منتديات احفاد الرسول
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات احفاد الرسول

بسم الله الرحمن الرحيم قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتفسير القران الكريم قراءة القران الكريماذاعات القران الكريمكتبقنواتقصص رائعة منتديات الياس عيساوي بث قناة الجزيرةاوقات الصلاةاستماع للقراءن الكريم
دليل سلطان للمواقع الإسلامية

 

 ابن تيمية .. شيخ الإسلام وناصر السنة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
eliasissaoui
Admin
eliasissaoui


ذكر عدد المساهمات : 16999
تاريخ التسجيل : 04/07/2013
الموقع : https://www.youtube.com/watch?v=QriWAmC6_40

ابن تيمية .. شيخ الإسلام وناصر السنة Empty
مُساهمةموضوع: ابن تيمية .. شيخ الإسلام وناصر السنة   ابن تيمية .. شيخ الإسلام وناصر السنة I_icon_minitimeالثلاثاء يونيو 03, 2014 3:08 am

ابن تيمية .. شيخ الإسلام وناصر السنة Shapererqw
[size=18]ابن تيمية .. ميلاده ونشأته وعصره
هو أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية [1]، الحَرَّاني، الدمشقي. ولد بِحَرَّان بدمشق في (الاثنين 10 من ربيع الأول 661هـ)، نشأ في بيت علمٍ وفقهٍ ودين، فأبوه وأجداده وإخوته وكثير من أعمامه كانوا من العلماء المشاهير.

ولما بلغ ابن تيمية السابعة انتقل مع والده إلى دمشق؛ هربًا من التتار، وبدأ طلب العلم أولاً على أبيه وعلماء دمشق، فحفظ القرآن صغيرًا، ودرس الحديث والفقه والأصول والتفسير، وعُرِفَ بالذكاء وقوة الحفظ والنَّجابة منذ صغره، ثم توسَّع في دراسة العلوم والتبحر فيها، وقبل بلوغه الثلاثين اجتمعت فيه صفات المجتهد وشروط الاجتهاد، فصار إمامًا يعترف له الجهابذة بالعلم والفضل والإمامة.
وجاء ابن تيمية رحمه الله على فترةٍ من المصلحين في تاريخ الإسلام، وكان المجتمع الإسلامي فيها قد وصل إلى صورة يعجز الواصف عن تصويرها؛ فوقف الشيخ آمرًا وناهيًا، وناصحًا، ومُبَيِّنًا، حتى أَصْلَحَ الله على يديه الكثير من أوضاع المسلمين، ونَصَرَ بِهِ السُّنَّةَ وأَهْلَهَا.
أخلاق ابن تيمية نموذج للعلماء
كانت خصال ابن تيمية وأخلاقه نموذجًا لكلّ مُشتغِلٍ بالعلم، واشتُهِر بالمهابة والقوة في الحق، وكان كثير العبادة والذكر وقراءة القرآن، ورعًا زاهدًا لا يكاد يملك شيئًا من متاع الدنيا، كما عرف بالصبر وقوة الاحتمال في سبيل الله، وكان ذا فراسة، وكان مستجاب الدعوة.

جهاد ابن تيمية ونصحه لتطبيق علمه
كان نصيب ابن تيمية من الأذى والسجن وافرًا؛ فقد سجن في مصر، ونفي إلى الإسكندرية، وكذلك سجن بالشام عدة مرات [2]، ومنذ عودته من منفاه سنة (709هـ) وإلى حين عودته إلى دمشق سنة (712هـ) كان بصحبة ابن قلاوون الذي سجنه أربع مرات بسبب فتاواه وخلاف العلماء معه، وتحريضهم ضده، ورغم ذلك أصدر ابن قلاوون خلال هذه الفترة القصيرة كثيرًا من الأوامر والمراسيم التي أبطل بها أوضاعًا فاسدة، كان ابن تيمية قد وجَّه إليها نقدًا شديدًا؛ كالرِّشوة، التي أصدر ابن قلاوون سنة (711هـ) أمرًا بإلغائها، فتقرر أن لا يُولَّى أحدٌ بمال ولا برشوة، وهذا ما عَلَّقَ عليه ابن كثير بقوله: "وكان سبب ذلك الشيخ تقي الدين ابن تيمية" [3].

