eliasissaoui Admin
عدد المساهمات : 16999 تاريخ التسجيل : 04/07/2013 الموقع : https://www.youtube.com/watch?v=QriWAmC6_40
| موضوع: من معاني الحكمة ؛ فهم كلام الله - فهم دقائق القرآن ). لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي الجمعة سبتمبر 27, 2013 10:53 am | |
| مرحبا المرجو ضغط على هذا الرابط انه ممتاز ولا تنسوا تعلقات يا شباب https://www.youtube.com/watch?v=QriWAmC6_40
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين. الحكمة هي فهم كلام الله عز وجل : أيها الأخوة, لا زلنا في الحكمة التي قال الله عنها:
﴿وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً﴾ [سورة البقرة الآية:269] بعضهم قال: الحكمة هي فهم كلام الله عز وجل؛ لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-:
((من أَوتى القرآن فكأَنما أُدْرجتِ النبوّة بين جنبيه، إِلاَّ أَنّه لم يوحَ إِليه)) [ الحاكم في المستدرك بإسناد صحيح عن عبد الله بن عمرو] ذلك أن فضل كلام الله على كلام خلقه كفضل الله على خلقه, وشرف الرسالة من شرف المرسل, وشرف الكتاب من شرف صاحبه, فإذا عملت بالقرآن - وهو كلام الله عز وجل الذي نزل على سيد الأكوان- فأنت ممن أوتي خيراً كثيراً. لذلك من أوتي القرآن فظن أن أحداً أوتي خيراً منه, فقد حقر ما عظمه الله تعالى. من أوتي القرآن, وله صديق معه ملايين, فشعر نفسه أمامه قليلاً, محروماً, فقد حقر ما عظمه الله تعالى؛ الذي يُؤتى القرآن حفظاً, وفهماً, وتطبيقاً, هذا أوتي خيراً كثيراً, هذا أوتي الحكمة.
((من أَوتى القرآن فكأَنما أُدْرجتِ النبوّة بين جنبيه، إِلاَّ أَنّه لم يوحَ إِليه)) [ الحاكم في المستدرك بإسناد صحيح عن عبد الله بن عمرو] وله لفظ آخر:
((من قرأ القرآن كله فقد أعطى النبوة كلها غير أنه لا يُوحى إليه)) [البيهقي في شعب الإيمان وابن عساكر عن أبي أمامة] لأنه كلام الله عز وجل.
من فهم كلام الله عز وجل يكون قد فهم الحقيقة المطلقة : شيء آخر: أنت عندما تفهم كلام رب العالمين تكون قد فهمت الحقيقة المطلقة, فهمت سر الوجود, فهمت الحكمة من وجودك, فهمت الرسالة التي أنيطت بك, شيء كبير جداً أن تفهم القرآن الكريم, والحقيقة الوقت الذي تصرفه في كلام الله هو استثمار للوقت. كنت أضرب مثلاً أول ما أصبحت ألقي خطبة في المسجد, جاءني شخص قال لي: أنا زوجتي تخونني كل يوم من سنتين, وأنا لا أدري, قلت له: كيف؟ قال لي: أدخل البيت, وأتناول طعام العشاء, وأشرب كأس شاي, فإذا بي أشعر بحاجة إلى النوم عجيبة, قال لي: بعد سنتين, مرة كأس الشاي لم أشربها, وإذا بجار يدخل إلى البيت بعد أن أويت إلى الفراش, فسألته أنا: من هذا الإنسان؟ قال: جارنا, قلت: كيف تعرفت عليه؟ قال لي: مرة زارنا فقلت لزوجتي: تعالي اجلسي عندنا, مثل أخيك, قلت له: لو كنت تحضر مجلس علم واحد, لو قرأت القرآن, لو سمعت كلام النبي ما فعلت هذا, وأنت السبب, أنت الذي عرفت هذا الجار على زوجتك. قصص كثيرة جداً, تجد يرتكب الإنسان حماقة كبيرة جداً تنتهي به إلى الدمار؛ لأنه لم يقرأ القرآن, لم يقرأ سنة النبي -عليه الصلاة والسلام-. القرآن الكريم منهج و دستور وحبل يعتصم به الإنسان : لما أنت تقرأ القرآن, ويأتي أمر: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ﴾ [سورة النور الآية:30]
﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى﴾ [سورة الأحزاب الآية:33] تجد الإنسان من دون قرآن تائهاً, شارداً, يرتكب حماقات, ولو كان ذكياً. القرآن الكريم منهج, القرآن الكريم نور, القرآن الكريم دستور, القرآن الكريم حبل تعتصم به, القرآن الكريم قانون تسير عليه. والحقيقة إذا الإنسان أوتي القرآن أوتي خيراً كثيراً؛ أوتي القرآن قراءة, وأوتي القرآن حفظاً, وأوتي القرآن فهماً, وأقوى شيء أوتي القرآن تطبيقاً. الحديث الشريف:
((مَا آمَنَ بالقرآنِ مَن استحلَّ مَحَارِمَهُ)) [أخرجه الترمذي عن صهيب] والآية الكريمة:
﴿يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ﴾ [سورة البقرة الآية:121] يُحسنون قراءته, وفهمه, وتطبيقه.
