شرح وتعليق فضيلة الشَّيخ العلاَّمة ربيع بن هادي عمير المدخليّ حفظه اللهُ
قال الشَّيخ العلاَّمة ربيع المدخليّ حفظه اللهُ: "فأهلُ السُّنَّة والجماعة لمَّا يقرأون في كتاب الله وفي سُنَّة رسُول الله -صلَّ اللهُ عليه وسلَّم- وفي كلام السَّلف أنَّهم يروْن ربَّهم، فترتاح نُفُوسُهم، وتقرُّ عُيُونهُم؛ لأنَّهم آمنوا أنَّهم يروْن اللهَ تبارك وتعالى، فتشتاق نفُوسُهم إلى الله عزَّ وجلَّ، وسيتنافسون في ميدان الطَّاعة ليحظُوا برؤية الله عزَّ وجلَّ؛ لهذا قال: "وهي الغاية الَّتي شـمَّر إليها المُشمِّرون، وتنافس فيها المُتنافسون". يعني: أهل النُّفوس الكبيرة والعُلماء الرَّاسخون يؤمنون بالجنَّـة ونُفوسُهم تشتاق إليها، ولكن شوقهم إلى ربِّـهم أعظم، وتنافسهم فيما يُوصلهم إلى هذه المنزلة؛ وهي رُؤية الله الَّتي يتنافسون فيها أعظم وأعظم.
فشمِّروا لها يا معشر المؤمنين بكتاب الله وبسُنَّة رسُول الله -صلَّ اللهُ عليه وسلَّم- وبهذه الـمَزيَّة العظيمة وهي رُؤيته سُبحانه وتعالى، وحال الإنسان عندما يرى إمامًا عظيمًا خليفةً راشدًا يرى هذا سعادة عظيمة، كيف برُؤية الله عزَّ وجلَّ؟! ويتشرَّف النَّاس بمُقابلة الكُبراء، فكيف برُؤية ربِّ العالَمين سُبحانه وتعالى؟! لهذا يتنافسُون ليحظوا برُؤيته، ويخافُون أنْ يُحْجبوا عن رُؤيته تبارك وتعالى فيتجنَّبُون الأعمال الَّتي تُزحزحهم عن مرضاة ربِّهم، ويتقرَّبون إلى الله بـما يُؤهِّلهم للجنَّة، وبـما يُؤهِّلهم لرُؤية ربِّهم عزَّ وجلَّ."اهـ