eliasissaoui Admin
عدد المساهمات : 16999 تاريخ التسجيل : 04/07/2013 الموقع : https://www.youtube.com/watch?v=QriWAmC6_40
| موضوع: التجديد في الإسلام (الدين توقيفي) الإثنين أغسطس 12, 2013 11:42 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين. أخطر شيء في الإنسان عقيدته فإن صحت صحّ عمله وإن فسدت فسد عمله أيها الأخوة الكرام، بينت البارحة أن التجديد في الدين يعني أن نزيل عنه ما علق به مما ليس منه، وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله يبعث على رأس كل مئة سنة من يجدد لهذه الأمة دينها، و(من) تعني الجمع، يوزع الله عز وجل الدعاة في شتى بقاع المسلمين، ومن حين لآخر يأتي هؤلاء الدعاة الصادقون المخلصون فينزعون عن الدين ما ألحق به مما ليس منه. أوضح مثل نبع بردى، ومصب بردى، نبع بردى ماء عذب كالزلال، صاف، أما في مصبه فالماء أسود اللون، لأنه صُب عليه مما ليس منه، فإن أردت صفاء الدين فارجع إلى ينابيعه، والمؤمن الصادق كل شيء تراكم في عقله وذهنه عن الإسلام يجري له مراجعة (جرد) فما وافق الكتاب والسنة ثبته، وما خالف الكتاب والسنة حذفه، لأن أخطر شيء في الإنسان عقيدته، فإن صحت صحّ عمله، وإن صحّ عمله سلم وسعد في الدنيا والآخرة، وإن فسدت عقيدته فسد عمله، وإن فسد عمله شقي وهلك في الدنيا والآخرة، وما من انحراف في العقيدة إلا ويقابله انحراف في السلوك. قانون. لو فرضنا أن انحراف العقيدة لا يقابله انحراف في السلوك اعتقد ما شئت، أما لأنه ما من عقيدة منحرفة إلا ويقابلها انحراف في السلوك إذاً العقيدة هي الأصل. حاجة الإنسان إلى منهج التلقي : لذلك في الدين مقولات كثيرة جداً، لابدّ لطالب العلم من منهج تلقٍّ يكون معه كمقياس. لو أنك بائع أقمشة، عرضوا عليك بضاعة، وكل ثوب عليه طوله، إذا أنت لا تملك متراً، قد تكون هذه اللصاقات غير صحيحة، قد يكتبون عليها ثلاثين يارداً وهي غير ذلك، أنت تحتاج إلى متر فقط، فكل قطعة قماش مكتوب عليها خمسة، تكيلها فإن كانت خمسة فهي صحيحة وإلا ترفضها، لابد لك من متر كبائع الأقمشة تقيس به هذه الأثواب التي كتب عليها لصاقات صحيحة وغير صحيحة. إذاً أنت لابد لك أيضاً من منهج التلقي. أيها الأخوة نحن عندنا محسوسات، ومعقولات، وإخباريات، فالمحسوسات نعرفها بالحواس، لا خلاف بها، والمعقولات نعرفها بالاستدلال، فالإيمان بالله يتم عن طريق العقل، ويتم عن طريق الفطرة، والإيمان برسول الله يتم عن طريق العقل، معه معجزة، والقرآن كلام الله يتم عن طريق العقل، فيه إعجاز. الكون يدل عليه، والعقل أداة، والإعجاز يدل عليه والعقل أداة، والقرآن يدل على رسول الله والعقل أداة.. هذا هو حيز العقل. العقل يحتاج إلى محسوس يستنبط منه المجرد، ولكن بعد أن تؤمن بالله من خلال خلقه وعن طريق عقلك، وبعد أن تؤمن بكلامه من خلال إعجازه وعن طريق عقلك، وبعد أن تؤمن برسوله من خلال كتابه الذي جاء به وعن طريق عقلك، ينتهي دور العقل ليبدأ دور النقل. النقل قسم من العقيدة لا يستطيع العقل أن يثبتها، إخبار من الله، ما عجز عقلنا عن إدراكه أخبرنا الله به، قال الله: يوجد ملائكة، جن، يوم آخر، جنة، نار، حوض، صراط، عذاب، حساب، بدأ خلق البشرية بآدم، ويوجد أنبياء، ورسل.. وكل ما لا يستطيع عقلك إثباته مغيب بمغيب، والله عز وجل أخبرك به، إلا أن الإيمان بالغيبيات لا يمكن أن يكون إلا بعد الإيمان بالمعقولات، والإيمان بالمعقولات لابد أن يكون عن طريق المحسوسات؛ محسوس، معقول، مغيب. على الإنسان أن يؤمن بالله من المحسوسات إلى المعقولات إلى الإخباريات : يوجد شمس، قمر، مئة ألف مليون مجرة في السماء، مجرتنا إحدى هذه