منتديات احفاد الرسول
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات احفاد الرسول

بسم الله الرحمن الرحيم قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتفسير القران الكريم قراءة القران الكريماذاعات القران الكريمكتبقنواتقصص رائعة منتديات الياس عيساوي بث قناة الجزيرةاوقات الصلاةاستماع للقراءن الكريم
دليل سلطان للمواقع الإسلامية

 

 من القيم السلوكية لعبادة الحج

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
eliasissaoui
Admin
eliasissaoui


ذكر عدد المساهمات : 16999
تاريخ التسجيل : 04/07/2013
الموقع : https://www.youtube.com/watch?v=QriWAmC6_40

من القيم السلوكية لعبادة الحج Empty
مُساهمةموضوع: من القيم السلوكية لعبادة الحج   من القيم السلوكية لعبادة الحج I_icon_minitimeالجمعة يوليو 19, 2013 11:39 am

من القيم السلوكية لعبادة الحج

بقلم : د زغلول النجار - التاريخ : 2008-12-04


موجز
الأصل في العبادات أنها لا تُعلل، ولكن إذا أدرك العابد الحكمة من ورائها أتقن أداءها، وضبط سلوكه حيال ذلك الأداء، واستمتع به روحيا ومعنويا بدرجة كبيرة، وحققت العبادة الغاية من فرضها , وثبت بها الأجر إن شاء الله  تعالى  .
ومن الحكم التي أردكناها من فريضة الحج ما يلي:
أولا: تعريض الحجيج  لكرامة أشرف بقاع الأرض في أشرف أيام السنة حتى تتضاعف البركات ويتضاعف الأجر إن شاء الله .
ثانيا: تذكير الحاج بمرحلية الحياه ،وبحتمية الرجوع إلي الله .
ثالثا: الاستفادة بهذا المؤتمر الإسلامي الدولي في مناقشة قضايا المسلمين والعالم .
وفي ضوء هذا الفهم يلتزم الحاج بعدد من القيم السلوكية التي منها ما يلي:
(1) استشعار جلال كل من المكان والزمان بالتزام السكينه والخشوع.
(2)  الاكثار من العبادة، والاستغفار، والدعاء، والتلبيه.
(3) الصبر على ما يمكن أن يتعرض له الحاج من الشدائد والمكاره .
(4) الاجتهاد في تطبيق معنى الأخوة الإنسانية .
(5) التواضع ولين الجانب .
(6) التراحم بين الحجيج .
(7)  الجود والكرم والبذل في سبيل الله .
(ثمانية)  الحلم، والعفو، والصفح، وترك المراء .
(9) الإلتزام بخفض الصوت وأدب الحديث .
(10) الرفق بالعباد والمبادرة بمساعدة الضعفاء من المرضى وكبار السن .
(11) الإلتزام بحقوق المرافقين وضوابط الجماعة وقوانين الدولة المضيفه ونظمها .
مقدمة:
(الحج) : يعنى قصد مكه المكرمه لأداء عبادة الطواف، والسعى، والوقوف بعرفه، وما يتبع ذلك من مناسك يؤديها كل مسلم، بالغ، عاقل، حر، مستطيع، ولو مرة واحدة في العمر، وذلك استجابه لأمر الله، وابتغاء مرضاته، وهو أحد أركان الإسلام الخمسة، وفرض من الفرائض المعلومه من الدين بالضرورة، وحق لله  تعالى  على المستطيعين من عباده ذكورا وإناثا لقول الحق  تبارك وتعالى :
" وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ استَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاًمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنيٌّ عَنِ العَالَمِينَ " (آل عمران 97) .
والحج هو عبادة من أَجَلَّ العبادات وأفضلها عند رب العالمين بعد الإيمان بالله ورسوله والجهاد في سبيله ، وذلك لما رواه أبو هريره  رضى الله عنه  أن رسول الله  صلى الله عليه  سئل: أي الأعمال أفضل؟ قال : "إيمان بالله ورسوله"، قيل : ثم ماذا؟ قال: "ثم جهاد في سبيل الله"، قيل : ثم ماذا؟ قال: "ثم حج مبرور"، أي الذي لا يخالطه إثم . وأصل (العبادة): الطاعة، و (التعبد) :هو التنسك، والطاعة المبنية على أساس من الطمأنينة العقلية والقلبية الكاملة لا تحتاج إلي تبرير، ولكن إذا عرفت الحكمة من ورائها أداها العبد بإتقان أفضل، وكان سلوكه في أدائها أنبل وأجمل، خاصة وأن من مآسى عصرنا الجلية:
ظاهرة المفاصلة بين العبادة والسلوك مما يفقد العبادة دورها في ترفيق القلب، وتهذيب النفس، وضبط السلوك، وزيادة الإحساس بمعية الله  تعالى  ويظهر ذلك أكثر ما يظهر في أثناء أداء فريضة الحج وذلك لشدة الزحام، ولمحدودية الوقت، ولكثرة التكاليف الشرعية فى هذه الفترة المحدودة ولجهل القطاع الغالب من الناس بحقيقة  هذه العبادة والحكمة من أدائها, و لكن إذا فهمت الحكمة من أداء هذه الفريضة العظيمة أداها العبد أحسن الأداء وأكمله، وأعان غيره من إخوانه على حسن أدائها، وذلك بحسن الفهم، والالتزام بالنظم، والإيثار على النفس تقربا إلي الله  تعالى  وتضرعا، وحبا في عون عباد الله والمسارعة إلي نجدتهم، واعتبار ذلك من تمام أداء هذه العبادة التي يساويها خاتم الأنبياء والمرسلين  صلى الله عليه وسلم بالجهاد إذ يقول: "جهاد الكبير، والضعيف، والمرأة، الحج " (النسائى) .

