في القرآن /وخيرهما الذي يبدأ بالسلام  /أحاديث منسوخة في الصيام Empty
مُساهمةموضوع: الأسباب المانعة من الشفاعة /اللفظ المشترك في القرآن /وخيرهما الذي يبدأ بالسلام /أحاديث منسوخة في الصيام   الأسباب المانعة من الشفاعة    /اللفظ المشترك في القرآن /وخيرهما الذي يبدأ بالسلام  /أحاديث منسوخة في الصيام I_icon_minitimeالأحد سبتمبر 15, 2013 12:01 pm



أملٌ أشبه بالأماني، يظنّ فيه البعض أن باب الشفاعة الذي فتحه الله سبحانه وتعالى للمؤمنين رحمةً بهم، أنه بابٌ يدخله الجميع دون قيدٍ أو شرط، ويتصوّر فيه فئامٌ من الناس عدم وجود إطارٍ يُحدّد الصفاتٍ والشروطٍ التي يستحق بها صاحبها نيل الشفاعة، وربما جرّ هذا القصور في التصوّر بعض العصاة إلى الإسراف في المعاصي، والتساهل في المحرّمات.

وهذا ليس بصحيح، فإن ثمة أموراً تمنع صاحبها استحقاق الشفاعة يوم القيامة، وتحرمه من نيل فضلها، فلابد إذن من تسليط الضوء على تلك الموانع حتى يبقى المرء في كمال الطهارة والسلامة منها، ويمكن حصر هذه الأسباب فيما يلي:

أولاً: التلبّس بالشرك: فالشرك مانعٌ من حصول الشفاعة لصاحبها؛ ذلك أن مقتضى الشفاعة حصول الصفح والتجاوز عن المشفوع له، والله سبحانه وتعالى قد أخبر عن نفسه أنه لن يتجاوز أبداً عمّن تلبّس بالشرك وخالط الكفر فقال: [color:d7da=0000ff]{إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثماً عظيماً} (النساء: 48)، والشرك محبطٌ للعمل مبطلٌ له، فمهما عمل صاحبه من أعمال فلن تُقبل منه، وستكون هباءً منثوراً: [color:d7da=0000ff]{ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين} (الزمر: 65).

وإنما ينتفع بالشفاعات الثابتة من كان على حالٍ من التقصير والزلل والمعصية، لا سيما أهل الكبائر والموبقات، فعسى الله أن يعفو عنهم ويتجاوز عنهم بشفاعة الشافعين، أما أهل الشرك وأصحاب المعتقدات الكفريّة فلن تنفعهم شفاعة أحدٍ مهما علت منزلته عند ربّه، قال الله تعالى واصفاً أهل النار: [color:d7da=0000ff]{فما تنفعهم شفاعة الشافعين} (المدثر: 48)، وقال سبحانه:[color:d7da=0000ff]{ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع} (غافر: 18). 

ثانياً: ظلم الإمام للعباد، والغلو في الدين: ويدلّ على هاتين المسألتين حديث [color:d7da=800000]أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: [color:d7da=008000](صنفان من أمتي لن تنالهما شفاعتي: إمام ظلوم، وكل غالٍ مارق) رواه [color:d7da=800000]الطبراني في المعجم الكبير، وقال [color:d7da=800000]الهيثمي: رجاله ثقات.

ويمكن تلمّس تأثير هاتين الصفتين في الحرمان من الشفاعة بأن نقول: إن الأصل في الإمام أن يرعى حقوق رعيّته؛ لأنه المستخلف في إقامة شرع الله ومنهجه بكافّة صوره وتشريعاته، وأصل الشريعة وعمودها: إرساء قواعد العدل، ولذلك كان الإمام العامل بمقتضى العدل في رعيّته أحد السبعة الذين يُظلّهم الله في ظلّه يوم لا ظلّ إلا ظلّه، فعن [color:d7da=800000]أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:[color:d7da=008000](سبعة يظلهم الله يوم القيامة في ظلّه، يوم لا ظلّ إلا ظله: إمام عادل) رواه [color:d7da=800000]البخاري.

ويُقال أيضاً: إن الظلم صفةٌ ذميمة لا يُجْتنى منها سوى الفساد والفتن ، والبلايا والمحن، والشرور والسيئات، وهي ظلماتٌ يوم القيامة، وما كان هلاك الأمم والقرى إلا لأجله، فإذا كان هذا حال ظلم الأخ لأخيه، فكيف إذا كان الظلم واقعاً على أمّةٍ بأسرها، وشعبٍ بأكمله؟ وكيف يستحقّ التجاوز والشفاعة من كان هذا حاله مع رعيّته؟

وتدلّ السنة النبويّة على أن الظلم منافٍ للأخوّة الإسلاميّة، كما جاء [color:d7da=800000]عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [color:d7da=008000](كونوا عباد الله إخواناً، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره) رواه [color:d7da=800000]مسلم، والجائر من الولاة والأئمة لم يعمل بمقتضى هذه الأخوّة، فلم يستحق الشفاعة لذلك.