ويرجح هنري لاوست [4] في ترجمته لكتاب "السياسة الشرعية" إلى الفرنسية، أنَّ ابن تيمية صنّفه ما بين (709- 712هـ)، في أعقاب استدعاء ابن قلاوون له من منفاه بالإسكندرية، وبناءً على طلبه كما فعل هارون الرشيد مع أبي يوسف. ويرى لاوست بالاستناد إلى ما كتبه ابن كثير في "البداية والنهاية" أن هناك مطابقة واضحة بين الخطط المرسومة في كتاب "السياسة الشرعية" والإصلاحات المقترحة فيه، والتدابير والإصلاحات التي قام بها محمد بن قلاوون في هذا الوقت.
أشهر تلاميذ ابن تيمية
1- الإمام الجليل شمس الدين ابن قيم الجوزية (691-751هـ)؛ الذي ذكر البعض أن مؤلفاته بلغت (98 مؤلفًا)؛ أشهرها: زاد المعاد، ومدارج السالكين، وهداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى، وإغاثة اللهفان من مصايد الشيطان.
2- الإمام الجليل أبو عبد الله شمس الدين الذهبي (673- 748هـ)؛ من أشهر مؤلفاته: سير أعلام النبلاء (25 مجلدًا)، وميزان الاعتدال، وطبقات القُرَّاء، وطبقات الحفاظ، وتراجم الأعيان.
3- أبو الفداء إسماعيل بن كثير (701- 774هـ)؛ من أشهر مؤلفاته: البداية والنهاية، وتفسير القرآن العظيم، والباعث الحثيث في اختصار علوم الحديث، والتكميل في الجرح والتعديل.
4- ومنهم أيضًا محمد بن أحمد بن عبد الهادي المقدسي، وأبو العباس أحمد بن الحسن المشهور بقاضي الجبل، وزين الدين عمر الشهير بابن الوردي، وأبو حفص عمر الحراني، وأبو عبد الله محمد بن مفلح، وغيرهم.

إسهامات ابن تيمية العلمية
"إن ابن تيمية من المؤلفين الذين لهم تأثير كبير على أهل الإسلام من الزمان الغابر إلى الآن وخاصة على أهل السُّنَّة" [5]، وله تراث ضخم ثمين، لا يزال العلماء والباحثون ينهلون منه معينًا صافيًا، من مؤلفات ورسائل وفتاوى ومسائل وغيرها، هذا من المطبوع، وما بقي مجهولاً ومكنوزًا في عالم المخطوطات فكثير.

صعوبة استقصاء مؤلفات ابن تيمية
ذكر ابن القيم من مؤلفات الشيخ ابن تيمية (337 مصنفًا)؛ وهناك أسباب عدَّة، جعلت من الصعوبة بمكان حصر أسماء مؤلفات ابن تيمية، من أهمها:

- تتابع الفتن والامتحانات التي تعرَّض لها ابن تيمية: كان الشيخ يكتب الجواب لمن سأله، فإن وجد من ينقل الجواب ويبيضه، وإلا أخذ السائل الجواب وذهب [6].
- تَفَرُّقُ أَتْبَاعِه لَمَّا حُبِس: فَتَفَرَّقَتْ كُتبه، وتَخَوَّف أصحابُه من إظهارها؛ فذهب كلٌّ بما عنده، وبِيع البعض، ووُهِب البعض، وسُرِق البعض، وأُخْفِي الكثير، ولم يقدر الشيخ على تحصيلها مرة أخرى..
- صُودِرت كتب الشيخ وهو في السجن، فَتَوَزَّعَهَا أعداؤه وخصومه؛ فمنها ما جحدوه وأتلفوه، ومنها ما أُجبِروا على رَدِّه إلى أخيه زين الدين.
- بَذَلَ أعداؤه فيما بعد وفاته، جهودًا كبيرة وأموالاً طائلة لشراء مؤلفاته لإتلافها.

وقد حاولت بعض المصادر استقصاء مصنفات الشيخ، منها محاولته هو في كتابه "اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم"، وقد أحصى (702 مصنفًا)، وأحصى بعضهم مصنفات الشيخ فكانت (923 مصنفًا) [7].
مؤلَّفات ابن تيمية
من مؤلَّفاته في التفسير: رسالة في منهاج التفسير وكيف يكون، تفسير سورة الإخلاص، جواب أهل العلم والإيمان بتحقيق ما أخبر به رسول الرحمن من أنَّ {قل هو الله أحد} تعدل ثلث القران، تفسير المعوذتين..