من الحكم والأهداف المستفاده من أداء فريضه الحجلهذه الفريضه الإسلامية الجليله حكم عديدة منها:
أولا: تعريض كل من حج البيت ولو لمرة واحدة في العمر لكرامة أشرف بقاع الأرض في أشرف أيام السنة:
فالله  تعالى  خلق كلا من المكان والزمان، وجعلهما أمرين متواصلين فلا يوجد مكان بلا زمان، ولا زمان بلا مكان. وكما فضًّل الله بعض الرسل على بعض، وبعض الأنبياء على بعض، وبعض أفراد البشر على بعض فضًّل  سبحانه وتعالى  بعض الأزمنه على بعض، وبعض الأماكن على بعض , فمن تفضيل الأزمنه جعل ربنا تبارك وتعالى يوم الجمعة من أفضل ايام الأسبوع، وجعل شهر رمضان أفضل شهور السنة، وجعل الليالى العشر الأخيرة من هذا الشهر الفضيل أشرف ليالى السنة، وجعل أشرفها على الإطلاق ليلة القدر التي جعلها الله  تعالى  خير من ألف شهر.
ومن بعد رمضان يأتي فضل أشهر الحج، ومن بعدها تأتي بقية الأشهر الحرم ومن الأيام جعل ربنا  تبارك وتعالى  أشرفها الأيام العشرة الأولى من شهر ذى الحجة، وجعل أشرفها على الإطلاق يوم عرفة، وفى ذلك يروى عن جابر  رضى الله عنه  أنه قال : قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم: " ما من أيام عند الله أفضل من عشر ذى الحجة " فقال رجل: هن أفضل أم من عدتهن جهادا في سبيل الله ؟ قال  صلى الله عليه وسلم  : " هن أفضل من عدتهن جهادا فى سبيل الله وما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة، ينزل الله تبارك وتعالى إلي السماء الدنيا، فيباهي بأهل الأرض أهل السماء فيقول: أنظروا إلي عبادى، جاءونى شعثاً غبرا ضاحين. جاءوا من كل فج عميق ، يرجون رحمتى ولم يروا عذابي، فلم يُر يوم أكثر عتيقا من النار من يوم عرفة " (رواه أبو يعلى، والبزار، وابن خزيمه، وابن حبان، واللفظ له)، ولذلك كان الوقوف بعرفه هو ركن الحج الأعظم .
ومن تفضيل الأماكن، فضَّل ربنا ـ تبارك وتعالى ـ مكة المكرمة وحرمها الشريف على جميع بقاع الأرض، ومن بعدها فضل مدينة رسول الله  صلى الله عليه وسلم  ومن بعدها فضل بيت المقدس كما جاء في العديد من أحاديث رسول الله  صلوات الله وسلامه عليه فإذا اجتمع فضل المكان وفضل الزمان تضاعفت البركات والأجور إن شاء الله .
ومن هنا كان من حكم فريضة الحج  بالإضافة إلى كونها طاعة للأمر الإلهى  تعريض كل مسلم، بالغ، عاقل ، حر، مستطيع ، ذكرا كان أو أنثى، ولو لمره واحدة في العمر لبركه المكان (الحرم المكي الشريف) في بركة الزمان (الأيام العشرة الأولى من ذى الحجة إن لم يكن لشهرى ذى القعدة وذى الحجة كاملين) ولذلك قال  تعالى : " وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ العَالَمِينَ " (آل عمران97).
وقال المصطفى  صلى الله عليه وسلم : "هذا البيت دعامة الإسلام، فمن خرج يؤم هذا البيت من حاج أو معتمر، كان مضمونا على الله، إن قبضه أن يدخله الجنة، وإن رده، رده بأجر وغنيمة ".
وروى كل من الإمامين البخارى ومسلم عن أبي هريره  رضى الله عنه  أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " العمره إلي العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ".