ولا شك أن الغلو في الدين مذموم والتشديد فيه غير محمود، لأنّه خروجٌ عن منهج الاعتدال الذي اتصفت به الشريعة الربّانية، وقد نهى الله سبحانه وتعالى وحذّر أهل الكتاب من الغلو في أي ناحية من نواحي الدين العقائدية والتشريعية فقال: [color:d7da=0000ff]{يا أهل الكتاب لا تغلو في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق} (النساء:171)، ونهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:[color:d7da=008000](يا أيها الناس إياكم والغلوّ في الدين؛ فإنما هلك من قبلكم بالغلوّ في الدين) رواه [color:d7da=800000]ابن ماجه. 

ثالثاً: التكذيب بالشفاعة: عن [color:d7da=800000]أنس بن مالك رضي الله عنه قال: [color:d7da=008000](من كذّب بالشفاعة فليس له فيها نصيب) رواه [color:d7da=800000]الآجري في "الشريعة"، وصحّح إسناده الحافظ [color:d7da=800000]ابن حجر في الفتح، ومثل هذا لا يُقال بالرأي، فالذين يُبطلون الشفاعة عن رسول الله –صلى الله عليه وسلّم- ويُنكرون المقام المحمود الذي يبعثه الله يوم القيامة وينفونها عنه، لن تنالهم شفاعته عليه الصلاة والسلام.

رابعاً: الإحداث في الدين، وقد دلّت النصوص على أنها تمنع من ورود الحوض يوم القيامة، فلا تنفع معه شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لهم، فعن [color:d7da=800000]ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [color:d7da=008000](ألا وإنه سيجاء برجال من أمتي، فيُؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: يا رب! أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول كما قال العبد الصالح: [color:d7da=0000ff]{وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم، فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم، وأنت على كل شيء شهيد، إن تعذبهم فإنهم عبادك، وإن تغفر لهم، فإنك أنت العزيز الحكيم}(المائدة: 118) متفق عليه.

ومن المناسب ذكر بعض الأمور المانعة للشفاعة، لكن ليس فيها مستندٌ معتمد من حديثٍ صحيح، وهي ما جاء حول غش العرب، وفيه حديث [color:d7da=800000]عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: [color:d7da=008000](من غشّ العرب، لم يدخل في شفاعتي، ولم تنلْه مودتي) فقد رواه [color:d7da=800000]الترمذي وقال: "حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث حصين بن عمر الأحمسي، عن مخارق، وليس حصين عند أهل الحديث بذاك القوي"، وقد أنكر الحفّاظ أحاديث هذا الراوي، كما ذكر من أعلّ الحديث.

ويُقال في الحديث السابق: إن الغشّ مذمومٌ شرعاً، وصاحبه مرتكبٌ لكبيرةٍ من كبائر الذنوب، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: [color:d7da=008000](من غشنا فليس منا) رواه [color:d7da=800000]مسلم، وهذا التحريم إنما ثبت في النصوص على وجه العموم، أما إثبات الخصوصيّة في غشّ العرب من ناحية الحكم، وجعلها مناطاً للحرمان من الشفاعة النبويّة يوم القيامة، وسبباً للمنع منها، فهذا ما لا ينبغي إثباته إلا بالنص الصحيح.

أحاديث منسوخة في الصيام
Posted: 15 Sep 2013 06:41 AM PDT


قبل أن نذكر بعضًا من الأحاديث المنسوخة في الصيام والأحاديث الناسخة لها، يجدر بنا أن نشير إلى طرق معرفة الناسخ من المنسوخ، حيث تنحصر في ثلاثة أمور:

1- التصريح من رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك: كحديث [color:d7da=800000]بُريدة رضي الله عنه في صحيح [color:d7da=800000]مسلم وفيه: ([color:d7da=008000]كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكّر الآخرة).

2- النصّ على ذلك من أحد الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين: كقول [color:d7da=800000]جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: "كان آخر الأمرين من رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك الوضوء مما مست النار" أخرجه أصحاب السنن، وقال [color:d7da=800000]الزهري: "كانوا يرون أن آخر الأمرين من رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الناسخ للأول".