ومن مؤلفاته في العقائد: الإيمان، الاستقامة، اقتضاء الصراط المستقيم، الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، رسالة في علم الباطن والظاهر، التوسُّل والوسيلة، الرسالة الحموية، الرسالة التدمرية، العقيدة، الجواب الصحيح، معتقدات أهل الضلال، معارج الوصول، السؤال عن العرش، بيان الفرقة الناجية، درء تعارض العقل والنقل، منهاج السنة النبوية، إبطال قول الفلاسفة بإثبات الجواهر العقلية، شرح حديث النزول، نقض المنطق، الرَّدُّ على المنطقيين، رفع الملام عن الأئمة الأعلام، الواسطة بين الحق والخلق، فتوى ابن تيمية..
ومن مؤلفاته في الفقه: مجموع الفتاوى (35 مجلدًا)، الفتاوى الكبرى (6 مجلدات)، رسالة القياس، القواعد، رسالة الحسبة، الأمر بالمعروف، العقود، المظالم المشتركة، حقيقة الصيام..
وله مجموعة من القصائد؛ من أشهرها: يا سائلي عن مذهبي وعقيدتي، والقصيدة التائية.
غزارة عطاء ابن تيمية العلمي
إن ما قام بتصنيفه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، يعجز الكثيرون عن القيام به مجتمعين، فيقول الحافظ البزَّار رحمه الله عن مؤلفات ابن تيمية: "وأمّا مؤلفاته ومصنفاته، فإنها أكثر من أن أقدر على إحصائها، أو يحضرني جملة أسمائها، بل هذا لا يقدر عليه -غالبًا- أحد؛ لأنها كثيرة جدًّا، وكبارًا وصغارًا، وهي منشورة في البلدان، فقلَّ بلد نزلته إلا ورأيت فيه من تصانيفه" [8]، وقال الإمام البرزالي: "إن تصانيفه في هذا الوقت أربعة آلاف كراس أو أكثر" [9].

ولا شك أن توفيق الله تعالى وفضله أولاً وآخرًا، كانا يصاحبانه، علاوةً على الأسباب الفطرية والمكتسبة التي توافرت فيه، ومن هذه الأسباب:
البدء بالتأليف في سن مبكرة
يقول الحافظ الذهبي رحمه الله عن ابن تيمية: "... وأفتى وله تسع عشرة سنة، بل أقل، وشرع في الجمع والتصنيف منذ ذلك الوقت، وأكَبَّ على الاشتغال" [10]، ويقول ابن رجب الحنبلي رحمه الله: "شرع الشيخ في الجمع والتصنيف من دون العشرين، ولم يزل في علوٍّ وازدياد من العلم والقدر إلى آخر عمره" [11]؛ فإذا كان الشيخ قد عاش (67 عامًا)، واشتغل بالتأليف في تلك السن المبكرة، فهذا يعني أنه ظل يُؤَلّف ما يقرب من نصف قرن؛ مما يبرر كثرة مؤلفاته.

غزارة علومه ومعارفه
استطاع الشيخ أن يُلِمَّ بفنون الثقافة في عصره في وقت مبكر، ساعده في ذلك حافظة خارقة، فقد كان يحفظ كل ما يقع تحت عينيه، وكان مع ذلك حريصًا على الوقت جدًّا، لا يضيع منه شيئًا، ولم يكفَّ عن الدراسة والقراءة والبحث والتأليف طول عمره وفي مختلف أحواله [12].

