طالبة عمانية في المرحلة الثانوية تقدم بحثاً عن علاج خلايا الدماغ بالموجات الصوتية Posted:
لا شك أن الشباب هم عماد الأمة وأملها، فهم رواد وقادة مستقبلها، وفي موضوعنا هذا سنرى مثالاً على الإبداع والابتكار الفكري من شبابنا العربي من خلال استعراضنا لبحث الطالبة العمانية ثريا العلوية، التي قدمت بحثاً في مجال العلاج بالموجات الصوتية لخلايات الدماغ.
ثريا بنت مسلم بن عبيد العلوية هي طالبة في الصف الثاني عشر، وهي من ولاية ينقل بمحافظة الظاهرة في عمان، ووجدت شغفها في مجال الأبحاث المتعلقة بطب الأعصاب والقلب، وقامت مؤخراً بنشر بحث لاقى صدى واسع في المحافل العلمية في عمان.
تتمحور فكرة البحث الذي قدمته ثريا على ظاهرة الاهتزازات المستديمة لخلايا الدماغ طيلة فترة حياتها، حيث تهتز بنظام محدد وتتأثر بالخلايا التي حولها، وعند تعرض هذه الخلايا لترددات لا تتناسب مع اهتزازها الطبيعي يتسبب ذلك في خلل في النظام الاهتزازي للخلية، وفي حالة وجود خلايا عصبية تشرف على الموت يتم تعريضها لموجات صوتية محددة لمساعدتها على استعادة نشاطها الاهتزازي.
ويؤكد العلماء أن أي ذبذبة تتعرض لها الخلايات ينتج عنها سلوك معين، وبالتالي عندما يتعرض الإنسان إلى ذبذبات صوتية بشكل متكرر يحدث تغيير في ترددات الذبذبات الخلوية، فبعض هذه الذبذبات تجعل خلايا الدماغ تهتز بشكل حيوي وإيجابي، وهناك ترددات أخرى تجعل الخلايا تتأذى وتتسبب في موتها، ولذلك تستهدف ثريا في بحثها الترددات المؤثرة إيجابياً لدراستها والاستفادة منها طبياً.
وبدأت ثريا بملاحظة هذه الظاهرة من خلال ما شهدته في الواقع عند الركوب في سيارة الأجرة حيث تكون السرعة المبدئية للسيارة ثابتة ومنتظمة، ولكن عند استماع السائق للموسيقى الصاخبة نلاحظ تغير سلوكه وينفعل لا شعورياً ويزيد السرعة بصورة مفاجئة وهو غير مدرك لهذا الانفعال، وهذا يوضح سبب أن أغلب الحوادث المرورية تكون بسبب سائقين كثري الاستماع للموسيقى الصاخبة.
وبادرت ثريا بالاتصال بأطباء الأعصاب في مستشفى جامعة السلطان قابوس والبحث في مواقع البحث العلمي حول معطيات موضوع بحثها بعد أن استثارتها هذه الملاحظات، وتوصلت بعد كتابة البحث إلى أن هناك مادة تفرزها خلايا الدماغ تؤثر على الإحساس والسلوكيات وعلى حركة الجسم والانتباه ومسؤولة أيضاً عن نقل الإشارات العصبية وتساعد على ضبط الحركة والتوازن والانضباط العاطفي وهي مادة الدوبامين التي تؤدي دوراً رئيسياً في الإحساس بالمتعة والسعادة والإدمان.
وألمحت ثريا لدراسات بينت أن آيات القرآن الكريم بترددات وطول موجاتها الصوتية باستطاعتها أن تؤثر على خلايا الدماغ وتحقق إعادة توازن لها من خلال إعادة برمجتها، إذ أن ذبذبات آيات القرآن تمكّن الإنسان من السيطرة على انفعالاته ومشاعره.
وهنا تكمن أهمية البحث حيث يهدف إلى التعرف على سلوك الخلايا وطريقة تجاوبها مع الترددات، وكيف يمكنها التأثير على سلوكيات الأفراد سلباً أو إيجاباً، ليتم الاستفادة منها في المجال الطبي لعلاج من خلال تعريض الإنسان لذبذبات صوتية تؤثير بشكل إيجابي على الخلايات التي تعاني من خلل في الاهتزازات وتتسبب بالأمراض. وبذلك يتم معالجة الإنسان بدون اللجوء إلى العقاقير بشكل أساسي، وذلك بالاعتماد على الاستراتيجية الرقمية للآيات القرآنية لإعادة برمجة اهتزازات الخلايا بإيجابية.
واجهت ثريا خلال بحثها تحديات مثل توفير الدعم وصعوبة الوصول للجهات المختصة لدعم دراستها، وعدم وجود تصريح يخولها الدخول إلى سجلات المرضى لمراقبة تطور حالاتهم واستجابة خلاياهم، وكذلك غياب التصاريخ من إمكانية دخول مختبرات الجامعة أو المستشفيات لإجراء التجارب على العينات المتوفرة. ولكن بالمقابل تلقت الدعم في بداية بحثها من والدها وعائلتها وكادر من طلاب كلية الطب في جامعة السلطان واطباء من سلطة عمان ومعلماتها في مدرستها. وباتت تشارك الآن في العديد من المحافل والمعارض المقامة حول الابتكارات وحظيت بعروض للتقديم في معارض لعدة جامعات عمانية. وبذلك تعد مثالاً لقدرة الشباب العربي على الابتكار وتحدي الصعوبات لتحقيق الأهداف والرقي العلمي. [font] [/font] |