المجرات، المجموعة الشمسية نقطة على هذه المجرة، طول المجموعة الشمسية ثلاث عشرة ساعة، بعد الشمس عن الأرض ثماني دقائق، المجموعة الشمسية كلها نقطة على مجرة درب التبانة المتواضعة، المتوسطة، هناك مثيلاتها مئة ألف مليون مجرة، وفي مجرتنا مئة ألف مليون نجم، فهذا الكون يدل على الله عز وجل، يدل عليه موجوداً، ويدل عليه كاملاً كمالاً مطلقاً، ويدل عليه واحداً. فتؤمن بالله من المحسوسات إلى المعقولات إلى الإخباريات. كل شيء يعجز العقل عن إدراكه أخبرنا الله به : إذا آمنت أن الله كامل، وأن وعده حق، وأن كلامه حق، وأنه أصدق القائلين، أخبرك بوجود الجن، أخبرك بوجود الملائكة، أخبرك بأن أول البشرية آدم، لم تعد تقبل نظرية داروين ؛ لأن خالق البشرية أخبرك، هو الخبير، قال الله عز وجل: ﴿ مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا ﴾ [ سورة الكهف: 51 ] أب جالس في مجلس، وعنده محل تجاري في سوق الحميدية، قال: هذا المحل قد اشتريته من زمن بعشرة آلاف، أو بثلاثين ليرة ذهباً وبعد أن أخذ المحل بثماني سنوات تزوج، وبعدما تزوج بسنتين جاءه ولد، الولد كبر، قال له: بابا الكلام غير صحيح.. نظر إليه وقال: هل كنت موجوداً أنت في ذلك الوقت؟ لم تكن خلقت بعد. يقول: بدأ العالم بقرد، فأنت كنت وقتها؟ قال تعالى: ﴿ مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا ﴾ [ سورة الكهف: 51 ] فالله أخبرنا كيف بدأ العالم، أخبرنا لماذا خلقنا، كل شيء يعجز العقل عن إدراكه أخبرنا الله به.. الخبر الصادق أساس الإيمان بالغيبيات : عندك محسوسات، معقولات، إخباريات، إياك ثم إياك ثم إياك أن تقنع إنساناً بالإخباريات إذا كان إيمانه بالمعقولات مهزوزاً يضحك عليك.. قل لرجل ملحد: يوجد ملائكة، يقول لك: هل أنت مجنون؟ أين الملائكة ؟ قل له: أين عقلك لا أجده؟ فكل إنسان يجادل الطرف الآخر بالغيبيات يكن أحمقاً بالدعوة. الغيبيات يلزمها إيمان بالله أولاً. إذا آمن بالله يصدقه، إذا لم يؤمن به لا يصدقه، فلا تفكر أن تتكلم بموضوع غيبي أمام إنسان إيمانه بالله مهزوزاً، موضوع الجن، والملائكة، والحساب، والعذاب، والجنة، والنار، والحوض، والصراط، هذه كلها متعلقة بالغيبيات، أساس الإيمان بالغيبيات الخبر الصادق، فإذا آمنت بالله كاملاً، ومن أصدق من الله حديثاً، كل ما أخبرك الله به تصدقه. فأتمنى ألا يخلط المسلم شيئاً بشيء، فالإيمان بالمحسوسات أساسها الحواس الخمسة، الإيمان بالمعقولات أساسها العقل، الإيمان بالغيبيات أساسها الخبر الصادق. الدين الإسلامي دين الفطرة : فالمنهج: إن كنت ناقلاً فالصحة، وإن كنت مدّعياً فالدليل، تريد أن تنقل ليكن النقل صحيحاً، وإلا لولا الدليل لقال من شاء ما شاء، بدون دليل.. أنا أقول لك أن كل الحمراء، والبحصة، والحميدية، والصالحية ملكي، ولكن من دون دليل، هذه سهلة.. لولا الدليل لقال من شاء ما شاء. نحن ديننا دين دليل، ودين تعليل، ودين علم، ودين منهجية، وديننا دين معقول، ودين الفطرة، ودين الإنسانية. نحن ديننا دين الفطرة، كيف فطرنا؟ الإنسان يحب العدل أمرك بالعدل، يحب الرحمة أمرك بالرحمة، تحب أولادك أمرك برعايتهم، تحب أن يكون لك زوجة أمرك بالزواج، كل أوامر الدين تتوافق مع الفطرة، وكل إنسان يخالف منهج الله عز وجل يختل توازنه الداخلي. فيا أيها الأخوة نحن في أمس الحاجة إلى منهج التلقي، وغداً إن شاء الله أحدثكم عن البدع وكيف تسربت إلى العالم الإسلامي، وأحذركم من هذه البدع، وأن كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. والحمد لله رب العالمين http://www.nabulsi.com/blue/ar/art.php?art=7854&id=55&sid=605&ssid=606&sssid=607 | |
|