وقد مهر في سائر العلوم التي عرفت في عصره، "وأمدَّه الله بكثرة الكَتْبِ، وسرعة الحفظ، وقوة الإدراك والفهم، وبطء النسيان؛ حتى قال غير واحد من أهل العلم: إنه لم يكن يحفظ شيئًا فينساه" [13].
وشهد له معاصروه بذلك؛ قال الحافظ ابن سيد الناس رحمه الله: "ألفيته ممن أدرك من العلوم حظًا، وكاد يستوعب السنن والآثار حفظًا، وإن تكلَّم في التفسير فهو حامل رايته، أو أفتى في الفقه فهو مدرك غايته، أو ذكر في الحديث فهو صاحب علمه وذو روايته، أو حاضر بالملل والنحل لم يُرَ أوسع من نحلته في ذلك ولا أرفع من رايته، برز في كل فنٍّ على أبناء جنسه، ولم تَرَ عينُ مَن رآه مثله، ولا رأت عينه مثل نفسه" [14].
سرعته في الكتابة والتأليف
قال تلميذه ابن القيم رحمه الله: "إنه كان يحرِّر أربعين فتوى في ساعة"، وقال الحافظ الذهبي رحمه الله: "ويكتب في اليوم والليلة من التفسير أو من الفقه أو من الأصلين أو من الرد على الفلاسفة الأوائل نحوًا من أربعة كراريس أو أزيد، وما يبعد أنَّ تصانيفه إلى الآن تبلغ خمسمائة مجلد، وله في غير مسألة مصنف مفرد في مجلدة" [15].

ومن الأمثلة التي ذكرت في سرعته في الكتابة، يقول ابن عبد الهادي وابن سيد الناس عن شيخ الإسلام: "كتب الرسالة الحموية (سنة 698هـ) في قعدةٍ بين الظهر والعصر [16]"، "وكتب الرسالة الواسطية في قعدة بعد العصر" [17]، وذكر ابن عبد الهادي: "كان يكتب مجلَّدًا لطيفًا في يوم" [18].
منهج ابن تيمية العلمي
وكان للشيخ ابن تيمية منهج محدد واضح لم يتخلَّ عنه، ويتلخص فيما يلي [19]:

1- الاعتماد على الكتاب والسنة وأقوال السلف: يقول ابن تيمية في هذا: "فقد وجب على كل مسلم تصديقه صلى الله عليه وسلم فيما أخبر به عن الله تعالى من أسماء الله وصفاته مما جاء في القرآن وفي السُّنَّة الثابتة عنه، كما كان عليه السابقون الأوَّلون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان" [20].
2- الاستدلال العقلي فيما يستطيع العقل الإحاطة به: وتلك من صور التوازن العجيبة عند ابن تيمية؛ فمع توقيره العظيم للنصوص لا يهمل العقل ولا يزدريه، بل يرى أن العقل السليم لابد أن يوافق النقل الصحيح، وأن الدين يأتي بما تحار منه العقول لا بما تُحيله، أي تراه مستحيلاً؛ وهو مع هذا التوقير للعقل لا يقدسه، بل يرى أن له قدرة محدودة ينطلق فيها كما يشاء، ويعجز عن إدراك بعض قضايا الدين.
3- حرصه الشديد على ضبط المصطلحات: وهو يعتني بذلك أشد العناية ويرى أنَّ كثيرًا من خلاف السلف خلاف تنوع لا خلاف تضاد أي أنهم يختلفون لفظيًّا فقط، كما أن المتأخرين يستخدمون مصطلحات محدثة فيها الحق والباطل ثم ينفونها ليتوصلوا بها إلى نفي معنى صحيح.
4- الاعتماد على اللغة الصحيحة: فالشيخ يعتمد على اللغة كما كانت عند العرب المتقدمين، ويميز بعبقريته بين معاني الألفاظ في أصل وضعها واستخدام المتأخرين لها.
5- النقل الموثوق: فهو عندما يريد محاجَّة خصم، فإنه يعتمد على كلامه، إمّا المكتوب، وإمّا المنقول شفهيًّا عن الخصم من مصادر موثوقٍ بها؛ ولذلك نجده في كثيرٍ من كتبه في الرد على الخصوم، يذكر أولاً كلام الخصم بنصِّه وبأمانة ولا يتدخل فيه حتى ينتهي من سرده، ثم يبدأ في نقده وبيان عِلله، وهذه الطريقة جعلت من كتبه مرجعًا مهمًّا موثوقًا به في الفرق، وخاصة تلك التي لم يأتنا شيء من مؤلَّفات زعمائها كالكلابية.
6- التأصيل: وهو يذكر أسباب ضلال من ضَلَّ، وكيف زَلَّتْ أقدامهم، وجذور انحرافهم، ويتتبعها بعبقرية فذَّة، ويتتبَّع التسلسل التاريخي لانحراف المنحرفين، مع نقدٍ داخليٍّ للنصوص والأسانيد، مع نقدٍ بنَّاء يبطل الباطل، ويحقُّ الحقَّ في أنصع صوره، مع اطِّرادٍ في المنهج لا يحيد عنه، وأدب جَمٍّ، كما أنَّ له طريقته الخاصة في نقد المتكلمين؛ التي أخذت من جهده ووقته وكتبه الشيء الكثير، ويبدو أنه فعل ذلك لأنَّه يرى أنهم أكثر الناس أنصارًا، بينما تقلَّصت المدارس الأخرى أو انقرضت نهائيًّا. وكان في منهجه لنقدهم لا يعطي أحكامًا عامَّة تسلكهم في نظام واحد، بل كان يميز بينهم، ويُفَضِّلُ نقد كل متكلم منهم بعينه، لأنه رأى أن كل فرد منهم قد يكون له آراء لا يشاركه فيها الآخرون، فمن الظلم والحالة هذه مؤاخذتهم بما قاله بعضهم، كما كان أيضًا في نقده لهم يراعي حال الشخص الواحد، فهو على سبيل المثال لا يهاجم الأشعري بما كتبه في فترة الاعتزال.

