السؤال:
أنا مبتلاة بالوسواس, وفي نهار رمضان وضعت دهانًا فيه رائحة عطرية, وعندما جف كانت رائحته قوية, ولمست يدي شفتي, وجاء لساني على شفتي وبلعت ريقي, وشعرت بمرارة - لا أعلم هل هي وسوسة أم لا - وقمت فغسلت شفتي بالصابون, وتمضمضت, ولا زالت المرارة موجودة, وأحس أني لم أغسلها جيدًا, ولا أزال أبلع ريقي لكي أكف عن الوسوسة, فهل عليّ قضاء ذلك اليوم؟ أفتوني فالوسواس شغلني في كل عباداتي, وأشعر بهم وحزن لا يعلمه إلا الله - جزاكم الله خيرًا -.
الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لك العافية، وعليك أن تعرضي عن هذه الوساوس جملة, وألا تلتفتي إليها, وألا تعيريها أي اهتمام، وانظري الفتوى رقم: 51601.
وأما عن صيامك فصحيح, ولا قضاء عليك، فليس مجرد وجود الطعم مع عدم وصول أجزاء من المطعوم إلى الحلق من المفطرات، وقد رجح ذلك ابن قدامة - رحمه الله - في المغني عند كلامه على الصائم يمضغ العلك, ويجد طعمه في حلقه، فقال: لَا يُفَطِّرُهُ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَنْزِلْ مِنْهُ شَيْءٌ، وَمُجَرَّدُ الطَّعْمِ لَا يُفَطِّرُ، بِدَلِيلِ أَنَّهُ قَدْ قِيلَ: مِنْ لَطَّخَ بَاطِنَ قَدَمِهِ بِالْحَنْظَلِ، وَجَدَ طَعْمَهُ، وَلَا يُفْطِرُ، بِخِلَافِ الْكُحْلِ، فَإِنَّ أَجْزَاءَهُ تَصِلُ إلَى الْحَلْقِ، وَيُشَاهَدُ إذَا تَنَخَّعَ. انتهى.
مع التنبيه على أن مسألة الكحل للصائم إذا وجد طعمه في حلقه محل خلاف بين العلماء، وراجعيها في الفتوى رقم: 12391.
والله أعلم.