المؤمن محصن بالقرآن : الإنسان إذا جعل قرآنه شغله الشاغل طوال حياته يكون قد استثمر الوقت, أنت لا تحس على حالك, هناك انضباط في السلوك, أساسه قناعة ناتجة من آية قرآنية, تجد مؤمناً قلما يرتكب معصية, وإذا ارتكبها في حالات نادرة, وفي حالة غفلة, وفي حالة ضغط شديد, أما في الأعم الأغلب فالمؤمن محصن بالقرآن. صعدت امرأة إلى السيارة, قال لها السائق: إلى أين يا أختي؟ قالت له: خذني أين ما تريد؟ وجدها فرصة أعطته ظرفاً فيه خمسة آلاف دولار, ورسالة, قرأ الرسالة, قالت: أهلاً بك في نادي الإيدز- معها إيدز- والمبلغ مزور, أودعوه في السجن, لو كان قارئاً للقرآن يركلها بقدمه.
لا يوجد مشكلة في الأرض إلا بسبب معصية, و ما من معصية إلا بسبب جهل, الإنسان حينما يجهل يرتكب حماقة كبيرة. فالقرآن الكريم حينما تقرأه, وتفهمه, يترسب في اللاشعور, في العقل الباطن قناعات, هذه القناعات تسيرك وفق المنهج. الآن: أكبر شخص يذل من قبل امرأة إذا كان منحرفاً, أو من قبل المال. كل إنسان له نقطتا ضعف خطيرتان, المرأة والمال, المؤمن إذا قرأ القرآن, محصن, النقطتان محصن منهما تماماً. تجد الناس يُفتضحون, يشهر بهم, يمرغون في الوحل, أنا الإنسان المؤمن فهو مستقيم مثل الملك؛ عفيف, شهم, دخله حلال, لا يستطيع أحد أن يناله بكلمة, أي يوجد للطاعة عز؛ قد تكون مرتبتك الاجتماعية وسطاً، قد تكون موظفاً عادياً, لكن من حولك يعطيك مكانة كبيرة جداً. حامل القرآن حامل راية الإسلام لا ينبغي أن يلهو مع من يلهو : لذلك:
((من أَوتي القرآن فكأَنما أُدْرجتِ النبوّة بين جنبيه، إِلاَّ أَنّه لم يوحَ إِليه)) [ الحاكم في المستدرك بإسناد صحيح عن عبد الله بن عمرو] وتقول السيدة عائشة:
((الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة)) [أخرجه البخاري ومسلم عن عائشة] وهناك حديث: النبي الكريم -جبار الخواطر- قال:
((الذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران)) [ متفق عليه عن عائشة ]
مثلاً: الذي أقبل على الدين في سن متأخرة, لم يدرس القرآن, فقط يحب الله كثيراً, يقرأ بصعوبة, هذا له أجر كبير على أساس أنه تمنى أن يكون ماهراً به, لكن لم يستطع, بذل جهداً. وقال الفضيل بن عياض: "حامل القرآن حامل راية الإسلام؛ لا ينبغي أن يلهو مع من يلهو, ولا أن يسهو مع من يسهو, ولا أن يلغو مع من يلغو, ولا يكون له إلى مخلوق حاجة". لي قريب توفي, فأهله كلفوني أن أؤمن لوازم الوفاة, فذهبت إلى مكتب دفن الموتى, ثم وجدت منظراً لا أنساه أبداً, ركضوا وراءنا حوالي ستين أو سبعين قارئاً على السيارة, وترجوا, نحن نقرأ جيداً, منظر لا أتمناه أبداً. إنسان يحفظ كتاب الله يجب أن يكون عزيز النفس, يجب أن تأتي بيته, تترجاه, يجب أن تكون في مكان عال جداً, فإذا إنسان حفظ كتاب الله هذا إنسان ملك, هل يعقل أن يلحق سيارة؟ يركض و يترجاك!؟ شيء غير معقول أبداً! فحامل القرآن لا ينبغي أن يلهو مع من يلهو. والله! سمعت من يومين قصة: جالس إنسان يحفظ كتاب الله, جروه حتى لعب طاولة, وشرب أركيلة, هل يعقل أن يلعب طاولة ويحفظ كتاب الله!؟