أقوال ابن تيمية في باب العلم
ولابن تيمية في باب العلم أقوال جامعة؛ منها: "العلم إمّا نقلٌ مُصَدَّق، وإمّا اسْتدلالٌ مُحَقَّقٌ" [21]، "الإمامة في الدين مَوْرُوثة عن الصبر واليقين" [22]، "لا ريب أنَّ لذة العلم أعظم اللذات، واللذة التي تبقى بعد الموت، وتنفع في الآخرة هي لذة العلم بالله والعمل له، وهو الإيمان به" [23]، "من فارق الدليل ضلَّ السبيل، ولا دليل إلا بما جاء به الرسول" [24]، "حصول العلم في القلب كحصول الطعام في الجسم، يحس بالطعام والشراب، وكذلك القلوب تحس بما تُنْزِلُ إليها من العلوم التي هي طعامها وشرابها [25]، "لا يُنال الهدى إلا بالعلم، ولا ينال الرشاد إلا بالصبر" [26].

منهج ابن تيمية في مؤلفاته
بالنظر في مؤلفات ابن تيمية، التي تبرز شخصيته ومنهجه بشكل واضح، نخلص إلى هذا المنهج في نقاط [27]:

- الارتباط بالحياة والواقع من خلال عَيْش الأحداث وتسجيلها ومناقشتها، ووضع الرأي السديد والصائب فيه؛ مما أكسب كتبه ومصنفاته قوةً وحيويةً وتأثيرًا عميقًا في النفوس، ويندر أن تجد ذلك في كتب غيره من المؤلفين.
- استعماله الأسلوب العلمي في إقناع الخصوم، وإلزامهم الحُجَّة من خلال الاحتجاج عليهم بكلام أئمتهم، واستخدام أساليبهم الجدلية والمنطقية مما يضيق دائرة المناظرة على الخصم.
-الوضوح فهي في أغلب الأحيان ردود على مجادلات، أو نقد لنواحٍ واجتهادات شرعية.
- الأسلوب الموسوعي في جمع أطراف الفكرة الواحدة؛ مما أكسب مؤلفاته ميزة خاصة تجعل قارئها يستغني بما فيها من معلومات قيمة عن كتبٍ كثيرة، بل عن مكتبة ضخمة.
- الإكثار من النقل عن الأئمة؛ مما أكسب مؤلفاته القوة والأصالة، ثم إلحاقه هذه النقول بتعليقاته وإيضاحاته، مع بيان المنزلة العلمية التي كان يتمتع بها هذا الإمام الذي نقل عنه.
- تُبرز هذه المؤلفات اطِّلاعه المدهش على الخلافيات، ودراساته المقارنة للمسائل التي يعرضها؛ مما جعل أحكامه أقرب إلى السلامة الكاملة، والدقة المتناهية، وندرة الخطأ.
- خلو منهجه من الجفاف والتعقيد في عرض القضايا الفقهية؛ لأنها سمة سيطرت على مؤلفات المتأخرين في الجانب الفقهي؛ فلما ابتعد عنها في مصنفاته الفقهية، أعطى الفقه دفعة قوية، وقبولاً في نفوس الناس.
- الأمانة العلمية وتحرِّي الدقة في النقل، والنقل بالنص مع العزو للمصدر والقائل.
- الاستطراد في النقل أحيانًا، لحاجة تدعو إلى ذلك؛ كشرح أو توضيح أو تفريع..
- التجرد للحق وقبوله واتباعه والموضوعية والعدالة مع المخالفين، وذكر جوانبهم الإيجابية.
- التكرار وإعادة البحث للموضوع الواحد، ففي بعض تصانيفه يكاد ينقل كثيرًا مما قال في مواطن أخرى، ولعلَّ ذلك ناتج من حرصه على التأكيد على أهمية الموضوع الذي يبحثه.
- سعة أفقه واطلاعه المدهش على مختلف العلوم والفنون في عصره.
- سرعة بديهته، وقوة استحضاره للدليل؛ حتى قال الحافظ الذهبي متعجبًا: "ما رأيت أسرع انتزاعًا للآيات الدالة على المسألة التي يوردها منه" [28] [29].