ورى كل من الإمامين الترمذى والنسائى عن عبد الله بن مسعود  رضى الله عنه  أنه قال : قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم : " تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب، كما ينفى الكير خبث الحديد والذهب والفضه. وليس للحجه المبرورة ثواب إلا الجنة " .
من الدلائل الحسية على كرامة الحرم المكي الشريف:
(1) توسطه من اليابسه التي تتوزع حول هذا الحرم توزعا منتظما كما أثبت ذلك الأستاذ الدكتور حسين كمال الدين  رحمه الله في دراسته العلمية الجادة لتحديد اتجاهات القبلة من المدن الرئيسية في العالم .
(2) انعدام الانحراف المغناطيسى عند خط طول مكه المكرمة ( ´817  39° شرقا) .
(3)  وجود أركان الكعبه المشرفة في الاتجاهات الأصلية الأربع تماما .
(4)  تفجر عين زمزم وسط صخور نارية ومتحوله مصمطه وفيضانها لأكثر من ثلاثة ألاف سنة .
(5) ثبوت الطبيعة النيزكيه لكل من الحجر الأسود ومقام إبراهيم مما يثبت أنهما من أحجار السماء ، وليسا من أحجار الأرض كما قرر رسول الله  صلى الله عليه وسلم  في أكثر من حديث نبوى شريف .
من الدلائل الدينية على كرامه الحرم المكى الشريف:
(1) اختياره مكانا لبناء أول بيت وضع للناس يقول فيه ربنا  تبارك وتعالى :
" إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وَضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ " (آل عمران96).
(2) اختيار الكعبة المشرفه قبله للعابدين، وفي ذلك يقول ربنا تبارك وتعالى  :
" قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ "  (البقرة 144).
(3) أنها المدينة الوحيدة التي ورد ذكرها وذكر حرمها الشريف فى كتاب الله سبعة وعشرين مرة. وسميت باسمها سورة من سور القرآن الكريم هي سورة " البلد ".
(4) أنها المدينة الوحيدة التي أقسم بها ربنا  تبارك وتعالى  فى محكم كتابه  وهو تعالى الغنى عن القسم  فقال عز من قائل: " لا أُقْسِمُ بِهَذَا البَلَدِ " (البلد:1).
وقال : " وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ . وَطُورِ سِينِينَ.  وَهَذَا البَلَدِ الأَمِينِ " (التين3:1).
والبلد هنا هي مكة المكرمة وحرمها الشريف الذي حرمه الله  تعالى  يوم خلق السماوات والأرض، وجعله حرما آمنا. ونفى القسم في اللغه العربية توكيد له، وتعظيم للأمر المقسم به .  ومن هنا كان الحج حقا لله  تعالى  على كل مسلم ، عاقل ، بالغ، حر، مستطيع، وكانت العمرة عبادة من أجل العبادات، ومن أعظم القربات إلى الله  تعالى  وفي ذلك يقول المصطفى  صلى الله عليه وسلم  :
" الحجاج والعمار وفد الله ، إن دعوه أجابهم، وإن استغفروه غفر لهم " (رواه الإمام ابن ماجه في سننه)
ويقول  صلوات الله وسلامه عليه  : " إن الله  تعالى  ينزل على أهل هذا المسجد مسجد مكة المكرمة  في كل يوم وليله عشرين ومائة رحمة : ستين للطائفين، وأربعين للمصلين ، وعشرين للناظرين " (رواه الطبرانى في المعجم الكبير) .
(5) ذكر اسم " وادى بكه " في أحد المزامير المنسوبة إلي داود  عليه السلام  في العهد القديم  (المزمور 84/6) .