, هذه مشكلة كبيرة. "لا يجب أن يلهو مع من يلهو, ولا أن يسهو مع من يسهو, ولا أن يلغو مع من يلغو, وألا يكون له إلى مخلوق حاجة". أن يحتاجه الناس, أن يقفوا على بابه معتذرين. تجد في النظام العسكري يسمح لملازم أن يركب دراجة, لكن هناك رتب اجتماعية, يمشي الإنسان مشياً, هل يسمح للشيخ أن يركب دراجة وهو خطيب مسجد؟ ليس مسموحاً, لا, ليس حراماً لكن هذه مقامات, هذا إنسان يعتلي المنبر, المشي لا يحط من قدر الإنسان؛ أما دراجة, ثياب مهترئة، فيكون حط من قدره. الحكمة فهم لطائف القرآن ووجوه معانيه : وقيل: الحكمة فهم لطائف القرآن ووجوه معانيه. مثلاً: سيدنا يوسف لما جمع أخوته قال: ﴿وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ﴾ [سورة يوسف الآية:100] الجب أخطر, الإنسان في السجن حياته مضمونة, وطعامه مضمون, أما في الجب فالهلاك, والموت, فأيهما أعظم أن يخرج من الجب أم من السجن؟ لكن لو قال: أخرجني من الجب لذكَّر أخوته بجريمته, فمن كماله أنه أغفل الجب, وذكر السجن, وقال:
﴿مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي﴾ [سورة يوسف الآية:100] أي جالس في طرف مسيء, الطرفان بريئان, إلا أن الشيطان دخل بينهما, هذا كمال, عدم الإحراج, النبي قال: "لا تحمروا الوجوه". لا تذكر إنساناً بخطئه, إذا إنسان له خطأ, وتاب منه؛ لا تذكره بخطئه, لا تحرجه, لا تحمر وجهه.
في القرآن الكريم لطائف كثيرة جداً : في القرآن لطائف كثيرة جداً, سيدنا موسى قال له:
﴿وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى﴾ [سورة طه الآية:17] إله يسأل نبياً- رسولاً- ما هذه؟ هل يعقل أن يكون السؤال سؤال معرفة؟ أصل السؤال طلب العلم بمجهول، هل هناك شيء عند الله مجهول؟ كيف يسأل الله موسى عن هذا الذي بيده؟ فسيدنا موسى إله يسأله, الله ناجاه:
﴿قَالَ هِيَ عَصَايَ﴾ [سورة طه الآية:18] وجد كلام الله عز وجل, أو أن يكلم الله شيئاً يفوق حدّ الخيال, يريد أن يطول الحديث, قال له: هذا أطناب, قال له:
﴿هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي﴾ [سورة طه الآية:18] خجل لعلي أطلت, قال:
﴿وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى﴾ [سورة طه الآية:18] فالله إذا أحب أن يكمل سأله: وما هي المآرب يا موسى؟ السؤال: أن الله سأل انظر إلى هذه العصا, تأكد, هذه عصا, بعد قليل ستكون حية, لكن أراد أن يكون الأمر واضحاً عنده, انظر إليها؛ هي عصاي, بعد حين ستكون حية تسعى, لما كان وحده سواها حية صغيرة, أما عندما كان أمام السحرة:
﴿فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ﴾ [سورة الأعراف الآية:107] تجد في القرآن دقائق, في الحديث دقائق, في الفهم, إذاً في القرآن دقائق كثيرة جداً. كما قيل: والحكمة فهم لطائف القرآن, ووجوه معانيه. كما حكي عن سيدنا علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنه قال: "لو شئت أن أوقر سبعين بعيراً من تفسير الفاتحة لفعلت". والله عز وجل:
﴿قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي﴾ [سورة الكهف الآية:109]
والحمد لله رب العالمين | |
|