دراسات عن ابن تيمية
كُتِبَ عن ابن تيمية وعلمه ومنهجه ونظرياته عدد كبير من الرسائل العلمية والكتب والمقالات، منها:

نظريات ابن تيمية في السياسة والاجتماع؛ للمستشرق الفرنسي هنري لاوست.
- شرائع الإسلام في منهج ابن تيمية لهنري لاوست.
- ابن تيمية للدكتور عبد الرحمن النحلاوي.
- ابن تيمية للدكتور محمد يوسف موسى.
- حياة شيخ الإسلام ابن تيمية لمحمد بهجة البيطار.
- الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون لمحمد العمران.
- ابن تيمية السلفي للدكتور محمد خليل هراس.
- ابن تيمية العالم الجريء لعبد المنعم الهاشمي.
- ابن تيمية والتصوف للدكتور مصطفى حلمي.
- ابن تيمية والتنظير السياسي للدكتور عبد الحكيم الفيتوري.
- الإمام ابن تيمية وموقفه من قضية التأويل للدكتور محمد السيد الجليند.
- تكامل المنهج المعرفي عند ابن تيمية لإبراهيم عقيلي.
- شيخ الإسلام ابن تيمية والعمل الجماعي لعبد الرحمن عبد الخالق.
- دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية" عرض ونقد "للدكتور عبد الله بن صالح الغصن.
- سد الذرائع عند شيخ الإسلام ابن تيمية (رسالة ماجستير) لإبراهيم بن مهنا المهنا.
- منهج ابن تيمية التجديدي السلفي ودعوته الإصلاحية لسعيد عبد العظيم.
- منهج ابن تيمية في مسألة التكفير لعبد المجيد المشعبي.
- منهج شيخ الإسلام ابن تيمية في التأليف ومراحله المتعددة لعبد الله بن سعد الحجيلي.
- منهج ابن تيمية في الرد على المتكلمين لعبد العزيز التميمي.
- منطق ابن تيمية لمحمد حسني الزين.
- مقاصد الشريعة عند ابن تيمية ليوسف البدوي.

وفاة ابن تيمية
مرض الإمام ابن تيمية في سجنه الذي دخله، وابتُلِيَ به نتيجة تأليب الفقهاء والعلماء المخالفين له، وتحريضهم السلطان ضده، وكان مرضه بسبب فقده لكتبه، ومنعه من الكتابة، وضياع الكثير من كتبه، ومصادرة بعضها، وكان قد أخبر صديقه وصاحبه في السجن الشيخ عبد الله الزرعي في آخر لحظاته أنه سامح جميع أعدائه وحلَّلهم من عداوته وسبِّه، ثم تفرغ لتلاوة القرآن وختمه ثمانين مرة، ووصل إلى قوله تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ} [القمر: 54، 55]، ثم اشتدت علته، وفاضت روحه إلى بارئها وهو مسجون بسجن القلعة بدمشق ليلة الاثنين (20 من ذي القعدة 728هـ) [30] وعمره (67) سنة، فرحمه الله رحمةً واسعة، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.