3- معرفة التاريخ: كحديث [color:d7da=800000]شداد بن أوس رضي الله عنه في سنن [color:d7da=800000]أبي داود: ([color:d7da=008000]أفطر الحاجم والمحجوم)، فقد جاء في بعض الطرق أن الحديث كان في زمن الفتح، فنسخ بحديث [color:d7da=800000]ابن عباس رضي الله عنهما: "أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم صائم في حجة الوداع" رواه [color:d7da=800000]أبو داود و[color:d7da=800000]الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

[color:d7da=ff0000]نسخ جواز أكل الصائم وشربه بعد طلوع الفجر

[color:d7da=0000ff]المنسوخ: عن [color:d7da=800000]زرّ بن حُبيش قال: قلت ل[color:d7da=800000]حذيفة رضي الله عنه: أسحرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: "نعم، ولو أشاء أن أقول إنه النهار إلا أن الشمس لم تطلُع"، فقلت لأبي: كيف كان سحوركم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: "نعم هو الصبح إلا أن الشمس لم تطلُع" رواه [color:d7da=800000]أحمد و[color:d7da=800000]ابن ماجه.

[color:d7da=0000ff]الناسخ: عن [color:d7da=800000]سهل بن سعد رضي الله عنه قال: "أُنزلت {[color:d7da=0000ff]وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ} فكانوا يأكلون ويشربون إلى الإسفار، ثم نزل قوله تعالى: {[color:d7da=0000ff]مِنَ الْفَجْرِ} فنُسخ ذلك، فصار الواجب صوم اليوم من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس" متفق عليه.

وعن [color:d7da=800000]زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: "تسحرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم قام إلى الصلاة، فقيل له: كم كان بين الأذان والسحور؟ قدر خمسين آية" رواه [color:d7da=800000]البخاري.

[color:d7da=ff0000]نسخ بطلان صوم الجُنُب

[color:d7da=0000ff]المنسوخ: عن [color:d7da=800000]أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ([color:d7da=008000]من أصبح جُنُبًا فلا صوم له) متفق عليه.

وعن [color:d7da=800000]عبد الله بن عمر القاري أنه سمع [color:d7da=800000]أبا هريرة رضي الله عنه يقول: "لا وربِّ هذا البيت، ما أنا قلت: ([color:d7da=008000]من أدركه الصبح وهو جُنُب فلا يصومنّ)، محمدٌ صلى الله عليه وسلم قاله" رواه [color:d7da=800000]أحمد و[color:d7da=800000]النسائي بإسناد صحيح.

[color:d7da=0000ff]الناسخ: عن [color:d7da=800000]عائشة رضي الله عنها "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُدركه الفجر وهو جُنبٌ من أهله ثم يغتسل ويصوم" متفق عليه، وفي رواية ل[color:d7da=800000]مسلم عن [color:d7da=800000]عائشة و[color:d7da=800000]أم سلمة رضي الله عنهما قالتا: "إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصبح جُنُبا من جماعٍ غير احتلامٍ في رمضان ثم يصوم ذلك اليوم".

[color:d7da=ff0000]نسخ وجوب صيام عاشوراء

[color:d7da=0000ff]المنسوخ: عن [color:d7da=800000]عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: "قَدِم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ([color:d7da=008000]ما هذا؟)، قالوا: يومٌ صالحٌ، هذا يوم نجّى الله عز وجل بني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى شكرًا لله، فقال: ([color:d7da=008000]أنا أحق بموسى منكم)، فصامه وأمر بصيامه" رواه [color:d7da=800000]البخاري.

وعن [color:d7da=800000]عروة عن [color:d7da=800000]عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم عاشوراء ويأمر بصيامه" رواه [color:d7da=800000]ابن ماجه بإسناد صحيح.

[color:d7da=0000ff]الناسخ: عن [color:d7da=800000]عائشة رضي الله عنها قالت: "كان عاشوراء يومًا تصومُه قريشٌ في الجاهلية، فلما قَدِم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينةَ صامه وأمر الناس بصيامه، فلما فُرِض رمضان، كان رمضان هو الفريضة وتُرِك عاشوراء، من شاء صامه ومن شاء تركه" رواه [color:d7da=800000]البخاري.

[color:d7da=ff0000]نسخ بطلان صوم المُحتجم

[color:d7da=0000ff]المنسوخ: عن [color:d7da=800000]رافع بن خديج رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ([color:d7da=008000]أفطر الحاجم والمحجوم) رواه [color:d7da=800000]الترمذي وقال: أصحُّ شيء في هذا الباب.

وعن [color:d7da=800000]شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ([color:d7da=008000]أفطر الحاجم والمحجوم) رواه [color:d7da=800000]أبو داود في سننه، وجاء في بعض طرق الحديث أن ذلك كان في زمن فتح مكة.