والذي جاء فيه باللغة الإنجليزية ما يلى:
Blessed are those whose strength is in you, who have set their hearts on pilgrimage. As they pass through the valley of Baca, they make it a place of springs, the autumn rains also cover it with pools (or blessings) …"
(Thompson chain  Reference Bible; New International version; B.B. kirkbride Bible Co., Inc, Indianapolis, Indiana, Zondervan Bible Publishers, Grand Rapids, Michigan, 1908  1984).
ولكن في الترجمه إلي اللغة العربية (نشر دار الكتاب المقدس في الشرق الأوسط ص 892) تم تحريف(وادي بكه) إلي (وادي البكاء) كما تم تحريف كلمه الحج إلي (بيتك )اي بيت الله فجاءت الترجمة على النحو التالي: "طوبي لاناس عزهم بك، طرق بيتك في قلوبهم، عابرين في وادي البكاء يصيرونه ينبوعا. أيضا ببركات يغطون موره "
والخلاف بين النصين العربي والإنجليزي واضح وضوح الشمس في رابعة النهار، والقصد من التحريف أوضح من كل تعليق .
(6)  تؤكد أحاديث رسول الله  صلى الله عليه وسلم  على خصوصية الحرم المكي ومنها أن أرضه هي أول ما خلق من اليابسة، وأنها تحت البيت المعمور مباشرة ، وأنها في مركز الكون، وأنها قد حرمها الله  تعالى  يوم خلق السماوات والأرض .
وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه المعاني كثيرة نختار منها ما يلي:
" كانت الكعبة خشعة على الماء فدحيت منها الأرض " . (الهروى /الزمخشرى)
" دحيت الأرض من مكة، فمدها الله  تعالى  من تحتها فسميت أم القرى " .
( مسند الإمام أحمد 4/305 ، وموارد الظمآن لابن حبان)
,وفي شرح هذا الحديث الشريف ذكر كل من ابن عباس وابن قتيبه (رضى الله عنها) أن مكة المكرمة سميت باسم " أم القرى"  لأن الأرض دحيت من تحتها لكونها أقدم الأرض، والدراسات الحديثة تؤكد ذلك التفسير وتدعمه، كما تفسر قول ربنا  تبارك وتعالى مخاطبا خاتم أنبائه ورسوله  صلى الله عليه وسلم :
" وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ القُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ " (الانعام 93)
وتفسير قوله  تعالى  في خطاب مشابه: " وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِياًّ لِّتُنذِرُ أُمَّ القُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا "  (الشورى 7)
وإذ جمعت هاتان الآيتان الكريمتان مع قول الحق  تبارك وتعالى  مخاطبا خاتم أنبيائه ورسله  صلى الله عليه وسلم  قائلا له: " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ  لاَ  يَعْلَمُونَ "   (سبأ 28)
يروى الإمام مجاهد عن رسول الله  صلوات الله وسلامه عليه  قوله : " إن الحرم حرمٌ مناء من السماوات السبع والأرضين السبع "   (أخرجه الأزرقي في أخبار مكة/ 355)
وقد أثبتت الدراسات الحديثة وجود سبعة نطق متمايزة في أرضنا، يغلف الخارج منها الداخل، وأن الكعبة المشرفة في وسط الأرض الأولى، ومن دونها ست أرضين. وحول الأرض سبع سماوات متطابقة، يغلف الخارج منها الداخل كما أخبرنا القرآن الكريم الذى يؤكد على مركزية الأرض من الكون بمقابلتها بالسماء في عشرات الآيات على ضآلة حجم الأرض إذا قورنت بضخامة حجم السماء  وبالتأكيد على البينية الفاصلة للأرض عن السماوات في عشرين آية قرآنية كريمة. وبالإشارة إلى جميع أقطار السماوات والأرض في سورة الرحمن (الآية رقم 33). ولذلك قال المصطفى  صلى الله عليه وسلم :
" البيت المعمور منا مكة " (أخبار مكة للأزرقى)
و(مناء) أو (منا) معناها قصده وفي حذاه، ووصف خاتم الأنبياء والمرسلين  صلي الله عليه وسلم  البيت المعمور في حديث أخر بقوله الشريف: " البيت المعمور هو بيت في السماء السابعة على حيال الكعبة تماماً حتى لو خر لخر فوقها، يدخله في كل يوم سبعون ألف ملك فإذا  خرج آخرهم لا يعودون ". وقال  صلي الله عليه وسلم:" البيت المعمور بيت في السماء يقال له الضراع وهو بحيال الكعبة " (رواه البيهقي في شعب الإيمان)
ويؤكد خاتم الأنبياء والمرسلين  صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين  على مركزية مكة المكرمة من الكون بقوله الشريف: " بايعوا أهل مكة إنكم بحذاء وسط السماء " (رواه الفاكهي في أخبار مكة).
وفي حرمة مكة المكرمة يروى عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أقوال كثيرة منها:
" إن مكة حرمها الله، ولم يحرمها الناس "    (صحيح البخاري /722)
" إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض، لا يعضد شوكه، ولا ينفر صيده، ولا تلتقط لقطته إلا من عرفها "   (رواه كل من الإمامين البخاري وأحمد)
" إن الله حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض، فهي حرام بحرام الله إلى يوم القيامة " (مصنف عبد الرازق 5/140)
وقال رسول الله  صلي الله عليه وسلم  فيما خطب به الناس يوم الفتح:
" إن مكة حرمها الله يوم خلق السماوات والأرض، لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دما، ولا يعضد بها شجرا، فإن أحد ترخص في قتال فيها، فقولوا: إن الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم، وإنما أذن له ساعة من نهار، وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها أمس" (صحيح البخاري 1/723)
وختم  صلي الله عليه وسلم  هذه التوصيات على حرمة مكة المكرمة بقوله  الشريف:
" لا تزال هذه الأمة بخير ما عظموا هذه الحرمة حق تعظيمها، فإذا ضيعوا ذلك هلكوا "  (أخرجه كل من الإمامين أحمد وابن ماجة)
ويقول ربنا  تبارك وتعالى  على لسان خاتم أنبيائه ورسله  صلي الله عليه وسلم  " إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ البَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ المُسْلِمِينَ " (النمل 91).
ويقول  عز من قائل : " وَلاَ تُقَاتِلُوَهُمْ عِندَ المَسْجِدِ الحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوَهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الكَافِرِينَ " (البقرة 191)
وفي هذا المعني قال رسول الله  صلي الله عليه وسلم:"لا يحل لأحد أن يحمل السلاح بمكة" (صحيح مسلم)
ومن هنا كان تغليط الدية  على مرتكب جناية القتل في الحرم المكي كله، وتغليط العقوبة على المسيئين فيه انطلاقاً من قول ربنا  تبارك وتعالي: " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً العَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ "   (الحج 25)
(7) تحريم دخول المشركين إلى الحرم المكي انصياعاً لأمر ربنا  تبارك وتعالي  الذى يقول فيه: " إِنَّمَا المُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُوا المَسْجِدَ الحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا " (التوبة: 28)
(ثمانية) تحريم كل من الحرمين المكي والمدني على الدجال  لعنه الله  وذلك انطلاقاً من قول رسول الله  صلي الله عليه وسلم: " ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة " (متفق عليه).
(9) وجوب الإحرام لكل من الحاج والمعتمر قبل الدخول إلى مكة المكرمة، وقبل تجاوز مواقيتها، وجعل تحية الكعبة الطواف خلافاً لتحية بقية المساجد، وجعل الدعاء في الحرم المكي مستجاباً بإذن الله  تعالي  وتفضيل صلاة العيد في هذا الحرم الشريف .
(10) مضاعفة حسنات الحرم المكي إلى مائة ألف ضعف وإلى أضعاف أكثر بإذن الله، فالصلاة فيه بمائة ألف صلاة، وكذلك أجر غير الصلاة من العبادات والأعمال الصالحات، وفي ذلك يقول المصطفى  صلي الله عليه وسلم  " صلاة في مسجدى هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، فإن الصلاة فيه بمائة ألف صلاة في غيره، وصلاة في المسجد الأقصى بخمسمائة صلاة " .  (رواه  كل من الأئمة مسلم، وأحمد، وابن ماجة).
(11) أثبتت أحاديث رسول الله  صلي الله عليه وسلم أن أبانا آدم  عليه السلام  وهو أول الأنبياء أنزل في مكة المكرمة وان جميع الأنبياء وعلى رأسهم خاتمهم أجمعين قد حجوا البيت حتى يؤكد لنا ربنا تبارك وتعالي  وحدة النبوة ووحدة الرسالة السماوية. وذكر كثير من الرواة أن نبى الله إسماعيل  عليه السلام  وأمه  رضي الله عنها  مدفونان بحجر إسماعيل المعروف باسم " الحطيم".
وروى كذلك أن عددا من أنبياء الله مدفونون في صحن الكعبة، وفي ذلك يروى عن المصطفى  صلي الله عليه وسلم  أقواله الشريفة التالية: " ما بين الركن والمقام إلى زمزم قبورتسعة وتسعين نبياً جاءوا حجاجاً فقبروا هنالك " (ذكره القرطبي في تفسيره)
" كان النبي من الأنبياء إذا هلكت أمته لحق بمكة، فيعبد الله  تعالي  ومن معه حتى يموت ، فمات فيها نوح، وهود، وصالح، وشعيب وقبورهم بين زمزم والحجر" . (رواه الفاكهي في أخبار مكة)
" حج خمسة وسبعون نبيا كلهم قد طاف بهذا البيت وصلي في مسجد مني "  (رواه الفاكهي في أخبار مكة).
" في مسجد الخيف قبر سبعين نبيا " (رواه الهيثمي)
(12) كذلك أثبتت أحاديث رسول الله  صلي الله عليه وسلم  قداسة ما في الحرم المكي من أشياء ومن ذلك أقواله الشريفة : " الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة " .(أخرجه كل من اللأئمة الترمذي، وأحمد ، والحاكم ، وابن حبان) وفي رواية للبيهقي أضاف قوله  صلي الله عليه وسلم  : "ولولا ما مسهما من خطايا بني آدم لأضاءا ما بين المشرق والمغرب وما مسهما من ذي عاهة ولا سقيم إلاشفي" .
" نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضا من اللبن فسودته خطايا بني آدم ". (رواه كل من الإمامين أحمد في مسنده والترمذي  في سننه عن ابن عباس رضي الله عنهما).                                                                                                                                                                                                                                              