[/size]

[size]
[1] جاء في سبب تسميته عدة أقوال، خلاصتها جميعًا: أن تيمية هو اسم جَدَّته، وقد سماها أبوها
بذلك لشبهها لجارية صغيرة رآها بتيماء وهو يحج، وكانت جدته هذه واعظة، فنسب إليها
وعرف بها.

[2] إبراهيم محمد العلي: شيخ الإسلام ابن تيمية ص296.
[3]  ابن كثير: البداية والنهاية 14/75.
[4] هنري لاوست: مستشرق فرنسي يُعَد أهم من تخصصوا في ابن تيمية، وأكثر المستشرقين إنصافًا له، قضى أكثر من ثلاثين سنة في دراسة عصر المماليك، والحنابلة، وابن تيمية بوجه خاص، وتَرْجَمَ كتاب "السياسة الشرعية" إلى الفرنسية، وقَدَّمَ له مقدمة قيمة وله دراسة بعنوان: "شرائع الإسلام في منهج ابن تيمية".
[5] الندوة العالمية عن شيخ الإسلام ص 207.
[6] ابن عبد الهادي: العقود الدرية في مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية ص65.
[7] إبراهيم محمد العلي: شيخ الإسلام ابن تيمية رجل الإصلاح والدعوة ص376.
[8] أبو حفص البزار: الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية ص53.
[9] ابن شاكر الكتببي: فوات الوفيات عن المنجد ص 61، 62.
[10] ابن عبد الهادي: العقود الدرية ص4.
[11] ابن رجب الحنبلي: ذيل طبقات الحنابلة 2/ 388.
[12] شاكر الكتبي: فوات الوفيات 1/ 64.
[13] ابن العماد الحنبلي: شذرات الذهب، 6/ 81.
[14] ابن حجر العسقلاني: الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة 1/ 154.
[15] تاريخ ابن الوردي: 2/ 406، 407، فوات الوفيات: عن المنجد ص 63.
[16] العقود الدرية: ص 64، 67، فوات الوفيات عن المنجد ص 66.
[17] ابن تيمية: مجموع الفتاوى، 3/ 164، والعقود الدرية: ص 311.
[18] ابن تيمية: العقود الدرية: ص 64.
[19] إبراهيم محمد العلي: شيخ الإسلام ابن تيمية ص360-364.
[20] ابن تيمية: مجموع الفتاوى، 19/ 68.
[21] مجموع الفتاوى، 13/ 344.
[22] السابق نفسه: 10/38.
[23] السابق نفسه: 14/ 162.
[24] مفتاح دار السعادة: 1/ 304.
[25] مجموع الفتاوى: 4/ 41.
[26] السابق نفسه: 10/ 40.
[27] إبراهيم محمد العلي: شيخ الإسلام أحمد بن تيمية رجل الإصلاح والدعوة، سلسلة أعلام المسلمين (79)، دار القلم - دمشق، الطبعة الأولى 1421هـ= 2000م ص360- 363 بتصرف يسير .
[28] الدرر الكامنة: 1/160.
[29] محمد أبو زهرة: ابن تيمية ص521- 524، الندوي: ابن تيمية ص133- 139، مقدمة الحموية: ص72- 79.
[30] ابن كثير: البداية والنهاية 14/159.
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://info-noor-islam.ahlamontada.com
 
ابن تيمية .. شيخ الإسلام وناصر السنة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  أدب الاختلاف في الإسلام
» مجموع فتاوى ابن تيمية
» تحميل كتاب حول حياة شيخ الاسلام ابن تيمية – للشيخ محمد سعيد رسلان - تحميل مباشر - pdf
» تحميل مقرر تنظيم السنة التكوينية بالمراكز الجهوية لمهن التربية و التكوين برسم السنة التكوينية 2014-2013
» أنواع العلوم في الإسلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات احفاد الرسول :: المنتديات: ثقف نفسك :: المقالات لنقاش-
انتقل الى:  
تعليقات فيسبوك

تابعنا على فيسبوك
ابن تيمية .. شيخ الإسلام وناصر السنة Flags_1
online
تويتر طائر


هذه الرسالة تفيد أنك غير مسجل .

و يسعدنا كثيرا انضمامك لنا ...

للتسجيل اضغط هـنـا