[color:d7da=0000ff]الناسخ: عن [color:d7da=800000]ابن عباس رضي الله عنهما: "أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرمٌ صائمٌ في حجة الوداع" رواه [color:d7da=800000]أبو داودو[color:d7da=800000]الترمذي وقال: حديث حسن صحيح؛ ولذا فإن هذا الحديث ناسخٌ للحديث الذي قبله لأنه متأخرٌ عنه.



اللفظ المشترك في القرآن
Posted: 14 Sep 2013 11:37 PM PDT


مباحث اللغة العربية على صلة وثيقة بالمباحث القرآنية، ولا غرو في ذلك، فالقرآن الكريم نزل بلسان عربي مبين، والعلاقة بينه وبين اللغة العربية علاقة وشيجة، لا تنفصم بحال. ومن المباحث اللغوية ذات الصلة بتفسير كتاب الله الكريم مبحث الألفاظ المشتركة، فما المراد بالألفاظ المشتركة، وما الموقف منها بخصوص تفسير كتاب الله العزيز، وما أمثلتها من القرآن الكريم؟ . 

[color:d7da=0000ff]تعريف اللفظ المشترك

يُعرَّف اللفظ المشترك بأنه: اللفظ الواحد الموضوع لمعنيين فأكثر وضعاً أوليًّا، والمثال الأبرز على الألفاظ المشتركة لفظ (العين)، فهذا اللفظ يُطلق ويراد به العين الباصرة. ويُطلق ويراد به العين الجارية، قال تعالى: {[color:d7da=0000ff]فيها عين جارية
} (الغاشية:12). ويُطلق ويراد به الجاسوس، يقال: بعث الملك في المدينة عيونه، أي: جواسيسه. ويُطلق ويراد به الذهب والفضة. 

[color:d7da=0000ff]الدليل على اعتبار اللفظ المشترك

المثال القرآني الأشهر الذي يدل على استعمال اللفظ المشترك، قوله تعالى: {[color:d7da=0000ff]إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه} (الأحزاب:56)، فـ (الصلاة) من الله تعالى: الرحمة والمغفرة، ومن الملائكة الاستغفار، وهما معنيان متغايران، واستعمل لفظة (الصلاة) فيهما دفعة واحدة؛ حيث وقع الإخبار به، فدل ذلك على صحة استعمال المشترك في كل معانيه في وقت واحد، والوقوع دليل الجواز.

[color:d7da=0000ff]أقسام اللفظ المشترك

اللفظ المشترك على أقسام، نذكر منها ثلاثة: 

الأول: اللفظ المشترك بين مسميات متضادة، لا يمكن الجمع بينها، ولا الحمل عليها، كلفظ (القرء)، فهو لفظ مشترك بين (الطهر)، و(الحيض)، وهما متضادان، لا سبيل لاجتماعهما معاً. ومثل هذا لفظ (الشفق) فهو لفظ مشترك بين البياض والحمرة، وهما متضادان. 

الثاني: اللفظ المشترك بين مسميات مختلفة، لا تضاد بينها، ولا صلة لأحدها بالآخر، كلفظ (العين)، وقد أشرنا إلى إطلاقاته المتعددة.

الثالث: الاشتراك في التركيب، كقوله تعالى: {[color:d7da=0000ff]أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح} (البقرة:237)، فإن {[color:d7da=0000ff]الذي بيده عقدة النكاح} مشترك بين الزوج، والولي. ونحو هذا قوله عز وجل: {[color:d7da=0000ff]ويل للمطففين} (المطففين:1)، فمركب (ويل له) يُستعمل خبراً -بمعنى الإخبار- ويستعمل دعاء -بمعنى الدعاء عليهم-، وقد حمله المفسرون هنا على كلا المعنيين.

[color:d7da=0000ff]الموقف من اللفظ المشترك

الموقف من اللفظ المشترك عند أهل اللغة وأهل التفسير يأخذ منحيين:

