حول القصيدة التالية إلى نص نثري مطبقا ما درسته في مهارة التحويل :
أديب و الذئب
حادثة غريبة--------ماهي بالمكذوبة
أنقلها ممثلة----------مجملة مفصلة
كما جرت أمامي-----في قرية بالشام
وذاك أن ذيبا--------مستضخما مهيبا
طرقها أصيلا----------يبغي بها مثيلا
فخرج الرجال----------إليه والأطفال
في هرج ومرج-----------ولجب ممتزج
عزلا بل سلاح--------برجى سوى الصياح
وانتظموا هلالا--------ليقفلوا المجالا
عيناه شعلتان---------يرشح كالسكران
منتقلا على مهل---كالظل في سفح الجبل
وبينما الجمهور--------حيران مستطير
كل يقول ما العمل----لصده وما الحيل
إذ انبرى شجاع----------ترهبه السباع
كان اسمه أديبا--------وباسمه عجيبا
بدا من الجمهور----------بمظهر الأمير
يمشي ولا يبالي---------كالأسد الرئبال
حتى إذا ما اقترب-----منه عوى واضطرب
والناس في تخوف-----من هول ذاك الموقف
يرون نحو الجبل----------ظلين في تنقل
حينا على تلاق-----------ثم على افتراق
ثم على اشتباك----------ثم على انفكاك
وأبصروا الذئب عوى-----إلى بعيد مدبرا
وعاد من سفح الجبل----أديب عودة البطل
وهو كليل متعب--------------بدمه مخضب
حذاؤه مشقق----------------وثوبه ممزق
فصاح شيخ في اللجب----إن به داء الكلب
فموته قريب------------وينتهي التعذيب
فقيدوه عاجلا------------في غرفة منعزلا
ظل قليلا يبتسم-----------يصغي ولا يكلم
ثم شكا ثم زفر----------ثم بكى ثم نفر
ثم هوى معفرا---------ومات موتا منكرا
راح فداء فضله------------مستبسلا لأجله
((مطران خليل مطران))
* نموذج مقترح من إنجاز التلميذة : إيمان بن سي – الثانية : 3
يحكى أنه في قرية من قرى الشام المحاطة بالجبال الشامخة والغابات الكثيفة ، كان هناك ذئب ضخم البنية ، ضارية أنيابه ، سائل لعابه ، جاحظة عيناه ، دخل
القرية أصيل أحد الأيام ، وما ان رآه السكان حتى دب الفزع في قلوبهم ، فوقفوا مذعورين مصدومين مما رأوه ، فأخذوا يتشاورون مع بعضهم البعض متسائلين عن الحل المناسب لصد الذب الشرس وإبعاده عن قريتهم.
أخذوا يفكرون ويفكرون إلى أن اقتنعوا بأنه لا يوجد حل سوى أن يقفوا مجنمعين متراصين في صف واحد إلى أن ينصرف الذئب ويذهب إلى حال سبيله.كانت النساء واقفات مرتجفات وهن يمسكن بأطفالهن ويدعين الله بالفرج ، بينما وقف الرجال بلا أسلحة يستجمعون شجاعتهم نحو معركة مجهولة العواقب.. في تلك الللحظة ظهر شاب من بين الجمهور وتطوع ليقاتل الذئب ..والغريب في الأمر أن اسمه أديبا و كان اسمه هذا قريبا في حروفه من اسم الذئب.
في ذلك الجو المليء بزوابع الحزن والكرب ، انقلبت حيرتهم إلى استغراب ، فمنهم من ضحك مستهزئا من قرار أديب الذي لا يدخل العقل ، ومنهم من أشفق على الشاب المسكين الذي سيلقى حتفه ، ومنهم من تفاءل بالخير وتوقع أن أديبا سيتغلب على الذئب.
كان أديب في ذلك اليوم متأنقا لافتا للأنظار وقد بدا كالعريس يوم زفافه تناثرت نسمات عطره إلى أنوف الحاضرين . كانت مشيته إلى ميدان المعركة كمشية فارس شجاع لا تردعه رياح ولا تعرقله أشواك . قاتل أديب الذئب في سفح جبل شامخ وقد ترائيا للناس من بعيد كأنهما ظلان يتحركان ، فتارة يشتبكان في نزال ضار وهنيهة يفترقان ليسترجع كل منمها أنفاسه.. واستمر النزال على هذا النحو إلى أن ترأى من بعيد ظل الذئب وهو يجري هاربا مبتعدا عن القرية.
رجع أديب إلى القرية وملابسه الفاخرة الأنيقة أصبحت مجرد خرق بالية ممزقة وملطخة بالدماء ، ورائحته العطرة انقلبت إلى رائحة الذئاب الحيوانية. وفورا عند وصوله إلى القرية ، ووسط ضجة السكان الفرحين بعودة أديب إليهم ، صاح أحد الشيوخ المعرفين بالحكمة ناصحا ومحذرا إياهم من الاقتراب من أديب لأنه مصاب بداء الكلب… وفي حذر هرع الرجال إلى أديب وقيدوه بالسلاسل وعزلوه فيغرفة بعيدة لوحده خوفا من ذلك المرض الخبيث أن ينتقل إليهم.
ظل أديب يجول بعينيه الحزينتين حول المكان حتى عرف ما جرى له ثم ارتسمت على شفتيه ابتسامة حزينة حاملة لخذيه المبللين بالدموع…فتارة يبكي ويسخط وتارة يشكو ويتحسر . ومات أديب في أحضان قيود تشهد على معاناته ، وتأثر أهل القرية لموت هذا الشاب الذي ضحى بحياته من أجلهم ، وأصبح أديب ذكرى جميلة في أذهان كل الناس.