51- سُنَّة عدم تمني الموت

shapesklhdls.jpg
51- سُنَّة عدم تمني الموت Shapesklhdls

مع كثرة الأزمات التي نُقابلها في الحياة يتمنَّى بعضُ الناس الموتَ باعتبار أنه خلاصٌ من المشكلة؛ ولكن الحقيقة أن هذا التمنِّي هو هروب من الواقع لا يحسم حلاًّ، ولا يُنقذ أحدًا؛ ومن ثَمَّ نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذا الشعور السلبي، وقال -فيما رواه البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه-: "لاَ يَتَمَنَّى أَحَدُكُمُ المَوْتَ إِمَّا مُحْسِنًا فَلَعَلَّهُ يَزْدَادُ، وَإِمَّا مُسِيئًا فَلَعَلَّهُ يَسْتَعْتِبُ".
فوجودنا في الحياة يمكن أن نجعله مفيدًا دومًا، فلو كنَّا من المحسنين ازددنا إحسانًا، ولو كنَّا من المسيئين كانت عندنا الفرصة للتوبة؛ ومع ذلك فقد فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم المجال لبعض الناس الذين يتعرَّضون لظروف قاسية أن يدعوا الله بالخلاص من الدنيا؛ وذلك على أن يكون الدعاء بالصيغة النبوية المشروعة في هذه الظروف؛ فقد روىالبخاري ومسلم عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لاَ يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ المَوْتَ مِنْ ضُرٍّ أَصَابَهُ، فَإِنْ كَانَ لاَ بُدَّ فَاعِلاً، فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الوَفَاةُ خَيْرًا لِي".
ولا ننسَ أن هذا الدعاء ليس هو الأصل؛ بل الأصل ألاَّ نتمنَّى الموت أبدًا، كما لا ننسَ شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54].
مواد ذات صلة:
ذكر الموت دأب الصالحين - د. راغب السرجاني
الموت .. يوميات صائم - موقع قصة الإسلام
سعادة الموت - د. راغب السرجاني
رحمة النبي بالمسلمين عند الموت - د. راغب السرجاني
حب الدنيا وكراهية الموت - د. إبراهيم الحقيل
الموت أولا أم الحياة - د. زغلول النجار

» ذكر الموت
» ذكر الموت
» ذكر الموت وقصر الامل
» حكم الإجبار على التنازل عن المزارعة في مرض الموت
» هل فضل الموت في المدينة لكل الناس أم هو مخصوص؟