الأول: يرى أن اللفظ المشترك موجود في اللغة، وأنه يصح إطلاقه على معنييه، أو معانيه جميعاً، إطلاقاً لغوياً، وأن كل ما يتناوله اللفظ من المعاني المتفقة، يجوز أن يكون مراداً منه، لا فرق في ذلك بين المفردات، والجمل؛ فيجوز لك أن تقول: عدا اللصوص البارحة على عين زيد، وتعني بذلك أنهم عوروا عينه الباصرة، وغوروا عينه الجارية، وسرقوا عينه التي هي ذهبه، أو فضته، وجاءت عيون الملك لتقبض على اللصوص. والذاهبون إلى القول بإعمال اللفظ المشترك هم جمهور أهل العلم من اللغويين والمفسرين، في مقدمتهم [color:d7da=800000]الشافعيو[color:d7da=800000]الطبري؛ يقول [color:d7da=800000]الشافعي في هذا الصدد: "الاسم المشترك إذا ورد مطلقاً، كـ (العين)، و(القرء) عُمِّم في جميع مسمياته، إذا لم يمنع منه قرينة، وكذا اللفظ الذي يُستعمل مجازاً في محل، وحقيقة في محل، يُعمَّم كلفظ (اللمس)، يُحمل في نقض الطهارة على اللمس باليد، والجماع".

ومن المفسرين الذي أشادوا بهذا المنحى، وانتصروا له [color:d7da=800000]ابن عاشور، حيث قال: "والذي يجب اعتماده: أن يُحمل المشترك في القرآن على ما يحتمله من المعاني، سواء في ذلك اللفظ المفرد المشترك، والتركيب المشترك بين مختلف الاستعمالات، سواء أكانت المعاني حقيقية، أم مجازية، محضة، أم مختلفة".

وقد أخذ [color:d7da=800000]ابن عاشور على المفسرين الذين لم يحملوا اللفظ المشترك على معانيه مع عدم وجود القرينة الصارفة له إلى معنى بعينه، وقرر أن من منهجه في "تفسيره" حمل اللفظ المشترك على معانيه كافة، ما لم يكن عن بعض تلك المحامل صارف لفظي، أو معنوي، قال: "وقد كان المفسرون غافلين عن تأصيل هذا الأصل، فلذلك كان الذي يرجح معنى من المعاني التي يحتملها لفظ آية من القرآن، يجعل غير ذلك المعنى ملغى. ونحن لا نتابعهم على ذلك، بل نرى المعاني المتعددة التي يحتملها اللفظ بدون خروج عن مهيع الكلام العربي البليغ، معاني في تفسير الآية. فنحن في تفسيرنا هذا إذا ذكرنا معنيين فصاعداً فذلك على هذا القانون". 

الثاني: يرى أن اللفظ المشترك لا وجود له في اللغة، أو على الأقل نادر الوجود، وقد عبر عن هذا الموقف [color:d7da=800000]الغزالي بقوله: "يصح أن يراد بالمشترك عدة معان، لكن بإرادة المتكلم، وليس بدلالة اللغة"، وقال معقباً على قول [color:d7da=800000]الشافعي المتقدم: "والمختار خلاف ما قاله[color:d7da=800000]الشافعي رضي الله عنه؛ لأن لفظ (العين) ما وضعته العرب لعموم جملة مسمياته؛ فإنه لا يُطلق لفظ (العين) لإرادة جملتها، كما يُطلق لفظ (الرجال) لإرادة الجمع، بل وُضِعت لآحادها على البدل، فهو عند الإطلاق عندنا مجمل. ولا يُجمع أيضاً بين الحقيقة والمجاز، ولكنه يُحْمَل على الحقيقة على انفرادها، أو على المجاز على حياله؛ لعلمنا بأن العرب لا تطلق لفظ (الأسد) وتعني به الجمع بين الأسد والشجاع".

ومن المفسرين الذين نحو هذا المنحى الإمام [color:d7da=800000]الرازي حيث قال: "حَمْل اللفظ المشترك على جميع معانيه لا يجوز، وأيضاً حَمْل اللفظ على حقيقته ومجازه معاً لا يجوز"، وعند تفسيره لقوله تعالى: {[color:d7da=0000ff]ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون} (النحل:49)، ذكر أن (السجود) يطلق على نوعين: سجود عبادة، وسجود انقياد لله تعالى وخضوع، ثم ذكر ثلاثة أقوال في المراد بـ (السجود) في الآية، ثالثها: أن (السجود) لفظ مشترك بين المعنيين، وحمل اللفظ المشترك لإفادة مجموع معنييه جائز، فحمل لفظ السجود في هذه الآية على الأمرين معاً، أما في حق الدابة فبمعنى التواضع، وأما في حق الملائكة فبمعنى سجود المسلمين لله تعالى، وقد عقَّب على هذا القول بقوله: "وهذا القول ضعيف؛ لأنه ثبت أن استعمال اللفظ المشترك لإفادة جميع مفهوماته معاً غير جائز".

ومن المفسرين الذين رفضوا هذا المنحى قبل [color:d7da=800000]الرازي الزمخشري، فقد ذكر [color:d7da=800000]السمين الحلبي أن "الظاهر من حال [color:d7da=800000]الزمخشري أنه لا يجيز الجمع بين الحقيقة والمجاز، ولا استعمال المشترك في معنييه". 