ثانيا: تذكير الحاج بمرحلية الحياة ، وبحتمية الرجوع إلى الله تعالى :
على الرغم من حقيقة الموت الذي كتبه الله   تعالي  على جميع خلقه والذي يشهده أو يسمع به كل حي في كل لحظة وعلي الرغم من إيماننا  نحن معشر المسلمين  بحتمية البعث والحساب والجزاء ثم الخلود في الحياة القادمة إما في الجنة أبدا أوفي النار أبدا وهي من الأصول الإسلامية التي أكد عليها القرآن الكريم وروتها أحاديث خاتم الأنبياء والمرسلين  صلي الله عليه وسلم إلا أن دوامة الحياة ومشاغلها تكاد تنسي الناس هذه الحقائق التي هي من صلب الدين وفي ذلك يقول ربنا  تبارك وتعالي: " كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الغُرُورِ " (آل عمران : 185) .
"  كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ " (الأنبياء:35) .
" الَّذِي خَلَقَ المَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ العَزِيزُ الغَفُورُ " (الملك :2) .
وعلى الرغم من ان الموت ليس انتهاء إلى  العدم المحض والفناء التام كما يتخيل الكفار والمشركين لأنه مجرد انقطاع تعلق الروح بالبدن ومفارقتها إياه, والانتقال من حياة الدنيا إلى حياة البرزخ,إلا أن الروح لا تبلي بل تصعد إلى بارئها,ويبلي الجسد ويتحلل وتبقي منه فضله يعاد بعثه منها وهي "عجب الذنب" كما سماها رسول الله  صلي الله عليه وسلم  إلا أن الموت يبقي مصيبة كما سماه القرآن الكريم ,ويبقي الأخطر من مصيبة الموت غفلة الناس عنه,وإعراضهم عن ذكره, وقلة تفكرهم فيه ,وانصرافهم عن العمل له, وانشغالهم بالدنيا حتى أنستهم إياه أو كادت .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://info-noor-islam.ahlamontada.com
 
من القيم السلوكية لعبادة الحج
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» إبن القيم و حكاية الفأر و الجمل
» مبرهنة القيم المتوسطة درس+تمارين لـ 3 ع ت
» شرح مفصل لمبرهنة القيم الوسيطية ( شرح بالفيديو)
» مبرهنة القيم الوسطية(الجزء الثاني)
» مبرهنة القيم الوسطية(الجزء الأول)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات احفاد الرسول :: المنتدى: القسم الإسلامي العام :: المنتدى: الاعجاز العلمي في القران الكريم-
انتقل الى:  
تعليقات فيسبوك

تابعنا على فيسبوك
من القيم السلوكية لعبادة الحج Flags_1
online
تويتر طائر


هذه الرسالة تفيد أنك غير مسجل .

و يسعدنا كثيرا انضمامك لنا ...

للتسجيل اضغط هـنـا