[color:d7da=0000ff]قواعد العمل باللفظ المشترك

قال العلماء: (الاشتراك) خلاف الأصل؛ لأن الأصل في لسان العرب أن يكون لكل لفظ معنى واحد فقط، أما أن يكون للفظ الواحد أكثر من معنى، فهو خلاف الأصل، والذي دلَّ على هذا الأصل استقراء اللغة؛ حيث أثبت الاستقراء أن أكثر ألفاظ اللغة العربية ألفاظ منفردة ليس لها إلا معنى واحد، والكثرة تفيد الظن والرجحان، فيكون اللفظ المنفرد بمعنى واحد أكثر وجوداً من اللفظ الدال على معنيين فأكثر -وهو المشترك- فيكون مرجوحاً؛ نظراً لقلته. 

ثم قالوا: إذا دار اللفظ بين كونه مفرداً، وكونه مشتركاً حُمِلَ على الانفراد؛ لأنه الأصل، دون الاشتراك. وقالوا أيضاً: (المشترك) الذي وُضِع لعدة معان في اللغة، يُعرف المراد منها بالقرائن. 

ولا خلاف بين أهل العلم القائلين بوقوع الاشتراك في: أن إطلاق المشترك على أحد معنييه في موضع، لا يُفهم منه منع إطلاقه على معناه الآخر في موضع آخر؛ فإطلاقه تعالى لفظ (العين) على الباصرة في قوله: {[color:d7da=0000ff]وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين} (المائدة:45)، لا يمنع إطلاق (العين) في موضع آخر على الجارية، كقوله: {[color:d7da=0000ff]فيها عين جارية}. قال [color:d7da=800000]ابن عاشور: "والحق الذي لا شك فيه، أن المشترك يُطلق على كل واحد من معنييه، أو معانيه في الحال المناسبة لذلك، ولو كان إطلاق المشترك على أحد معنييه يفيد منع إطلاقه على معناه الآخر في موضع آخر، لم يكن في اللغة اشتراك أصلاً".

[color:d7da=0000ff]الأمثلة القرآنية على المشترك

نذكر فيما يلي أمثلة للألفاظ المشتركة: 

- مثال اللفظ المشترك المختلف المعاني: لفظ (الأمة) من الألفاظ المشتركة، وإنما دل في القرآن في كل موطن على معنى واحد، دلَّ عليه سياق الكلام، فمثلاً في قوله تعالى: {[color:d7da=0000ff]ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة} (هود:Cool، لفظ (الأمة) هنا جاء بمعنى: الأمد والحين. وقوله تعالى: {[color:d7da=0000ff]إن إبراهيم كان أمة} (النحل:120)، لفظ (الأمة) هنا جاء بمعنى: الإمام الذي يُقتدى به. وقوله سبحانه: {[color:d7da=0000ff]بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة} (الزخرف:22)، لفظ (الأمة) هنا جاء بمعنى: الدين والملة. وقوله عز وجل: {[color:d7da=0000ff]ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون} (القصص:23)، لفظ (الأمة) هنا جاءبمعنى: الجماعة من الناس. وقوله تبارك وتعالى: {[color:d7da=0000ff]ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون} (الأعراف:159)، لفظ (الأمة) هنا جاء بمعنى: الفرقة والطائفة. وهكذا نجد أن لفظ (الأمة) وهو لفظ مشترك، جاء في كل آية من هذه الآيات بمعنى مختلف، حدده السياق الذي ورد فيه.

ولفظ (الفتح) في القرآن جاء بمعان متعددة، حددها السياق، فجاء بمعنى الفتح المادي، وهو الأصل في معنى (الفتح)، والمثال عليه قوله سبحانه: {[color:d7da=0000ff]ولما فتحوا متاعهم} (يوسف:65)، فـ {[color:d7da=0000ff]فتحوا متاعهم} الفتح المادي الذي يزيل الأربطة عن المتاع. وجاء بمعنى الفتح المعنوي، كما في قول الله تعالى: {[color:d7da=0000ff]قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم} البقرة:76)، أي: بما أعطاكم الله ومنحكم من الخير ومن العلم. وجاء (الفتح) بمعنى النصر والغلبة، كما في قوله سبحانه: {[color:d7da=0000ff]ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين} (السجدة:28).

- مثال اللفظ المشترك المتضاد، قوله عز وجل: {[color:d7da=0000ff]والليل إذا عسعس} (التكوير:17)، فلفظ {[color:d7da=0000ff]عسعس} من الألفاظ المشتركة المتضادة، يأتي بمعنى: أقبل، ويأتي بمعنى: أدبر، والسياق هو الذي يحدد المعنى، وقد اختار [color:d7da=800000]الطبري أن الصواب من القول هنا أن يكون {[color:d7da=0000ff]عسعس} بمعنى: أدبر؛ وذلك لقوله سبحانه: {[color:d7da=0000ff]والصبح إذا تنفس} (التكوير:18)، فدل ذلك على أن القَسَمَ بالليل حال إدباره، وبالنهار حال إقباله.

- مثال حمل اللفظ المشترك على معنييه، قوله عز وجل: {[color:d7da=0000ff]والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا} (العنكبوت:69)، لفظ (الجهاد) في الآية لفظ مشترك، يُطلق على مجاهدة النفس في إقامة شرائع الإسلام، ويطلق على مقاتلة الأعداء في الذبِّ عن ديار الإسلام، وقد فُسِّرت الآية بكلا المعنيين.

ومن هذا القبيل قوله تعالى: {[color:d7da=0000ff]كأنهم حمر مستنفرة [color:d7da=000000]* فرت من قسورة} (المدثر:50-51)، فلفظ (القسورة) مشترك بين (الرامي) وبين (الأسد)، وحمر الوحش إذا رأت الرامي فرت، والحمر الأهلية إذا رأت الأسد فرت، واللفظ صالح للمعنيين؛ فيُحمل على المعنيين جميعاً.

- مثال حمل اللفظ المشترك في حقيقته ومجازه قوله تعالى: {[color:d7da=0000ff]ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس} (الحج:18)، فـ (السجود) له معنى حقيقي، وهو وضع الجبهة على الأرض، ومعنى مجازي، وهو التعظيم، وقد استعمل فعل {[color:d7da=0000ff]يسجد} هنا في معنييه المذكورين لا محالة، الحقيقي والمجازي.

ومن قبيل استعمال المعنى الحقيقي والمجازي أيضاً، قوله عز وجل: {[color:d7da=0000ff]ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء} (الممتحنة:2)، فبسط الأيدي حقيقة في مدها للضرب والسلب، وبسط الألسنة مجاز في عدم إمساكها عن القول البذيء، وقد استعمل هنا في كلا معنييه.

وخيرهما الذي يبدأ بالسلام
Posted: 14 Sep 2013 11:37 PM PDT


ما مِن سبيل يزيد من ترابط المسلمين ووحدتهم إلا جاء به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وحث عليه، ولذلك أمر بالبر والصلة، وإفشاء السلام وإطعام الطعام، والحب في الله والزيارة فيه، وإجابة الدعوة وتشميت العاطس، وعيادة المريض واتباع الجنائز، وأرشد إلى كثير من الآداب والأخلاق التي من شأنها أن تقوي الروابط وتديم الألفة، وتزيد في المودة والمحبة بين الناس .. وما من طريق يؤدي إلى التفرق والاختلاف، والشحناء والبغضاء، إلا نهى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عنه وحذر منه، فنهى عن الغيبة والنميمة، والقذف والبهتان، وسؤ الظن والحسد، والشتم والسباب، وغير ذلك من الأقوال والأفعال التي من شأنها أن تسبب الضغائن والخصومات بين أفراد المجتمع .

والإنسان ـ أحيانا ـ يعتريه غضب أو غفلة، فيسيء إلى أخيه بقول أو فعل، فيؤدي ذلك إلى الخصومة والقطيعة بين المسلم وأخيه، وقد حذر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من ذلك تحذيرا شديدا، فعن الزبير بن العوام - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ( [color:d7da=008000]دب إليكم داء الأمم قبلكم: الحسد والبغضاء، وهي الحالقة، أما إني لا أقول: تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين، والذي نفسي بيده، لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنون حتى تحابوا، ألا أدلكم على ما تتحابون به؟ افشوا السلام بينكم
 ) رواه [color:d7da=800000]الترمذي
 .
وعن [color:d7da=800000]أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( [color:d7da=008000]تفتَح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس، فيُغفر لكل عبد مسلم لا يشرك بالله شيئاً، إلا رجلاً كانت بينَه وبين أخيه شحناء، فيقال: أنظِروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا ) رواه [color:d7da=800000]مسلم . 
قال [color:d7da=800000]الباجي: " يعني - والله أعلم - أخروا الغفران لهما حتى يصطلحا ".
وعن [color:d7da=800000]أبي أيوب الأنصاري ـ رضي الله عنه ـ قال:قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( [color:d7da=008000]لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ) رواه [color:d7da=800000]البخاري .

وبيَّن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن الصلح بين المتخاصمين من أفضل الصدقات، وأفضل من الاشتغال بنوافل العبادات، لما في الإصلاح بين الناس من النفع المُتَعَّدي الذي يكون سببا في وصل أرحام قُطِعَت، وزيارة إخوان هُجِروا، وذلك يؤدي إلى وحدة وسلامة المجتمع وقوته، بتآلف أفراده وحبهم وتماسكهم . 
عن [color:d7da=800000]أبي الدرداء ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( [color:d7da=008000]ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟!، قالوا: بلى. قال: صلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة )، وفي رواية : ( [color:d7da=008000]لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين ) رواه [color:d7da=800000]الترمذي . 
قال [color:d7da=800000]الطِّيبي في عون المعبود: " في الحديث حث وترغيب في إصلاح ذات البين واجتناب الإفساد فيها، لأن الإصلاح سببٌ للاعتصام بحبل الله وعدمِ التفرق بين المسلمين، وفسادُ ذات البين ثُلمة في الدين، فمن تعاطى إصلاحها ورفع فسادها، نال درجةً فوق ما يناله الصائمُ القائم المشتغل بخاصة نفسه " .
وقال [color:d7da=800000]الأوزاعي: " ما خطوةٌ أحبُ إلى الله ـ عز وجل ـ من خطوة في إصلاح ذات البين، ومن أصلح بين اثنين كتب الله له براءةً من النار " .

ومع كونه ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ أكثر الناس عملاً ومسؤوليات، فإن ذلك كله لم يشغله عن أن يسارع في رأب الصدع وعلاج الخلافات بين أفراد مجتمعه، إذ أن إصلاح ذات البين فيه تأليفٌ للقلوب، وتقويةٌ للروابط، ودفْع للشحناء، وبِه يزول الخلاف، وتذهب الفُرْقة .. 
عن [color:d7da=800000]سهل بن سعد - رضي الله عنه -: أن أهل قباء اقتتلوا حتى تراموا بالحجارة، فأُخْبِرَ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: ( [color:d7da=008000]اذهبوا بنا نصلح بينهم ) رواه [color:d7da=800000]البخاري .
قال [color:d7da=800000]ابن حجر: " في هذا الحديث فضل الإصلاح بين الناس، وجمعِ كلمة القبيلة، وحسمِ مادة القطيعة، وتوجهِ الإمام بنفسه إلى بعض رعيته لذلك " .
وقال [color:d7da=800000]ابن بطال: " فيه: ما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - من التواضع والخضوع، والحرص على قطع الخلاف، وحسم دواعِي الفُرقة عن أمته كما وصفه الله تعالى " .

إن إصلاح ذات البين خِصْلة جليلة أمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بها، وحث عليها بقوله وفعله، لما فيها من نشر المحبة والألفة بين الناس، كما أن فساد ذات البين يضر المجتمع بما يسود فيه من الخلافات والخصومات، ومن سعى إليه أخوه بالإصلاح فليقبل منه، وليكن خير الخصمين، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام، كما أخبرنا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ..

محور المقالات - إسلام ويب
 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://info-noor-islam.ahlamontada.com
 
الأسباب المانعة من الشفاعة /اللفظ المشترك في القرآن /وخيرهما الذي يبدأ بالسلام /أحاديث منسوخة في الصيام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تفسير الآيات 128 - 129، اختار الله الأنبياء من صفوة البشر، وعلى الإنسان أن يؤدي الذي عليه ويترك لله الذي له.
» ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان…*)
» تفسير الآيات 128 - 129، اختار الله الأنبياء من صفوة البشر، وعلى الإنسان أن يؤدي الذي عليه ويترك لله الذي له. لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي
»  ) : تفسير الآيات 128 - 129، اختار الله الأنبياء من صفوة البشر، وعلى الإنسان أن يؤدي الذي عليه ويترك لله الذي له. لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي
»  ) : تفسير الآيات 128 - 129، اختار الله الأنبياء من صفوة البشر، وعلى الإنسان أن يؤدي الذي عليه ويترك لله الذي له. لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات احفاد الرسول :: المنتدى: القسم الإسلامي العام :: القسم الإسلامي العام-
انتقل الى:  
تعليقات فيسبوك

تابعنا على فيسبوك
الأسباب المانعة من الشفاعة    /اللفظ المشترك في القرآن /وخيرهما الذي يبدأ بالسلام  /أحاديث منسوخة في الصيام Flags_1
online
تويتر طائر


هذه الرسالة تفيد أنك غير مسجل .

و يسعدنا كثيرا انضمامك لنا ...

للتسجيل اضغط هـنـا